أبشر الماحي الصائم

تعرف على شعبك ساعة الرخاء


* ربما كان أعظم درس مستفاد من تراجيديا الأحداث التركية هو (وفاء الشعب) لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وذلك لسبب بسيط جداً هو أن هذا الحزب كان بحق اسما على مسمى، العدالة والتنمية، بحيث صب كل جهده لعمليات التنمية حتى أصبح اقتصاد تركيا على عهده من أعظم اقتصادات العالم.
* ورسالة التفاف الشعب التركي حول حكومته وحزبه هنا، موجهة للأحزاب الحاكمة بما فيها حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم، بأن تتعرف هذه الأحزاب الحاكمة على الجماهير ساعة الرخاء لكي تتعرف عليها ساعة الشدة !!
* فقد كان السيد طيب رجب أردوغان يثق بشعبه وهو يلجأ، من بعد الله سبحانه وتعالى، إلى هذا الشعب الوفي ساعة العسرة ولم يخذله هذا الشعب العظيم!!
* وتكمن المفارقة التركية المدهشة، في أن الآخرين حول العالم يعتمدون على الأجهزة الأمنية حال تعرض الأنظمة إلى مخاطر، بينما في المقابل لما أطل الخطر من الأجهزة الأمنية لجأ أردوغان إلى الشعب التركي، وكان الشعب في الموعد وهو يتصدي بصدوره العارية للانقلابيين المدججين بالسلاح !!
* في حالتنا السودانية، يحتاج الحزب الحاكم إلى طرح السؤال الأصعب: هل تحت وطأة الحالة الاقتصادية وطرق الإعلام السالب على مزاعم الفساد، هل فقد الحزب بعض النقاط الغالية؟!!.. وإذا كان ذلك كذلك، فما هي المطلوبات العاجلة التي يجب أن تتداركها الحكومة في ظل هذا الواقع؟!!
* بحيث لازلت أزعم بأن شعبية الرئيس البشير أعظم من شعبية المؤتمر الوطني!! على أن الشعب السوداني يثق في رئيسه أكثر من ثقته في الأحزاب والسياسيين، بدليل أن الرئيس أينما حل فثمة استبيان جماهيري حقيقي على الأرض، وربما تسعفنا آخر جولة رئاسية إلى إقليم دارفور، بحيث تدفقت الجماهير بصورة عفوية إلى لقاء الرئيس أينما حل..!!
* بتقديرنا، أن ثمة فتورا جماهيريا قد طرأ على الأرصدة الشعبية على أثر تراجع الأداء الاقتصادي، ذلك مما يتطلب من السيد الرئيس شخصياً أن ينزل إلي مكامن الإنتاج بنفسه، إلى القضارف والنيل الأزرق بين يدي موسم الخريف، وإلى الجزيرة والشمالية ومظان محصول القمح بين يدي الشتوي!!
* يحتاج السيد الرئيس أن يفلت من أسر لقاء القاعات، إلى حيث الجماهير في المزارع والحقول والمصانع والربوع، لتقديم الدعم المعنوي لجماهير المنتجين الأصليين في مواقع الإنتاج، متسقا ذلك ومتزامنا مع قرارات إصلاحية إنتاجية هائلة تطال كل مؤسسات التمويل والدعم والدفع للعملية الاقتصادية.. وليس كل ذلك ما هناك.