آمنة الفضل

ديتول


فالسلام لم يعد مجرد مسالمة بين البشر والبشر، بل هو في الأساس مسالمة واجبة بين البشر والأرض. لأن الحرب على بيئة الأرض هي مأساة سرمدية، بينما مآسي أشد الحروب فتكا في تاريخ البشرية يمكن للزمن أن يتجاوزها.

(محمد المخزنجي)

* وانا اتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وقعت عيني على منشور كتب عليه (انا وصاحبي في سودان القرف نشعر بالقرف ) وبدأ لي أن الذي كتب المنشور لم يكن سودانيا في ملامحة ولا في لكنته التي يعبر بها عن رأيه الشخصي فعذرته لكنني هممت بالرد إستنكارا لما قال ودفاعا عن إنتمائي فباغتتني صورة من العاصمة الخرطوم في ذات المكان أخرست حروفي فقد كانت مأخوذة من إحدى الزوايا لأسواق العاصمة الحيوية إذ أنها تحوي خليط من النفايات ومياه الامطار الراكدة المحتجزة في أزقته الضيقة وبعض المساحات الرحبة لتتشكل الصورة والتي لو نظرت اليها من على بعد الف ميل تحتاج الى بذلة معقمة حتى لا تصاب بمرض تعجز محفظتك عن سداد فواتيره المرهقة….

* من منا لايعشق الأمطار فطالما ظلت هي ملهمة الشعراء وملاذ العاشقين وفرحة الأطفال وبشرى لكل من ضرب بفأسه أعماق الأرض لتُخرج سنابلا تسد رمق كل جائع وتلبي عوذ كل محتاج لكن الأمطار في العاصمة السودانية لها مآرب أخرى لا تخرج عن دائرة التلوث البيئي وطمس معالم الحياة الصحية…

* فقط نطمح الى بعض الهواء النقي فلم تعد رئتينا تحتمل ماهو أثقل من أبخرة التبغ، فقط نريد أن نحي كما أراد لنا الله بذات الكرامة وذات التفضيل وذات الرفعة عن بقية الكائنات الأخري…

* وأنا أمنع أحد الأطفال من الغوص في واحدة من برك مياه الأمطار قاطعني قائلا :
( مويه المطره مابتمرض دي من السماء طوالي) مضيت في طريقي متسائلة هل حقا تظل نقية كما جاءت من السماء على حد قوله أم أنها (كوكتيل) من السوائل الملوثة كما ظننت؟

قصاصة أخيرة

أما آن للخرطوم أن ترتدي ثوبا نظيفا

– بقلم : أمنة الفضل