مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : (بنك الثواب) بعيداً عن المزايدات


لا ينكر أحد أن برنامج بنك الثواب الذي يقدمه الإعلامي المعروف عبد الله محمد الحسن، هو من أكثر البرامج التلفزيونية شهرة وأكثرها تأثيراً على المجتمع، الذي تفاعل مع ما يطرحه من حالات إنسانية، ولا ننكر أيضاً أن الأخ عبد الله وبما يمتلكه من خبرة وثقافة ومقدرة وفن تتطلبه هذه النوعية من البرامج، استطاع العزف على قلوب الكثيرين الذين لم يجدوا غير أن يتفاعلوا مع الحالات المعروضة في كل حلقة، وهذه واحدة من أسباب نجاح البرنامج الذي جسد حقيقة دور الإعلام نحو المجتمع.
لكن نلاحظ أن (بنك الثواب) في الفترة الأخيرة أصبح محل مزايدات من قبل مدراء بعض الفضائيات، فكل قناة تحاول كسب توقيع مقدمه وضم البرنامج إلى خارطتها البرامجية، الشيء الذي يثير الكثير من علامات الإستفهام، ويصور وكأن صاحبه يدور به في سوق الفضائيات بحثاً عن العرض الأفضل، ومن خلال معرفتنا بالأخ عبد الله لا نظنه من هذه النوعية من مقدمي البرامج، الذين يزايدون على عملهم ولا الذين يتاجرون بمآسي الآخرين، لكنه الفهم القاصر عند بعض الدخلاء على الوسط الإعلامي الذين وجدوا أنفسهم فجأة يتوسدون مقاعد الإدارة الوثيرة في هذه القنوات دون علم أو دراية، فجهلوا أن ما يقومون به هو متاجرة بدموع المعوزين من المرضى وغيرهم من أصحاب الحالات الخاصة، كما جهلوا أن بمقدور أية قناة أن تفتح عبر أثيرها بنكا للثواب، إذا ما خلصت النوايا وتم اختيار صاحب الفكر والحجة والقبول لدى المشاهدين لتقديمه، وليس كما يحدث من توزيع للبرامج والسهرات على حسب العلاقات الشخصية.
(بنك الثواب) هو واحد من أنجح البرامج في القنوات الفضائية العربية وليس السودانية وحدها، ليس لأن عبد الله محمد الحسن يمتلك من سحر الإطلالة ما لا يمتلكه الآخرون، لكن لأنه برنامج يرسم الإبتسامة على شفاه ذبلت بالأحزان، ولأنه برنامج يمسح الدموع من على خد اليتامي والمحتاجين، وهو الوسادة التي يتكئ عليها أصحاب الحاجة، هذا هو سر نجاح البرنامج بالإضافة إلى القبول الذي حبا به رب العباد عبده عبد الله.
خلاصة الشوف:
من أسهل الأشياء عندنا أن تنشئ قناة فضائية، فقط على من يريد ذلك أن يمتلك الأجرة الشهرية للقمر الإصطناعي، أما البرامج فإن أسهل ما يكون صناعتها عند (المنظراتية)، فالمغنيون على (قفا من يريد الاستماع) ومذيعات (الكريمات) بالجملة، المحير أن كثيراً من مذيعاتنا (خاطفات ألوان)، الوجه بلون واليدين بلون آخر، فأصبحن ينافسن (الحرباءات) في التلون.