مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : الجواز الأفريقي وجنازة (المحكمة)


> يمكن أن نقول بأن فكرة إصدار جواز أفريقي لتحقيق نوع من الوحدة الاقليمية لو لم تكن من ناحية أن الجواز مستند لدخول الدول اﻷفريقية فكرة مهمة، باعتبار أن الافارقة يفضلون حتى على جوازات بلدانهم جوازات أوروبا وأمريكا، إلا أن الفكرة تدعو إلى انشاء روح تعاونية لدول القارة لمواجهة الاهانات والاستهدافات التي تأتيها من الخارج. > والمحكمة الجنائية الدولية واحدة من أدوات هذه الاهانات والاستهدافات ..ويؤكد ذلك ما نشرته صحيفة (إيفنينغ بوست ) البريطانية من معلومات تفيد بأن رئيسة المحكمة الجنائية سيلفيا غورمندي تلقت في فترة 11 عاما في حساباتها المصرفية اموالا تصل إلى 17 مليون دولار أمريكي . > في بنك بوبيولار في جزيرة فيرجن ..والبنك الكاريبي ( فيرست كاربيان بنك )في جزر البهاما . > وتخيل أن الاتحاد الإفريقي وصله اقتراح من قانونيين كبار جدا من القارة الافريقية بإنشاء محكمة لتعويضات البلدان الافريقية عما فعله بها الرجل الابيض من استرقاق واحتلال وإذلال موثق ..ترى ماذا سيكون تعليق الاوربيين والامريكان عليه.؟ > لكن لأن الدول الافريقية صمتت عن الماضي المأساوي .. فإن هذا الصمت الرهيب أغرى أبناء وحفدة البيض مرتكبي جرائم الاسترقاق والاحتلال والاذلال والسخرية في الاستمرار بارتكاب الجرائم ضد الإنسان الافريقي . > وعار على 34 دولة افريقية موقعة على ميثاق روما الذي تأسست عليه المحكمة الجنائية أن تستمر في عضوية هذه المحكمة الراشية .. وأن تجعل المجال مفتوحا لكل من يريد أن يرتشي مقابل ذمته الحقيرة . والاتحاد الافريقي الذي يضم الـ34 ) دولة هذه حينما يصف رئيسة المحكمة الجنائية بأنها مرتشية وراشية وتلقت رشاوى بملايين الدولارات لكي توجه اتهامات لرؤساء وقادة ..تطلب بأن يضغط على هذه الدول من أجل كرامة وأمن واستقرار القارة ..ومن أجل الوقاية من مزيد من الانقسامات بداخلها . > فلا يكون صنيع الاتحاد الافريقي مجرد اعلان ..فلو أعلن السبت الماضي تمسكه بموقفه الرافض للتعامل مع المحكمة الجنائية المفصلة لتجريم قادة افريقيا الذين يقودون برامج مستقبلية للاستغناء شيئا فشيئا من الاسواق الخارجية بحكم غناء القارة بكل الموارد المختلفة تقريبا ..فإن قرن القول بالعمل هو المطلوب طبعا. > لكن إذا لم يكترث مجلس الأمن لفضيحة المحكمة الجنائية التي ظهرت مؤخرا وعراها تماما، فإن توصية الاتحاد الافريقي في اجتماع وزراء الخارجية الأخير .. هي التي يمكن أن تكون قاصمة الظهر للمحكمة . والتوصية هي تكليف لجنة وزارية يترأسها وزير الخارجية الاثيوبي تيدروس إدحانوم للقيام بزيارة إلى مجلس الامن الدولي لاطلاعه على موقف الاتحاد الافريقي من الجنائية . > لكن الزيارة هذي غير المحدد ميعادها لن تكون على ما يبدو قبل شهر نوفمبر إذا بالفعل تشكلت لجنتها الوزارية . > لأن في شهر نوفمبر القادم سيكون هناك اجتماع الـ34 ) دولة افريقية التي تورطت في التوقيع على ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية المركزة على أفريقيا فقط . > والاجتماع لبحث قرار الانسحاب من المحكمة الجنائية ..أو بالاحرى للخروج من هذه الورطة . > أوروبا وواشنطن وإسرائيل كلها تنظر إلى إفريقيا على أنها قارة كل الموارد التي يمكن أن تجعلها في غنى عن الخارج ..ولذلك فإن المؤامرة الناعمة نعومة جلد الثعبان هي التي تستهدف تدمير الاستقرار في القارة وتخريب مواردها المستغلة حتى لا تشعر بالاستغناء عن الاسواق الاوروبية . > وروح التعاون الافريقي في إطار الاتحاد الاقليمي التي تولدت منها فكرة الجواز الافريقي تتطلب بالفعل الانسحاب من المحكمة الجنائية دون دراسة ..وألا يكون هذا الاتحاد اتحاد نفاق . > إسرائيل الآن تتحمس لنيل مقعد مراقبة داخل الاتحاد الافريقي وهي جولة قائمة على أرض محتلة في آسيا ..وبالتحديد في الجزء الشرقي من الوطن العربي.. ترى لماذا تتحمس؟ أليس خوفا من حالة الوعي التي غشيت افريقيا بعد المآسي التي اتضح أن المستفيد منها هم الامريكون واليهود.؟ > إذن تحمس إسرائيل من أجل مصالحها المتوقفة في أفريقيا على نسف الاستقرار واستمرار عضوية الـ34 ) دولة في المحكمة الجنائية . أو قولوا لنا ما هي الحقيقة بالضبط ..لنعدل رؤيتنا إن كنتم تفقهون أساليب المؤامرات التي تعتبر المحكمة الجنائية الراشية والمرتشية من أهم أدواتها.؟ > إسرائيل تريد أن تحشر أنفها في أفريقيا لإعادة الروح في جنازة المحكمة الجنائية . غدا نلتقي بإذن الله.