يوسف عبد المنان

رسائل ورسائل


إلى المهندس “علي العوض” والي الشمالية: هل انتهى خريف التصافي مع بعض قيادات المؤتمر الوطني بالولاية، وأطل شتاء الصراع الذي أهلك من قبلك.. وأبعد ولاة مثل “إبراهيم الخضر” والمهندس “ميرغني صالح”.. والشمالية التي كانت مثالاً في الانسجام والتوافق بين قادتها بعد البيان الذي بثته جماعة من حزبك عبر الواتساب (الأربعاء) الماضي، أصبحت تجلس على كرسي بثلاثة أرجل.
إلى “إشراقة سيد محمود” القيادية في الحزب الاتحادي: غادر “الدقير” موقع القيادة.. وجاء الحبيب د.”أحمد بلال”.. وقريباً يتوجه من وزارة الإعلام إلى رئاسة الجمهورية مساعداً، فإن مقعدك في الوزارة بات (محجوزاً) بعرق الجبين وخدمة الضراع ومساعدة الأصدقاء داخل الحزب وخارجه الذين خططوا لإزاحة د.”جلال الدقير” من المشهد.. لكن الذين ذرفوا الدموع في قاعة الصداقة يوم إعلان الاستقالة، ليس سهلاً ترويضهم أو تجاوزهم.. لقد انتصرتِ مع “أحمد بلال” و”السماني” على “جلال الدقير” ولكن لا تزال الشمس مشرقة والدرب شاقاً والمسيرة صعبة.. ما يجمعك بأمين الحزب المكلف يضعك في القيادة القادمة لأن البعر يدل على البعير.. والسير يدل على المسير.
إلى الدكتور “الشفيع خضر” القيادي السابق في الحزب الشيوعي السوداني، لقد حررت المجموعة المتنفذة شهادة إطلاق سراح عقلك وقلمك لتفكر خارج صندوق التنظيم وتكتب بعيداً عن لوائح الحزب.. وتقول للرأي العام.. هذه رؤيتي والفراشات لا تطيق الأسوار والشعراء تشرد منهم القوافي والحروف وهم في أغلال السجون الفكرية.. لا تفكر في حزب اشتراكي.. فأنت على الأقل غير متهم في ذمتك ولا قلمك.. وغداً يكتشف الحزب الشيوعي العجوز خسارته بفصل آخر المفكرين في صفه.. وأول الرجال الأوفياء المخلصين.
إلى المهندس “الطيّب مصطفى”: من حقك أن تفرح يوم انفصال السودان إلى دولتين.. ومن حقك ذبح النعاج والثيران ونحر الإبل.. وكتابة القصائد في هجاء الجنوب ومدح الشمال، ولكن كيف تتصدى لكل من يذرف دمعة حزن على انقسام وطنه.. ولماذا تمنح نفسك حق (الألفة) في الوطن تزجر كل من تحسر على السودان الذي كان والسودان الذي صار.. المشاعر الإنسانية النبيلة تدفع كثيراً من القادة والكُتاب والصحافيين لذرف دموع الحزب على حال الجنوب اليوم مثلما هناك من يفرح ويشمت في الجنوبيين وينشر صور الموت المفجع ويردد جهراً تستاهلوا.. بعض من هنا.. نصفهم من هناك.. مثلما بعض من هنا نصفه بنو هاشم وأوس وخزرج.. فالمشاعر الإنسانية هي من حملة الغربيين للتبرع لأطفال جبال النوبة.. وجبل بوما، وبعض المشاعر الإسلامية هي من حملة المسلمين في نيجيريا يدفعون مائة مليون دولار لمسلمي يورما.
إلى البروفيسور “مأمون حميدة” وزير الصحة بولاية الخرطوم: شكراً لك وأنت تستجيب لطلب الصحافيين بالحارة (100) بإنشاء مركز صحي لخدمة سكان المنطقة والصحافيين بصفة خاصة، وشكراً للأستاذ “إمام محمد إمام” الذي جمع الصحافيين بمنزله أخريات رمضان الماضي للقاء الصراحة مع الوزير “مأمون حميدة” والوزير “أحمد بلال عثمان”.
إلى الدكتور “سلمان أحمد سلمان”: فرضت عليّ الإقامة الجبرية طوال ليل (الثلاثاء) و(الأربعاء) وأنا أطوف في عرصات كتابك الجديد من مسؤولية القوى الشمالية عن انفصال الجنوب.. الكتاب مثير في فصوله الأولى وقريب الشبه بكتاب جنوب السودان في المخيلة العربية لدكتور “منصور خالد” مع اختلاف في منهج البحث وغزارة المعلومات، ولكن نقطة ضعف الوثيقة المهمة التي احتفى بها الرأي العام (المستنير) هي تجاهلك عمداً للدور السالب الذي لعبته الأحزاب الجنوبية في فصل الجنوب، ولماذا انقلب المسلمون الجنوبيون على أخوتهم في الشمال.
إلى المهندس “إبراهيم محمود حامد” مسؤول ملف المفاوضات حول المنطقتين: بعد عقد ورشة الدمازين قبل رمضان الماضي حول قضايا التفاوض ورؤية أغلبية الداخل، لا تزال كادقلي تنتظر عقد جلسة مماثلة لتصغي القيادة العليا للدولة لرؤية مغايرة لرؤيتها تصدر من صفها أولاً.. فمتى تسمع لـ”مركزو” و”يحيى آدم عثمان” و”موسى يونس” والأمير “حازم يعقوب” و”الأمير عثمان بلال”.