ثقافة وفنون

يسرا.. شعرتُ بالتمزّق النفسي وأنا أمثّل


غيَّرت الفنانة يسرا من جلدها تماماً من خلال مسلسلها الذي عُرض مُؤخَّراً، وحقَّق نجاحاً جماهيريّاً كبيراً في الماراثون الدرامي الرمضاني المنقضي، “فوق مستوى الشبهات”. وتمرَّدت من خلاله على أدوار السيَّدة المثاليَّة، إلى سيَّدة شريرة تهوى الانتقام، ليس من أعدائها فحسب، بل ومن أصدقائها أيضاً.

“العربي الجديد”، التقت، يسرا، في هذا الحوار، لنتعرّف عن سبب هذا التحوّل الجذري في اختياراتها الفنية. بدايةً، قُمنا بسؤالها عن سبب هذا الخيار الجذري في “فوق مستوى الشبهات”، حيث أكّدت أنَّ الأمر لم يكن صعباً بقدر ما كان حلماً، “حيث وجدتُ نفسي أقدِّمُ شخصيَّة السيدة “الكيوت” الطيبة المثالية لسنوات طويلة، سواء في السينما أو التلفزيون. فقرَّرت فجأة أن أقف، وأقول: “لا كفاية”. فتحدثت مع المنتج، جمال العدل، عن حلمي. وفي غضون فترة قليلة، وجدت النص يأتي لي على طبق من ذهب، ففكرة المسلسل نفسها هي ما أريده”.

أمّا عن ردّة فعلها، حين تعرّفت على ملامح شخصيّتها المقبلة في النص، فأكّدت، يسرا، بأّنها لا تخفي أنها كَرهت شخصيّة “رحمة” في البداية، بسبب ما فيها من شرّ. “وقرّرت وتمنّيت أن يصل هذا الإحساس الذي شعرته إلى الجمهور. وهي معادلة صعبة جداً، أن تكره شخصاً، وفي نفس الوقت، تتعاطف معه. ولكن بصدقٍ شديد، يبدو أنَّ هذا الإحساس وصل إلى الجمهور، وهو ما لمحته في آرائهم في الشارع، ومواقع التواصل الاجتماعي. وقتها فقط، قلت لنفسي إني نجحت. فقرار أنك تريد إيصال إحساس ما للجمهور، وهو نفس إحساسك، هو قرار صعب، لكن الحمد لله تحقق”.

وحول شخصيَّة “رحمة”، وإذا ما كانت تستحقُّ أنْ تكون بكلّ هذا الشر، ُرغم ما مرَّت به من ظروفٍ قاسية، تقول يسرا: “رحمة مرَّت في طفولتها، كما تمَّ استعراضه في المسلسل، بظروف صعبة، حيثُ إنَّ والدتها كانت تُفضِّل عليها شقيقتها وهي صغيرة، وهو إحساس غاية في الوجع والألم. وظروف أخرى عديدة، جعلتها تعمل طيلة حياتها على تأمين نفسها من غدر من حولها”.

وجديرٌ بالذكر أنّ يسرا قدَّمت أعمالا سينمائيَّة وتلفزيونيَّة كثيرة. ولكن، يشكّل “فوق مستوى الشبهات” لديها حالة خاصّة، تقول في ذلك: “سعادتي بهذا العمل لا تُوصَف فعلاً. حيث أعتبره نقلة كبيرة جداً في حياتي الفنية. وكنت سعيدة بكل كلمة قيلت عني من النقاد والجمهور، فأسعدوني وأشعروني أن المجهود الكبير الذي بذلته في العمل لم يضِع هدراً”.

كان المسلسل مرهقاً ليسرا من كل الجوانب، سواء الجسديَّة، حيث استمرار التصوير حتّى قبل نهاية شهر رمضان بيومين تقريباً، وكانت تقوم بالتصوير وهي صائمة. ولكنّ الإرهاق الأكبر، على حدّ تعبيرها، شعورها بالتمزّق النفسي لأنّها تأثّرت جدّاً بشخصيّة “رحمة”. “وأوجعتني وشعرت بمرارة الشخصية، لأن هناك بالتأكيد شخصيّات حقيقية عاشت ظروفاً مشابهة”.

العربي الجديد