تحقيقات وتقارير

اشتعلت الأسافير وضجت المجالس وتحول مسار الحديث والونسة من انقلاب تركيا إلى شهر عسل الوزير.. حسونة يتحدى من اتهموه باستغلال موقعه “من لديه مستند عليه إبرازه”


لا شيء شغل الناس طيلة يوم أمس أكثر من فاتورة شهر عسل أسامة حسونة الذي يشغل منصب وزير التنمية البشرية والعمل بولاية الخرطوم، سخرية لاذعة طالت حكومة الولاية، ففي الوقت الذي تعاني فيه العاصمة من أزمات خانقة، وتعيش واقعا مزريا تتجود من ميزانية التنمية البشرية لشهر عسل وزيرها. يقول البعض إن تلك العقليات لن تسهم في تغيير الواقع وستزيد من أزمات الولاية.

عمليا يمكن القول الآن بأن الصراع في وزارة التنمية البشرية والعمل دخل مرحلة تكسير العظم، كل الأسلحة والدفوعات المشروعة وغير المشروعة ربما تستخدم في المعركة التي نشبت بين أطراف النزاع في الوزارة، في وقت لم يصدر فيه حتى الآن تصريح أو تدخل رسمي من الأمانة العامة لحكومة ولاية الخرطوم التي تنظر للصراع الدائر منذ فترة بين الوزير أسامة حسونة ومسؤول كبير في الوزارة بعين من التعجب والانتظار، أملا في عودة الهدوء والتعاون بينهما دون تدخل من أطراف خارج الوزارة، ولكن الطرفين سارا في خطين متوازيين على ما يبدو ووصلت الأوضاع الآن إلى مرحلة حرجة قد تفضي إلى عقبات غير محمودة. ووصلت الخلافات بين الوزير وطاقم وزارته لدرجة الغليان، وخرج الهمس إلى العلن وتفجرت الأوضاع بعد الخطاب المسرب الذي كشف عن مطالبة الوزارة أحد الفنادق في العاصمة بفاتورة إقامة الوزير خلال شهر العسل الذي قضاه بالفندق عقب زواجه مطلع الشهر الجاري، الأمر الذي برزت بفعله الخلافات والأزمة داخل أروقة الوزارة، ويقول مراقبون إن الأزمة ظلت مكتومة منذ تسلم حسونة منصبه عقب تشكيل حكومة ولاية الخرطوم العام الماضي نظرا لاختلاف الأسلوب والطريقة التي يفترض أن تدار بها الوزارة، في وقت يشير فيه كثيرون إلى أن الأمر أكبر من أسلوب عمل وإنما يتعداه إلى اتساع رقعة الخلاف بسبب الخلفيات السياسية بين أسامة حسونة والمسؤول الإداري الذي يقضي هذه الأيام اجازة إجبارية خارج البلاد بعد أن تصاعدت حدة الخلافات بينهما في الشهر الماضي حول أموال التسيير، فضلا عن خلافات أخرى ظللت العلاقة والتعاون بين الوزير والمسؤول مما جعل الأوضاع داخل أروقة الوزارة تشهد حالة من الشد والجذب وارتفعت الهمسات وعلت الأصوات لتخرج الأزمة إلى العلن رغما عن محاولات الطبطبة والجودية التي مارسها كبار الموظفين ورجالات الحزبين الشريكين في الحكم المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي الأصل الذي يشغل ممثله في الحكومة الولائية موقع الوزير بالتنمية البشرية والعمل لسنوات.

ويشير البعض إلى أن الوزارة في عهد حسونة الذي خلف يحيى مكوار في منصبه فقدت بعض بريقها إلا من مجهودات ضئيلة ولم يثبت حتى الآن أحقيته بقيادة التنمية والعمل في الولاية الأمر الذي زاد من إحباط طاقم وزارته، بينما يقول مراقبون إنه دخل في مشادات وخلافات عدة مع المختصين والخبراء في الوزارة بسبب الإدارة وكيفية العمل سيما مع المسؤول الإداري الذي وصل لدرجة جعلته يدخل في إجازة مفتوحة إلى حين معالجة الوضع في الوزارة، وهنا يبرز بوضوح حجم الأزمة ويؤكد البعض أنها صارت الآن بين الشركاء وستحسم فقط من قبل الحزبين الكبيرين.
الآن وقد خرجت الأمور إلى الهواء الطلق يرى مراقبون أن النزاع سينتهي لجهة أن الأزمة المكتومة تطيل أوان الصراع ولن تؤدي إلى حلول ولكن بعد خروجها سيوجد لها حل عاجل.

بالنسبة للوزير أسامة حسونة فقد تحدى من اتهموه باستغلال موقعه والحجز في فندق من حساب الوزارة لقضاء شهر العسل بارزا ما يؤكد ذلك وقال: “هذا كلام فارغ ساي ومن لديه الشيك أو مستند عليه إبرازه” وأضاف حسونة: “أنا حجزت من حر مالي ولم تدفع لي الوزارة شيئا وإدارة الفندق تشهد على ذلك”، ونفى الوزير في تصريح مقتضب لـ(اليوم التالي) أمس (الاثنين) وجود خلافات مع مسؤول إداري في الوزارة وقال: هناك فقط تباين في وجهات النظر حول كيفية إدارة الوزارة، لم يسبق أن اختلفنا حول أموال التسيير ولم يسبق أن طلبت مالا، وقال حسونة: أنا حتى اليوم ساكن مع أسرتي في منزل والدي وأي زول عندو كلام فعليه إبراز الدليل. ووضع الوزير من اتهموه في موقف صعب برده المختصر حول قصة الخطاب ومطالبة الفندق التي سددت بشيك من الوزارة، ليبقى أمر إبراز الشيك أو المستند هو الفيصل في اظهار الحقيقة للرأي العام، وللجهات المعنية المفترض أنها ستكون قد تحركت لاستجلاء الأمر، ولحين ذلك يبقى الصراع قد وصل إلى مدى يصعب تداركه إلا بتدخل قيادات شركاء الحكم بينما يرى البعض أن الحل في ذهاب الاثنين من الوزارة بعد توفير الضمانات والترضيات اللازمة وإفساح المجال لشخصيات أخرى وهو الحل الأنسب والذي سيلجأ إليه الطرفان في الغالب في ظل الوضع الحالي باعتباره وسطا ومرضيا فهل يا ترى ستمضي الأوضاع إلى ذلك أم أن لقيادات الحزبين في الولاية رأيا آخر؟.

الخرطوم – مهند عبادي
صحيفة اليوم التالي


‫2 تعليقات

  1. كلاااااااااااااام الطير في الباقير مقال طويل وعوير من غير فائدة يعني لاعرفنة الحارمي سرق كم ولا دي العرسة رقم كم كل الموضوع ونسة حرامي دا سوا ودا عمل