مقالات متنوعة

محجوب عروة : إلى الرئيس البطل أردوغان وشعبه


أنا لا أتفق مع صديقىّ محمد وداعة وزهير السراج وبعض كتاب آخرون انتقدوا الرئيس رجب طيب أردوغان وحملوه ظلماً ما يحدث فى تركيا، والذى تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه محبوب لدى شعبه، وإلا لما استجاب له بالنزول إلى الشوارع وإحباط المحاولة الانقلابية الساذجة حينما خاطبه عبر الاسكايب، ولو لم يكن رئيساً محبوبا لتركه الشعب لمصير محتوم وتجاهل نداءه ونجح الانقلاب ولقى نفس مصير الرئيس التركى المحترم عدنان مندريس الذي أعدمه انقلاب الجيش ظلماً عام 1960، لأنه قام ببعض إصلاحات فى النظام الأتاتوركي.. في تقديري لقد وضع اليوم حفيد السلطان العثماني محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية بصماته على تركيا، مثلما وضعها ذلك الفاتح العظيم فى القرن الخامس عشر، ومثلما وضع كمال أتاتورك بصماته على تركيا الحديثة. ولكن الفرق بين أتاتورك وأردوغان أن الأول أقام نظاماً ديكتاتورياً وأقصى المخالفين له وفرض نظاماً علمانياً بمنهج عدائي للدين الإسلامي، فمنع الآذان بالعربية، وأضعفها، ورغم أنه أدخل الحداثة الأوربية في تركيا لكنه لم يقيم نظامها الديمقراطي، وجعل من الجيش التركي حاميا للأتاتوركية العلمانية بمفهومها المناويء للدين، بعكس أردوغان الذي أتى به حزبه عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، فلم يلغ الديمقراطية وتعايش مع مفهوم متقدم وجديد للعلمانية ليس كمضاد للدين بل باعتبارها محايدة تجاه كل الأديان السماوية، تقف الحكومة على مسافة واحدة منهم وتعطي الحرية للجميع إعمالاً لقوله تعالى ( لا إكراه في الدين). لعل ذلك تطور جيد في مفهوم العلاقة بين الدين والسياسة والدين والدولة، مثلما قال بذلك المفكر الإسلامي التونسي راشد الغنوشي، مبتعدين عن الإسلام السياسي والمتطرف والسلطوي غير الديمقراطي..
ولعلي في مقالي اليوم وغداً، ومن منطلق التقدير العظيم لحفيد آل عثمان الذين أسسوا أمبراطورية إسلامية عظيمة لخمسمائة عام، نشروا فيها الإسلام ودافعوا خلالها عن حياضه وعن الحرمين الشريفين ومسرى ومعراج النبي الخاتم محمد بن عبد الله (ص) الذى أرسله رب العزة والجلال هادياً ومبشراً للبشرية جمعاء وليس حاكماً، أريد – بعد نجاح السيد أردوغان في إفشال الانقلاب- أن أتقدم له بالتهنئة والتقدير، ثم ببعض نصائح أعتقد جازماً أنه الآن في أشد الحاجة إليها بعد هذا النصر المؤزر، واستجابة الشعب والجيش له، وذلك من منطلق النصيحة لله ولرسوله ولأئمة وقادة المسلمين وعامتهم، كما جاء فى الحديث الشريف، ذلك أن (الرجل الطيب أردوغان) اليوم في تقديري المتواضع أكثر حاجة لمن يعينه بالنصيحة ولا يدفعه للانتقام والتسلط، بعد أن من الله عليه بالنصر وبروزه كرأس دولة وقائد عظيم.. أقول له إنك فى حاجة لأن تتبع منهج رسول الله عندما انتصر على أعدائه وفتح مكة، لم ينتقم منهم ولا من زعيمهم أبوسفيان، بل قال قولته المشهورة (أذهبوا فأنتم الطلقاء) وقال (من دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن) فكانت النتيجة أن دخل كل كفار قريش وعلى رأسهم أبو سفيان دين الإسلام، لأن الرسول فتح القلوب مثلما فتح مكة.. وفوق كل ذلك كما قال تعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم* وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)…
أيها الرئيس القائد العظيم لشعبه أعتقد أن النصر والنجاح الذي منحك إياه الله تعالى يمكنك أن تحوله ليس للانتقام من أعدائك والظهور بمظهر القوة، بل إلى أن تجعل منه فرصة ذهبية للتأكيد على عظمة هذا الدين الاسلامي في فترة يحاول بعضهم من المسلمين الجهلة الذين يسيئون إليه بقلة الفهم بالتطرف، وتقديمه كدين إرهاب وقتل وتكفير ونسف وعمليات انتحارية جاهلة، وكذلك أعداءه من غير المسلمين الذين يكيدون إليه ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وإعلامهم.. كيف ذلك؟ أواصل غداً..


تعليق واحد

  1. حقاً عزيزي عروة الجهلة كثيرون أمثال الذين ذكرتهم في مطلع المقال …. فليعلم اليساريون بإن غداً الجمعة ستتحرك مسيرة عقب صلاة الجمعة من المسجد الكبير من وسط السوق العربي صوب السفارة التركية، تأيداً لأردوغاااااااااان يا زهير السراج.