مقالات متنوعة

اسامة عبد الماجد : أردوغان والسودان


٭ من أجمل طرائف الإنقلاب الفاشل في تركيا واحد يقول : (أمس كنت سهران برة مع الشباب، والمدام اتصلت تقول لي وقع إنقلاب في تركيا ونزل الشعب التركي الشوارع وفشل الإنقلاب ورجع أردوغان وحضرتك لسة مارجعت البيت).
٭ لكن رجوع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو أمر متوقع لهو درس للجميع دون إستثناء، خاصة لنا في السودان، مع أن ماشهدته تركيا من تحالف بين الجيش والشعب حدث في السودان في انتفاضة أبريل المجيدة في أبريل 1986.
٭ وماحدث من تحالف للمعارضة مع السلطة في مواجهة الإنقلاب بانقرة، جرى في السودان في مايو من العام 2008 ، عندما غزت قوات حركة خليل إبراهيم أم درمان وحاولت الاستيلاء على السلطة.
٭ جميع من تابع انقلاب تركيا – خاصة من دول العالم الثالث – سيحاول أن يسقط الحالة على بلاده، وصاحب الزاوية فعل ذلك، حيث أن الإنقلابات غير مستبعدة، ودونكم ماجرى قبل سنوات قلائل من مجموعة العميد (ود إبراهيم)، وهو الأخطر على الإنقاذ منذ مجيئها كونه جاء من أبنائها، وفي أبنائها المخلصين (جداً) منهم، والذين دافعوا عنها بروحهم في ساحات الجهاد، وبالتالي من الأهمية بمكان الاستفادة من الدرس التركي.
٭ تجنب الإنقلابات في أي دولة يكون بإيلاء ثلاثة ملفات أهمية قصوى: وهي الحوار مع المعارضة والمضي في تحسين الوضع الاقتصادي وتلطيف العلاقات مع الجيران.
٭ التقليل من المعارضة وإحتقارها، وعدم سماع وجهة نظرها، يباعد بين الحكومة والواقع، بينما يقود ذلك وفي هدوء تام إلى بروز معارضة من نوع آخر غير متوقعة وهي التي تبرز من داخل النظام نفسه.
٭ خرج الشعب التركي إلى الشارع، في صورة مختلفة قلما تحدث في العالم، فالمألوف أن نزول المواطن إلى الشارع في حال الانقلابات بغرض (التأييد)، لكن موقف الشعب التركي كان بهدف (التنديد).
٭ موقف يستحق التحية، شعب يسيطر على الشارع لأجل أن تستمر حكومته في سيطرتها على مقاليد الأمور، حالة من الحب والوفاء تتمناها أي حكومة في العالم، ولكن عجلة الساعة لا تقف في محطة (الأمنيات).
٭ كلمة السر التي جنبت تركيا الانقلاب وتجنب أي دولة أخرى ذات المصير هي (الثقة) بين الحكومة والمواطن، وكان ذلك أكثر ما أدهشني أثناء متابعتي للإنقلاب بتركيا، عندما تحول الوضع لصالح حكومتها.
٭ دعا أردوغان الأتراك إلى النزول إلى الشوارع لدعم الحكومة والوقوف في وجه الانقلابيين، وما كان سيطلق دعوة مثل هذه لو لم يكن واثقاً في شعبة وكان الأخير واثقاً في حكومته.
٭ ولذلك قال أحد كبار مستشاري رجب، ويدعي النور سيفيك إن الشعب التركي هو الذي استعاد السيطرة على مطار أتاتورك من الجيش، والشعب هو الذي استعاد السيطرة على التلفزيون والإذاعة الحكوميين من الجيش.
٭ الشعب هو الذي يحمي الحكومة وليس أجهزتها، ولذلك يستحق الإهتمام به وبمعاشه .