جرائم وحوادث

جهاز الأمن يصادر عدد اليوم الأربعاء من صحيفة الجريدة


صادر جهاز الآمن والمخابرات الوطني عدد اليوم الأربعاء 20 يوليو 2016م من صحيفة (الجريدة) السودانية ، دون أن يبدي أي أسباب في لحظة المصادرة ، والجدير بالذكر ان المصادرة تتم عادة لما نشر في أعداد سابقة وليس بفحوي العدد المصادر كـ(تأديب) حسب قولهم .

ولا تجزع في الشدائد أوتُداهنْ وكُن جَلـْداً ولو غلب العـيـاءُ
لئنْ ترضخ مُهانا خوفَ بطشٍ فنفس الحُرِّ يجـرحُها انـحناء

العدل لا تمــطــــره الســمــاءُ .. قصيدة شعرية

العدل لا تمــطــــرُه السَّــمــاءُ والجور قد يرفعُــــــه الدعـاءُ
و الظلم لا يغالــــبه نـــحيـــبٌ والحق لا يـنـاصـره الـبـكــاءُ
فــلا تركـع لغـيـر الله يـومـــاً فخـلـق الله أصــلـهـمُ ســواءُ
ولا تجزع في الشدائد أوتُداهنْ وكُن جَلـْداً ولو غلب العـيـاءُ
لئنْ ترضخ مُهانا خوفَ بطشٍ فنفس الحُرِّ يجـرحُها انـحناءُ

وبطشُ الله لـــيــس لــه مــردٌّ وبطش العــبـدِ أقصاهُ انـتهاءُ
وحـكـمُ الظلم ليـس لـه دوامٌ وحكـم الحق شــيمـتُه الـبـقـاءُ
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ وغضّ الطرف عن جورٍغباءُ
فجاهِر بقـول الحقِّ واصْـــبِرْ وعــند الله فـي ذاك الـجــزاءُ
بِقولِ الصدقِ أوصى أتـقـيـاءٌ بـقول الصدق أوصى أنـبيـاءُ
ولا تخــذلْ ضعيفا أو غـــريباً وعــندك قــدرةٌ ولـــه رجــاءُ
لئنْ تـبخــلْ بـمال أو بـعــلـــمٍ فـطبْـعُ الأكرَمين هو السّـخاءُ

وإنْ تـبذلْ بقرشٍ عــزَّ نـفــسٍ فـعِـــزّ النفس سومـته غــلاءُ
ويــمدحُ مادحٌ قـومًا لــكـــسبٍ ومِــــلءُ فـؤادِه لـــهُـمُ هـجاءُ
ولو نطقَ النـفاقُ بحرفِ رُشـدٍ فــقد لا يُعـــوزُ الغـيَّ الـذّكاءُ
وإن لبسَ الظلامُ لَبُوسَ ضوءٍ فـإن الفـسـقَ لـيس له حيـاءُ
وقد يبدو الخطيبُ وعاءَ عـلمٍ وكــــلّ كلامه عســلٌ صفــاءُ
فتحسبه أبرَّ الــنــاس لـكــــنْ إلى الإخلاص ليس له انـتماءُ
وإنَّ فــساده من شــرِّ جِـنْـسٍ وقــد عَــلِقـتْ بذِمَّـته دِمــــاءُ
وإنَّ الأمــنَ كلَّ الأمـنِ عــدلٌ يـُلاذ بظــلّه و به احـتـمـــاءُ
ورمز القسط قاضٍ قد تساوَى ذَوُو ضـعـفٍ لديهِ وأقـويــاءُ

وعينُ القسط مـيـزانٌ تساوَى أخو فــقـــرٍ لــديهِ وأغـنيـاءُ
فإن صلُحَ القضاء فـنمْ قريراً وإنْ فسدَ القضاء فما العزاءُ
وإن وَهَنَ القضاةُ طغى طغاةٌ سلاحهُمُ الخراب والاعـتداءُ
إذا ما الــرياءُ فـَـــشَا بــشعبٍ وأوشـك أنْ تُعاقـبه السمــاءُ
وأضـحى للمظاهر ألـفُ شأنٍ وغاب عن الجواهرِ الاعتناءُ
وأعدِمَتِ المروءةُ ليت شعري يُــشــيِّـعـها لمَـرقــدهـا رثـاءُ
وصاح الـجهل يعلو كل صوتٍ كدأبِ الــسَّـيلُ يعـلـوه الغـثاءُ
ونــُظـِّـم للسـفـاهةِ مهـرجـانٌ لـتعـبثَ بالأنـامِ كـما تــشــاءُ
وأمسى لِلِّــئام بهـم ضجـيـجٌ وأسْـنِـدَ للــقـراصنة اللِّـــواءُ

وطأطأت الرؤوس لهُمْ وهانتْ كـحال الليث ترْهَـبُه الظـِّبـاءُ
هلـمّوا ارتَعوا وارْعَوْا هـنيـئاً فعُـشـبُكم الـتَّـفاهة والهُـراءُ
وتيهوا في الهضاب وفي الروابي تُرافـقـكـم بَهـائِـمُـكمْ و شَـاءُ
ولا تسألوا عن أشياءَ أنــتــمْ لضُعفِ عُقولِكم مـنها بــراءُ
فمنْ يُزعِجْ يكنْ للسوطِ أهلاً ومَن يرضخْ يُصانُ ولا يُساءُ
وإنَّ سـيـوفـنا لـتَحِـنّ شـوقـاً لكسر عنادكـم و لهـا مَـضاءُ
فأفـــضَـلكُمْ لأبسطِـنا خديــمٌ وأشـرفـكُمْ لأحــقــرنــا فِـداءُ
لنـا الدنـيـا و زيـنـتـها وأنتـمْ سعـادتـكمْ شقـاوتــكـمْ سواءُ
لنـا الدنـيـا و زهرتـها وفزتمْ بجـنّـتـكـم فــنِعْـمَ الاكْــتـفـاءُ
فــلو شـبَّت لفرط الغـشِّ نـارٌ فلـن تُـجـدي لتخـمـدها دلاءُ
أوِ ِانهارت سقوفٌ فوقَ جَمعٍ فـدونـكمُ التـضرّعُ والدعــاءُ
دعُـونا من محاسبةٍ دعـونـا فتـلك خـُرافـة وَهْـــمٌ هــبـاءُ

دعُـونا من مساءلةٍ دعـونـا أصَـوْتكُـمُ نهـيـقٌ أم ثـُـغـــاءُ؟
ضمائـرنا تُـقايَضُ في مَـزادٍ فـبـيـعٌ أو رهــانٌ أو كـــراءُ
وفي ترفِ القصورِ لنا مجونٌ وفي حُضن الغواية الارتماءُ
تـداعبـنا الكواعبُ إن سهرنَا ويُـطـربـُنا إذا شِـئـنا غــنــاءُ
ونوغِــلُ في المآدب دون حَدٍّ ويـسعــِدنا نـديمٌ و احـتـسـاءُ
وفـي بذخ الثـراء لـنا نعــيــمٌ وفي دِفْءِ الحصانةِ الارتشاءُ
وأمـــوالٌ تُـــبـدِّدُها طـقــوسٌ وأعـــرافٌ تجــاوزهـا البِلاءُ
وقـيـل محاسنُ الأخلاق وهْمٌ وأذعنتِ الرقابُ لمنْ أساؤوا
لأقـزامٍ إذا دَهـمــتْ خـطــوبٌ عـمالـقـةٍ إذاُ وُضِـعَ الشـِّـواءُ

فلا تحزَنْ ولا يـغلـِبْــكَ يـــأسٌ وقمْ أصـلحْ ولو طـفـحَ الإناءُ
وقمْ أصلِح ولو مقدارَ شـِسْـعٍ وهل يُـجدي بلا شِسْـعٍ حذاءُ؟
ولا تحقِرْ من المعروف شيئاً وبالأجـزاء يكـتـمـــلُ الـبناءُ
ولو تخلـُد لزُهــدٍ طـــولَ دهــرٍ فلن يصنعَ التـاريخَ انـزواءُ
ولـن يـُـنجـزَ التجـديـدَ عـقـــلٌ طبيعـته الخُمولُ و الارتخاءُ
وعـند تلاحق الأحـداث ساهِمْ وكنْ سَمحًا إذا احْتَدمَ المِراءُ
فإن تسلُكْ دروب العنف جهلاً تلاقـيـك الضَّغــينة و العــداءُ
وعنفُ اللفـظ إذ يدمي جراحـاً فـحاذِر وَقـْــعَــه فهُـو الوبـاءُ
وفـي قِـيَمِ الجـمال فـلا تُفـرِّطْ فإنَّ الـرِّوحَ ينعـشها الـنقـاءُ
وكُنْ ضيفَ الروائع والقوافي فنِعمَ المُضيف ونِعـمَ القِـراءُ
وسلّح بالعلومِ بَنيـك واسمـعْ صدى صـوتٍ يُـردّده حِـراءُ

نـداءٌ يَـمـلأ الدّنـيـا إلـى مَـنْ مَطـيَّته البُراقُ و القَـصْواءُ
فـأمـسِـك بكـلِّ مِـنهجِـه وإلاَّ تَقاذفـُك الشكـوك والأهـواءُ
وعن سِحر البيانِ فلا تَسَلني ومن غيثِ البلاغةِ الارتواءُ
وفي يمِّ المعارفِ غُصْ ونقِّبْ فـلــمْ يُدرَك بـلا عِـلـمٍ نـمـاءُ
وأما الـبـرلمانُ فــلا تـراهــنْ عليه ولا يداعبْك انـتـشـــاءُ
فــراغٌ فـي مقـاعـده و هــزلٌ وتـضييعٌ للأمـانةِ وافـتــراءُ
هــنـا حــزبٌ يغـالـبه ســبـاتٌ هنا حـزبٌ فضـائحه عـــراءُ
وأحـزابٌ سـيُـنهِـكُها نـزيـفٌ كما جحدتْ جدودها أبـنــاءُ
وأحـزابٌ قـيـادتها احـتـكــارٌ فأين الإنتخابُ والاصطـفاءُ؟
وأحلافٌ قد اهترأت وشاختْ و لم يُسعِفْ تجعّـدها طـلاءُ
وأشباحٌ عن الجلسات غابـوا ويوم تَقاسُمِ الأمـوال جاؤوا
وأحـــبـابٌ يـمزقـهـم نـــزاعٌ وأشـتـاتٌ يـرقـِّـعـها لـــقــاءُ
فلا نـدري يســارٌ أم يمـــيـنٌ ولا نـــدري أمــــامٌ أم وراءُ
ولا نـدري عــدوّ أم صديــقٌ وكم دورٍ تَـقـمّـصتْ حِـرباءُ
وإن نكث اليسارُ يمينَ عهـدٍ فقد لا يحفظ المسكَ الوعاءُ
وقد هتفَ اليمينُ أتيتُ ركضاً على ظهر اليسار ليَ امتطاءُ
وبعضُ عزائمِ الزعَماءِ صخرٌ وبعض عزائم الزعَماءِ ماءُ
وبعض مواقف الأمواتِ حيٌ وأحـياءٌ بـمـوتِهمُ احـتـفــاءُ
وإنْ تبحَثْ عن العُقلاء تَـتْعَبْ ويعصِفُ بالتفاؤلِ الاستـياءُ
يـطالعُـك الخطابُ بألفِ وعدٍ وحين الحسمِ ينكشف الغطاءُ
فـتـسـألُ أين وعْـدُكمُ أجيبوا يُجيبُك الاضطراب والالتواءُ

وتـسـألُ هـل لـذِمّـَتكـم وفـاءٌ يُجيبك مَن سألتَ وما الوفاءُ؟
وتسألُ أنتَ تسْخرُ من ذكائي؟ يُجيبك يا مُغــفـَّـلُ ما الذكاءُ؟
وتسألُ قد سمعتَ فلا تُراوغ يُجيـبك قدْ جـفانيَ الإصغـاءُ
وتـسـألُ مَنْ بأيـديهـمْ قـرارٌ؟ يجيـبك قد تـعــذر الإنــبــاءُ
وتسألُ والكرامة ُيا صديقي؟ يُجيبُك لمْ يـعُــد لي أصدقـاءُ
فتمضي حائرًا يا ويح قومي ما هذا السَّـقام وما الوقــاءُ؟
أ وَقـْـرًٌ عَـطـَّل الأسـماعَ مِـنّا ورَان على بصائرنا غِـشاءُ
أًصُـفِّدتِ الـمفاهــمُ في قــيـودٍ ولم يكفِ الخديعةَ الاستـلاءُ؟
لــئنْ تهجرْ معاجِمَها المعاني فـلــن يَـبـقى لأقـلامٍ غِــــذاءُ
ومـا ذنـبُ الحـداثة أثخـنـوها وهل يُخفِي الجريمةَ الاختفاءُ؟
وهل سَلْب الإرادةِ صار فرضاً وخلف السِّترِ يَقـبعُ أذكـيـاءُ
وما حَسْبُ المبادئ من جحودٍ وهل قَـََدَرُ القواعد الازدراءُ؟
وإنْ تلُمِ المواطنَ عن عزوفٍ فقد قُطِعَتْ مع النخبِ الرِّشاءُ
وإن أجـهـضـوا الآمال غدراً فـغـدرهُمُ سيُجهـضه الإبــاءُ
وعهدُ المخلصـين يـُبَـرّ دومـًا وعهــد المكر يُخطِئه الوفاءُ
وكــلّ عـلـيلة تُـشـــــفى بطِـبٍّ وحــبّ المال ليسَ له شفـاءُ
تبايـعُهُ الـقـلـوب ولا تُـبـــالـي لـسـلـطـته عـــبـيدٌ أو إمــاءُ

وعشقُ الحُكم إذ يـُطغِي رجالاً إذن تســـعى لـتأسرهم نساءُ
وذو الكـِبْر لا يُصـغي لـنُـصـحٍ وذو الـعُجـبِ يزعـجـه النداءُ
ومن يضجرْ بهَمس النقدِ تيهاً و تــُغريـه البطانة والـثـنــاءُ
يـقـول أنا الكـمال أنا الـثـريَّا ومن قـَبَسي مَعالمكم تـُضـاءُ
وأفــضالي تنوءُ بهـا مُتـونٌ ولا يُـطيقُ شمائلي الإحصاءُ
فـيـصبح هائماً بالمدح عـبدًا و يَـغلـبه التضايقُ والجــفاءُ
يـبـرِّئُ نفسهُ من كلِّ عـيــب وأعــظـم عـيبـه ذاك الـبراءُ
فإن مــناقـب العظماءِ حِـلــمٌ وَأخْـــٌذ بالمشورةِ و اهـتـداءُ
وخيرُ طـبائع الحـكـماءِ رفــقٌ وسَـمْـتُهُمُ التواضع و الحياءُ
وحَقـل الفــكر بالأضـدادِ ينمو قــِوامُ نـشـــاطه نـَعَــمٌ ولاءُ
وإن تـعَـدّدَ الأقــوال فــضــلٌ وكــسبٌ للجماعة و اغـتنـاءُ
وما نجحـتْ أُمـمٌ سوى بصـدرٍ فسيحٍ وقد أُقـْصِيَ الإقصـاءُ
فلا تُلـبِـسْ لذي عــلمٍ لجامــاً فــما ضاقـت بأنجُمها سماءُ
ولا تفرضْ على صُحفٍ رقيباً فـــإن رقــــابـــة الآراء داءُ
ولو تـــسلَّـلَ للإعـلام رهْـــٌط بـضاعته السخافـة والغـباءُ
فلا تذهلْ إذا صادفت جسمـاً وداخلُ عــقـله قَــفــرٌ خـلاءُ

لعلَّ رســالـة الإعـــلام نبـــلٌ ووعي بالحضارة و ارتـقاءُ
وشـأن الدهر يسرٌ بعـد عُسـرٍ ورغـد العـيش يتلـوه ابتلاءُ
تحاصرُك الشـدائـد ذاتُ بأسٍ ويُفرجها إذا انفـضَّت رَخاءُ
ويبصرُكَ الصباحُ عزيزَ قـومٍ ويسخَرُ من مذلتك المســاءُ
ويلقاك المصيفُ أنيسَ صَحْبٍ فهل يأسى لوحشـتك الشتاءُ
وكنـــتَ مؤازَراً بــأخ وأخــتٍ فـلم يُعجِــزِ الحَـتـفَ الإخــاءُ
وإن تعجبْ فـيَا عجـباً لِمــيـمٍ تــستّـَر خـلـفَـها واوٌ وتـــاءُ
وإن تــسـألْ فـما أنــباءُ بـاءٍ تحـلّـَق حـولـها قــافٌ وراءُ
فإنْ يكنِ الحرير كـساءَ عُمْـرٍ فيومَ الحشر يُعوزك الكساءُ
وإنْ تلبَسْ لعــيشـك ألف نعـلٍ فيوم الفصلِ يُدميك الحـفـاءُ

ويــومُ الفصـل ما أدراك يومٌ حـرامٌ يَـنفـعُ الجـاني دهــاءُ
وسُـعِّرتِ الجحـيمُ لها لـهـيـبٌ وأزلِــفـتِ الجِنانُ لهـا بهـاءُ
فإن تتبعْ خطى الشيطان تندمْ تعشْ ضنكاً و يرهِقـْك العماءُ
وإن تلزمْ هُدى الرحمان تَسعدْ فرضوانٌ وفردوسٌ عــطـاءُ
ومَنْ يَـلجَـأ لـنـور الله يُـفــلِـحْ ونـــور الله لـيس له انطفاءُ
وأخـتمُ رافعـاً كـفـِّي إلـى مَـنْ على عرش الجلال له استواءُ
فـكـلُّ بــــــدائـــع الأكــوان آيٌ تـسبِّحُ حـمـدهُ و لــه الــولاءُ

أحمد ابن الصديق
صحيفة الجريدة


تعليق واحد