مقالات متنوعة

احمد المصطفى ابراهيم : الجنيه وسيارتي المرسيدس


2012 خمس رغيفات بجنيه ،2013، أربع رغيفات بجنيه، 2014ويستمر التدحرج إلى أن يصل 2017 رغيفة واحدة بجنيه،و2018 النظرة للرغيفة بجنيه.
ليس على الرغيف ذنب والجنيه هو الذي ينكمش ويقل ويضمر ويذوب مقلداً الملح في الماء. قوة أي دولة من قوة اقتصادها والعكس صحيح. ولا يقوى الاقتصاد إلا بالتخطيط السليم وتنفيذ الخطط بشفافية. والفساد آفة كل اقتصاد ولا أقول هو كالسوس بل هو السوس الذي ينخر أضخم اقتصاد ويقبره.
غير أن المشكلة في كلمة فساد وتعريفها معظم الذين يشار إليهم بالفساد تصريحا أو تلميحاً ينامون مرتاحي الضمير بعضهم ليس كلهم.
إذ ما تحت يد المتهم بالفساد جاءه عبر قوانين موقع عليها من أعلى السلطات ومجازة من أعلى السلطات. أحياناً تسمى حوافز، أحيانا تسمى بدلات، أحيانا تسمى مخصصات وأحيانا نثريات سفر. كل هذه بالأرقام التي بعدها تهد أعتى اقتصاد. (لن نتعرض لأصحاب العمولات فهذا فساد صريح والعمولات ضررها مزدوج).
الذي يجلس على كرسي رئاسة المجلس الوطني – مثلاً – ووجد من مخصصاته سيارتي مارسيدس واحدة بيضاء وأخرى سوداء (بالله شوف بطر الذين صاغوا هذه القوانين ليه يعني بيضاء وسوداء واحدة لليل وأخرى للنهار وكأنا في دولة ميزانيتها فائضة ولا يعرف الراعي أين يذهب بزكاتها. ألم يحتر عمر بن عبد العزيز في الزكاة إلى أن جعل نصيبا منها للطير حتى لا يقال جاع الطير في عهد عمر). وبعد المارسيدسين سيارات الخدمة. لن نتطرق إلى حوافز الجلسات والسفر.
كيف يكون تصرفك إذا وجدت القانون يكفل لك هذا البند البذخي هل ستعدل القانون أم تتصرف فردياً وتنجو بجلدك إلى أن يرتاح ضميرك. (هذا حل فردي لا يخدم غرضاً).
وما سيارتي المرسيدس إلا مثالاً. كل مخصصات الدستوريين تحتاج مراجعة وإعادة واقعية وأن تنشر للشعب أولاً ولا تصاغ سرا وكأنهم يستحون من معرفة الناس بها وهذا ما لا يحدث في الدول صاحية الديمقراطيات. مرتب ومخصصات الرئيس الأمريكي يمكن الحصول عليها من مصادرها وبكل شفافية. هنا تصاغ ويوقع عليها وتطبق ولا يعرف الشعب عنها إلا بالصُدفة. وقال صلى الله عليه وسلم في تعريف الأثم ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه الناس. تعريف بسيط وواضح يحتاج ضمائر يقظة.
تصوروا بدل مراجع الأستاذ الجامعي مائة جنيه تقريباً وبدل مراجع الدستوريين الكبار مرتب 6 شهور (بالله هدول بضحكوا على منو؟ هو السياسي ماله ومال المراجع العلمية اللهم بند لتكبير الهبر وتحليله).
على المجلس الوطني أن يبدأ بنفسه ويعيد النظر في كل هذه المخصصات التي أفقرت البلاد وأفسدت الحياة وجعلت أمنية الكثيرين أن يصبحوا سياسيين ولو لسنتين سيعيش باقي العمر في هناء وسرور كما كانوا ينهون لنا قصص الأطفال زمان.