منوعات

اللوحات الإعلانية.. التحول من الترويج إلى الكوارث.. ترصد المارة


على نفق الخرطوم المؤدي إلى شارع الجمهورية وفي يسار الطريق إطار حديدي للوحة إعلانية اتكأت يمينه، وبذات المسار عند أعلى الجسر الواصل إلى موقف جاكسون أعمدة إنارة ربطت في وسطها لوحات ظلت باقية لفترة من السنوات، حتى أصبحت بالية وتكسرت إضاءتها وتقطعت أسلاكها.
ذات الوضع يوجد بجسر الحرية، حيث أن هناك أعمدة مالت بكاملها وأصبحت مهددة بالسقوط على المارة والسيارات، قوانين وعقوبات رادعة وضعتها المحليات على أصحاب الشركات، فهل طُبقت المواصفات، كما وردت في قانون المجلس التشريعي لولاية الخرطوم؟

نموذج من الملاعب
قبل عامين وإثر عاصفة ترابية أثناء مباراة هلال السودان وفريق فيتا كلوب الكنغولي سقطت أكبر اللوحات الإعلانية باستاد الخرطوم مخلفة وراءها كارثة دموية جرح على إثرها العشرات من الجماهير وكادت أن تؤدي بحياة الكثيرين، مخاطر عدة تخلفها تلك اللوحات أثناء أو بعد تركيبها أو بعد مدة طويلة إما عن طريق العوامل الطبيعية أو سوء إدارة من الجهة المعلنة أو المحلية، يرى البعض أن اللوحات التى تنصب بمقاسات كبيرة هي إحدى اشكال تجميل الشوارع إلا أنها تتحول إلى نغمة في أحوال عدة خاصة على العمال الذين يقومون بتركيبها.

مواصفات خاصة
وفي السياق، يقول معاوية آدم (فني): إن اللوحات تنقسم إلى اثنتين هما مؤقتة ودائمة، الأولى هي لوحات التهانئ أو المناسبات، أما الثانية فهي خاصة بالشركات أو المنتجات، أما من حيث التصنيع فكلها مصنعة من الفلكس المضيء. وأردف: هناك اشتراطات تضعها الجهة المنوط بها وضع المواصفات التي يتم العمل عليها قبل تركيب اللوحة، وهي ثابتة مثل أن تكون اللوحة على ارتفاع لا يقل عن (5) أمتار، كما أن نوع الحديد المستخدم يجب أن يكون جيداً أو أن يتم تجديده من فترة لأخرى لضمان عمر أطول للوحة الإعلانية خصوصاً إذا كانت لشركة أو مطعم أو محل تجاري، أما اللوحات التي تنصب على الشوارع الرئيسية تكون بارتفاع أكبر أي عن ما لا يقل عن ستة أمتار، ومواصفات أعلى مثل الإضاءة والحجم خاصة إذا كانت في مكان به حركة دائمة.
معاوية أشار إلى أن من أكبر المخاطر التي تواجههم هي تركيب اللوحة، لأنها تحتاج لمجهود عضلي كبير من لحام وتربيط للمسامير وشد وتركيز كبير دون خدش، لأن الفكلس حساس وسهل التمزيق. وواصل قائلاً: “سقطت أكثر من مرة من أعلى السقالة وأصبت بكسر في يدي اليسرى أثناء تركيب إحدى اللوحات أعلى كبري الإنقاذ”. وابتسم وقال مازحا: “إذا نحن بنركب فيها بنقع فما بعيد تقع على رؤوس الناس”. وفي ختام حديثه أفاد معاوية أنه وبجوار الفلكس هناك نوع آخر، وهي اللوحات الإلكترونية، إلا أنها قليلة الاستخدام لأنها غالية ومكلفة من ناحية التصميم والتجهيز والتركيب رغم أنها الأفضل والأكثر أماناً.

رؤية المحليات
من جهته، يقول موسى مكي مدير إدارة الاستثمار والإعلان بمحلية أمدرمان إن قانون ضبط اللوحات الإعلانية صادر من المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، كما أن التصديق لأي شركة معلنة يتم بناء على موافقة اللجنة المكونة بالمحليات. وأضاف: تُشكل لجنة من مدير الإعلان ومهندس التخطيط ومدير المرور، إضافة إلى اثنين من الأعضاء وعادة ما يكونون موظفين بالإدارة وتتعلق مهامهم بالحسابات المالية. وأشار إلى أن مهمة الإدارة الهندسية مسؤولة عن موقع الإعلان ومهمة إدارة المرور مهمتها موقع اللوحة من الطريق، وهل ستحجب الرؤية أم لا، إضافة إلى تحديد كميات الإعلانات الموجودة على طول الشارع لأن القانون يضع مساحات بين كل لوحة وأخرى حتى لا يتسبب في التلوث البصري. وأردف: “حتى بعد التصديق والموافقة ليس مسموح تركيبب اللوحة في أي وقت لأن التركيب أيضا يتم وفقا لمواصفات معينة”. وأكد أن هناك إنذارات تصدر بشكل راتب للشركات المخالفة وقد يصل إلى وقف التعامل. وأوضح أن من ضمن الشروط المضمنه للعقد هي المتابعة الراتبة كل (15) يوماً. وكشف عن أن هناك لجنة مراقبة كونتها المحلية للإشراف على اللوحات. وأفاد: “هناك مخالفات من نوع آخر مثل قطع كيبول كهرباء أو ماسورة مياه إلزاما على الشركه تصليحها، إضافة إلى أن هناك عقوبات تصل حتى الإزالة لأن المصلحة عامة”.

الخرطوم – درية منير
صحيفة اليوم التالي