صلاح حبيب

عندما نصبني أهلي وزيراً للإعلام


أصدر رئيس الجمهورية في وقت سابق قراراً بتعيين معتمدين بالولايات، وجاء من ضمن الأسماء التي تم تعيينها الأستاذ “عبد الله الأردب” وهو من قيادات المؤتمر الوطني، ولكن الشخص المعني بالتعيين كان اسمه مطابقاً للأردب، ولما كان الشخص الذي جرى تعيينه خارج البلاد، فذهب “عبد الله الأردب” إلى القصر باعتباره الشخص المعني بالتعيين، ولكن بعض المسؤولين بالقصر دخلوا في حرج لأن الشخص المعني ليس الشخص الذي جاء ليحلف القسم، ولكن “الأردب” رفض أن يعود دون تلك الوظيفة الرفيعة، فذكر للسيد الرئيس ومعاونيه أن أهله نحروا الذبائح ابتهاجاً بهذا التعيين ولا يمكن أن يعود إليهم ويقول ليس هو الشخص المعني، فاستجابت رئاسة الجمهورية لمنطقه وتم تعيينه في الوظيفة التي لم تكن حلمه ولكن أصبحت واقعاً.
فقبل أيام لبيت دعوة من وزارة الإعلام في المنتدى الأسبوعي الذي تنظمه الوزارة وتقديم الوزراء عبره، فكنت ضمن رؤساء التحرير المشاركين في اللقاء، وحينما فرغ السيد وزير الداخلية الفريق أول ركن “عصمت عبد الرحمن” من تقديم بعض المعلومات المتعلقة بوزارته فتح باب المداخلات والأسئلة من قبل الصحفيين، فنلت الفرصة الثالثة واتجهت إلى المنصة وتقدمت بالشكر أولاً للقائمين على أمر البرنامج ومن ثم دخلت في طرح بعض الأسئلة التي أريد الإجابة عليها.. لم يخطر في بالي يوماً أن أكون وزيراً أو وزير دولة أو أنال أي منصب رفيع غير تلك المناصب التي أعمل في حقلها، حقل الصحافة.
ولكن عندما بث لقاء وزير الداخلية ومداخلتي، عندما شاهدني أحد أقاربي خارج ولاية الخرطوم في التلفزيون وعدداً من مايكات الفضائيات وأنا أتحدث، اعتبر أنني قد أصبحت وزيراً خاصة وأن الخلفية كتب عليها وزارة الإعلام، فأرسل رسائل لأهلي وأقاربي في الوسائط المختلفة بأنني قد عينت وزيراً للإعلام، فانهالت عليّ رسائل التهنئة بالمنصب الجديد وكنت عندما أتلقى مكالمة هاتفية من الأطراف الأخرى تسبقني كلمة مبروك، في بادئ الأمر لم أكن أعلم بسبب تلك المباركات ولكن أكتشفت أن هناك لبساً في ذلك، ورغم نفي الخبر إلا أن سيل التهاني من أهلي وأبناء أخواني وأخواتي ومعارفي مستمر، فرحين لي بالمنصب فظلوا يباركون لي الوزارة الجديدة، وصادف الخبر خبراً بتعيينات في هيئة قيادة القوات المسلحة مما يؤكد أن هناك فعلاً تعيينات في الحكومة.
هل يا ترى كنت سأكون مثل الأستاذ “عبد الله الأردب” وأطلب من السيد الرئيس عدم العودة بدون الوزارة، لأن أهلي قد احتفلوا بي وحملوا كميات من الحلويات والعصائر، أم أتمسك بمهنتي التي أحببتها وهي أفضل المهن بالنسبة لي.