صلاح الدين عووضة

فاستخف قومه!!


*كثيرون يقرأون القرآن ولا يفهمونه..
* وإن فهموه لا يتدبرون آياته..
* وإن تدبروها لا يعملون بها ..
*فمن حكامنا من يقرأ آيات النهي عن القتل..
* وأعني حكام المسلمين في عهود ما بعد الخلافة الراشدة..
* يقرأون عن قتل النفس في غير حدود الله..
* يقرأونها آناء الليل وأطراف النهار أثناء صلواتهم..
* أو يسمعونها وهم يصلون في المساجد..
* يصلون وأمارات التقوى (ترتسم) على وجوههم..
* ورغم ذلك يقتلون من أجل كراسي السلطة..
*يقتلون ببساطة دون أن (يسهر) لهم جفن..
* فشهوة الحكم تلغي عقولهم ..
* ولكن هنالك شعوباً تلغي عقولها أيضاً ..
* يلغي أفرادها عقولهم ليصير عقلاً جمعياً مغيباً..
* يلغونها بلا سبب سوى داعي الكسل عن (إعمالها)..
* فما دام هنالك من يفكر بالنيابة عنهم فلماذا يجهدون عقولهم؟..
*أو من يُنجز عوضاً عنهم..
*وبهذا يصنعون فراعينهم وكبراءهم و(شيوخهم)..
*ويحكي لنا القرآن قصة فرعون مع قومه..
*كيف أنه استخف قومه فأطاعوه..
*ويبلغ الاستخفاف حد إيهامهم بأنه لا يعلم لهم إلهاً غيره..
*ويصدقونه مثل تصديق المريد لشيخه..
*فهو الذي يضر وينفع، ويُشقي ويُسعد، ويُفقر ويُغني..
*بل هو الذي يهب الذرية لمن كان عقيما..
*ويكاد الناس يسيرون بلا رؤوس فوق أكتافهم..
*أو بلا عقول داخل هذه الرؤوس..
*وفي بلادنا نوشك أن نكون (شعب كل حكومة)..
*وفي أرشيف التلفزيون صور حشود جماهيرية لكل رئيس..
*الأزهري، عبود، نميري، الصادق..
*بل حتى ملكة (الاستعمار) حظيت بحشود خرافية عند زيارتها الخرطوم..
*فإن جاء من (يستخفنا) بحشد مضاد (انحشدنا) له..
*و(ننحشد) كذاك وراء ما جرت عليه العادة..
*فهي (تستخفنا) بحسبانها خلاصة ما توافق عليه من هم أفضل منا..
*هي شيء مثل تجنب الاجتهاد الديني..
*فهو قد توقف عند حدود (الجمهور) الذين لا أحد منهم حياً بيننا الآن..
*هو مات بموت جمهور العلماء هؤلاء..
*ولكن الله يريد منا أن نتدبر، أن نتفكر، أن نتبصر..
*ألا تكون على قلوبنا أقفالها..
*ومما نتدبره أن القتل والظلم والقهر باسم الدين حرام..
*وإن اتباع (سادتنا) بغير وعي لا يعفينا من المساءلة يوم الحساب..
*وإن (استخفافنا) لا يتم إلا بسبب (خفة عقولنا)..
*وإنه لولا خفة العقل هذه لتفكر الناس في مصير (المستخفين) بهم..
*فهم تزول (عظمتهم)- أياً كان نوعها- بزوالهم..
*وأين هي (عظمة مايو) الآن؟!!