سياسية

القيادي بالشعبي أبوبكر عبد الرازق .. الحكومة لا تسير في الاتجاه الصحيح


توقع القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق تذرع الحكومة وتملصها من الحوار الوطني بحجة وجود قوى معارضة خارج الحوار في إشارة الى تحالف قوى الإجماع الوطني ، وقال عبد الرازق في حوار مع لـ(الصيحة) إن الوطني قد يتذرع بتأخير عملية التحول الديمقراطي، وتحميل فشل الحوار لتحالف قوى الإجماع الوطني لعدم انضمامها للحوار داعياً التحالف للحاق بعملية الحوار من أجل الضغط على حزب المؤتمر الوطني وقفل الباب أمامه تماماً لفشل التحول الديمقراطي.. إلى نص الجزء الأول من الحوار …
* بداية كيف تنظر الى مستقبل حزب المؤتمر الشعبي بعد وفاة الترابي؟
– أنا متفائل جدًا بأن يكون المستقبل نضيراً وكل الذي يحدث هو إيجابي، إذ أن وفاة دكتور الترابي وغيابه عن المسرح السياسي وأيضاً غياب المبادرات الدائمة لمفكر استثنائي ظل شاغلاً للساحة السياسية بالأفكار، أكثر من خمسين عاماً لا تمر عليه لحظة إلا وهو يضيف فكرة جديدة أو يقدم مبادرة أو يعمل عقلاً في شتى ضروب الحياة استبصارًا في الواقع وتأملات في النص كل ذلك سيلقي عبئاً ثقيلاً على المؤسسة التنظيمية، بغياب هذه القيادة الكاريزما الاستثنائية التي كانوا يعولون عليها في إيكال كثير جداً من المهام، وهم مطمئنون إليها بوجود هذه القيادة أن يتداعوا جميعاً نحو الحزب لسد الفرقة التي خلفها ذهاب دكتور حسن على المسرح السياسي وغيابه التام كذلك هذا التداعي بالطبع سيفعل النظام الأساسي بشكل أكبر مما هو عليه الآن أو عليه في حياة دكتور الترابي نحو نظام عمل مؤسسي كامل حتى المؤسسة بديلاً للقيادة الكاريزما، ولذلك أنا أتوقع أن هذا التداعي سيكون ذا أثر إيجابي علي مستقبل الحزب وعلي حركته الدؤوبة اليومية ولذلك أتوقع أن تكتمل شرائط اليقظة الفكرية والصحوة الروحية واليقظة العملية في سياق حركة الحزب اليومية من إجل إيجاد مغازي وأهداف الحزب بشكل أكثر إيجابية وبوقع أكبر مما كان عليه، الآن الكل يستشعر الفجوة التي تركها دكتور الترابي والكل يستشعر أنه ألقى على عاتقه شخصياً مهمة ثقيلة جداً في أن يسد الفرقة ويصبح جزءا من الذين يسدونها، ولذلك أنا متفائل، فالجانب الثاني قد يظن البعض أن وفاة دكتور الترابي ستؤثر على تماسك الحزب وانسجامه، لكن في واقع الأمر الآن دكتور الترابي توفي من يوم 5/3 والآن نحن في تاريخ 14 يوليو والحزب اتسم بقدر عال من ربأطة الجأش والتماسك وأدهش العالمين بل أعاد سقيفة بني ساعد التي اختير فيها أبابكر أميراً للمؤمنين من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم للواجهة من جديد في سياق من التمجيد العملي الفاعل، وكل ذلك تجلى في أعمال العمل والنظام الأساسي واختيار الأمين العام للإنابة الذي يحل محل دكتور الترابي لحين انعقاد الشورى، نكلف الأمين العام مؤقتاً لحين انعقاد المؤتمر لاختيار الأمين العام لدورة كاملة .
* يلحظ النشاط الكثيف للشعبي في الآونة الأخيرة ما مرد ذلك؟
– الانتشار الواسع جداً لنشاط الحزب على كل مستوى السودان وعلى مستوى كثير من المحافظات والمحليات لتأبين دكتور الترابي في برنامج توزعت عليه كل قيادات المؤتمر الشعبي المركزية، وقامت هنالك بعض البرامج الولائية التي أحياها أهل الولايات بمجهوداتهم الفردية ومبادراتهم الخاصة وكذلك الحزب الآن يشكل حضوراً كبيراً في كل أجهزة الإعلام وفي كل الوسائط الإعلامية وفي كل مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن أن الطلاب استطاعوا أن يعقدوا مؤتمراً لكل قيادات الطلاب من كل السودان لأكثر من 200 قائد امتد لأسبوع في رمضان في أرض المعسكرات وببرنامج مكثف على المستوى الفكري والتأهيلي التدريبي وعلى المستوى التزكوي التربوي الروحي وعلى مستوى الصلة الوثيقة جدًا بالقرآن والأذكار، ولذلك أعتقد أن الحزب قام بنشاط كثيف جداً منذ وفاة دكتور الترابي يعني يساوي ويتجاوز جملة أنشطة الأحزاب السياسية في الساحة السودانية بما فيها الحزب الحاكم، وهذا النشاط الذي قمنا به في هذه الفترة المحدودة لم يقم به الحزب منذ سنة خلت في حياة دكتور الترابي، ولذلك وفاة دكتور الترابي بقدر ما كانت هي فجيعة ومصيبة بقدر ما كانت هي مصدر إلهام ولكل هذه الفعاليات التي تمت كان مادة شخصية دكتور الترابي مشروعه الفكري ومشروعه السياسي كانت هي مادة لكل هذه الأنشطة التي قامت أو جزء منها فضلاً عن الظهور الكثيف جدًا في كل القنوات والفضائيات.
*ما حقيقة الصراعات الداخلية في حزبكم وهل ستؤثر علي مستقبل حزبكم؟
– هذه المعلومة عارية من الصحة تماماً، نحن عند عقد متعاقدين عليه وهو النظام الأساسي نرتب كل الأمور، قد يتحدث البعض عن أن الشورى ينبغي أن تنعقد لنختار أميناً كامل الصلاحية بأهلية أمين عام تماماً، لأن الذي يلي الأمر الآن، فالشورى تكليف، فوفاة الأمين العام أو عزله يعني تخول أحد نوابه في أن يتولى مهامه لحين انعقاد الشورى ولذلك الآن في واقع الأمر، لدينا أمين عام بالأنابة بحكم النظام الأساسي، يمكن تقول أقرب أليه ما يصطلح عليه الدبلوماسيون بالقائم بالأعمال، السفير ينادى سفيرًا لأنه معتمد من الدولة المستضيفة والأمين العام يسمى أمينًا عاماً كامل الصلاحية بعلمنا عندما يصادق عليه المؤتمر العام أو أميناً عاماً مؤقتاً عندما تكلفه الشورى، وفي كلا الحالتين هم دون الأمين العام لدورة كاملة ولذلك الآن في بعض الناس يتحدثون عن الشورى ينبغي أن تنعقد عاجلاً من أجل اختيار الأمين العام المكلف المؤقت ومن ثم انعقاد المؤتمر لاختيار الأمين العام لدورة جديدة، والكل حريص على النظام الأساسي، وكلنا على اتفاق، الآن التقديرات الأغلب في المؤتمر الشعبي عند كثير من الناس ومنهم الأمين العام للإنابة هي ذات التقديرات التي كان يقدرها دكتور الترابي أن ينتهي الحوار ومن ثم ينعقد المؤتمر وكان يقدر بأن الحوار يمكن أن ينتهي شهر 4 ومن ثم نعقد مؤتمر الشورى ليختار أميناً عاماً للحزب مؤقتاً لحين انعقاد المؤتمر، فذات التقديرات الناس يتحدثون عنها يرجون أن تنتهي الجمعية العمومية أن تصدر قراراتها ومن ثم يتقرر الوضع الأمثل هل نختار قيادتنا للمؤتمر الشعبي فقط أم إن ساحات الحرية قد انفتحت مناخاتها ومن ثم ندلف الى تأسيس المنظومة الخالفة التي تنتظر الحريات، لكن ليس هنالك صراع داخل المؤتمر والصراع تقوده قيادات، لكن أيما حزب، هنالك آراء متباينة بين الأجيال صغاراً وكباراً آراء فردية يعني لكن آراء متعلقة بصراع وتيارات أما الحديث عن الخلافات فهو عار من الصحة.
*هنالك حديث عن خلافات في الأمانة العامة بأنها غير مؤهلة لا تمتلك الدبلوماسية في تصريحاتها ماذا أنت قائل؟
– الأمانة العامة لا تصرح كلها، يصرح بعض أفرادها الذين يتعاملون مع الإعلام ويصرح الأمين العام باعتباره الناطق الرسمي للحزب، لعلك تعني التصريح الذي نسب الى الأمين العام شيخ السنوسي فيما يتعلق بالإفطار الذي أفطره مع شباب المؤتمر الوطني، شيخ إبراهيم تحدث حديثاً متكاملاً بعض منه حديث مجاملة، يعني الترحيب بشباب المؤتمر الوطني، ولكن في سياق الحديث عن الحريات والتداول السلمي للسلطة والديمقراطية ومخرجات الحوار والحكومة الانتقالية،ه ناك بعض الذين جاءوا بكاميراتهم وبعض الصحفيين وبعض الذين أحسبهم على الحكومة وزعوا مانشيتاً واحداً لكل الصحف ومبتسراً ومجتزأً عن السياق تماماً، فبدأ يتحدث الأمين العام كأنما أن لا فرق بيننا والمؤتمر الوطني وطبعًا هذا ليس صحيحاً، فالسنوسي يتحدث عن أن الإنقاذ ينبغي أن تبقى، في حين أن فحوى الحديث هو أننا الآن آمنا بالحوار ونزلنا الى ساحة الحوار، فينبغي للحكومة أن تتغير عبر حكومة انتقالية وفق ما أجازته الآن لجنة مخرجات الحكم من خلال مخرجات الحوار كحكومة انتقالية، إذا أجيزت من الجمعية العمومية، وبالتالي يحصل تفكيك للنظام بطريقة تدريجية يعني سلمية بموافقة النظام وبتوافق الجميع، يعني في حكومة التوافق الوطني التي تم الاتفاق عليها في هذه اللجنة والتي بمقتضاها يتفق الناس على رئيس مجلس وزراء شخص تنفيذي يتولى كل الصلاحيات التنفيذية، وفي نفس الوقت غير منتم سياسياً يقود فترة الانتقال بنفس البرنامج المتفق عليه من خلال برنامج الحوار، وفي نفس الوقت يشرف على لجنة الانتخابات وعلى العملية الانتخابية بأكملها من أجل أن يطمئن الكل أن العملية الانتخابية قد تكون كاملة النزاهة فهذا الحديث حصل ليه التزوير وبدل التصريح الذي قاله الأمين العام هذا بالتحديد هو الذي حدث، لكن بعد ذلك بالطبع تلقينا التقارير من كل الولايات حول رود الأفعال التي حدثت لهذا الابتسار والاجتزاء ولهذا التزوير الذي حدث بتصريحات الأمين العام، لكن في ذلك الإفطارحصل استدراك من الأمين العام في إفطار ولاية الخرطوم لكن الذين لديهم مصلحة في توزيع الأول لم ينشطوا في توزيع الثاني، وعلى الرغم من أن الأمين العام في إفطار شباب المؤتمر الوطني قال تصريحًا قويا جدًا في إفطار ود إبراهيم دعا الناس إلى الخروج للشارع، فلا يمكن أن يدعو اليوم الى الخروج الى الشارع، في حالة عدم إقرار الحريات وغدًا يتحدث حديثاً مغايراً وهذا الذي هو الذي اللبس حدث وشوش على الساحة السياسية تماماً، فشيخ إبراهيم السنوسي عضو ملتزم بكل قرارات الحزب وبكل أدبياته وبكل الأوراق التي قدمناها بين يديه للحوار ومنها لجنة تدابير الوضع الانتقالي من أجل عودة السلطة إلى الشعب والتي تتحدث عن حكومة انتقالية كاملة الملامح وهذا ما أجازته لجنة الحكم في مخرجات الحوار.
*حدث ارتفاع في أسعار الغاز والخبز أين أنتم من هذه الأحداث كحزب؟
– نحن ضد هذه الزيادات تماماً وأعتقد أن الحكومة تلقي فشلها في التنمية والإنتاج والصادر فضلاً عن استجلاب عملة حرة ترفع من قيمة الجنيه السوداني وتخفض من قيمة العملة الصعبة في مقابل الجنيه السوداني، وبالتالي يحدث استقرار للأموال هي تترك كل المضمار الذي ينبغي أن تتركز عليه المجهودات من أجل تكثيف الإنتاج لأن الاقتصاد لن يستقر إلا بكثافة الإنتاج وقلة تكلفته وكثافة الصادر ومن ثم عائد الصادر من العملة الصعبة هو الذي يكثف المعروض من العملة الصعبة، وتقل قيمة العملة الصعبة في مقابل الجنيه السوداني، وبالتالي يحصل قدر من الاستقرار، كذلك فشلت الحكومة في حماية الصناعة الوطنية والإنتاج الوطني من الواردات وكثير من الواردات التي تصرف دولاراً وهي غير مهمة أعتقد هذا فشل للحكومة وطاقمها الاقتصادي، دائماً الحكومة تلجأ للحلول السهلة من ضمنها البترول وارتفاع البترول والبنزين والجازولين وهذا ينعكس على النقل يعني ذلك ارتفاع السلعة المنقولة بإضافة مقابل النقل عليها ومن ثم ارتفاع كل الأسعار، لذلك من أخطر الأشياء أنك تعول على زيادة البنزين أو المواد البترولية لأنه الداء الذي ينعكس على كل السلع، أعتقد أن الحكومة ينبغي أن تقلل من الدستوريين وأن تترك الموازنات السياسية والترضيات وأن تحارب الفساد لأن هنالك فساداً كبيراً جداً ومنه المصلح والمختفي المصلح يتم عبر اللوائح والقوانين، مخصصات الدستوريين، وأشياء كثيرة في نفس الوقت أن تحافظ على المال العام فضلاً عن دعمها للزراعة والتعليم والبترول وكل المسائل الأخرى،
*الآن الشعب السوداني يعيش معاناة كبيرة جدًا، سعر الرغيفة من (3 عيشات إلى عيشتين) هذه المعاناة لن يصبر عليها الشعب كثيراً، لو كانت الحكومة عاقلة وراشدة ينبغي أن تنتبه لذلك تماماً لأنه إذا قامت ثورة الجياع ستلتهم الكل وستلتهم الحكومة وستلتهم الأحزاب السياسية وقد تقود البلاد إلى فوضى عارمة وأن لا تحسبن أن ذلك ببعيد، فثورة الجياع خرجت في تشيكوسلوفاكيا أعدمت (شافيسكو) وبالتالي حتى لا تقدم هؤلاء الى المشانق وحتى لا تجور على مسألة الأمن والاستقرار وتتحول البلاد الى خراب وإلى صومال جديدة وليبيا جديدة وعراق جديدة وسوريا جديدة ينبغي للحكومة أن تنتبه لذلك، وأن تنتبه لأنه لابد أن تكفل الحريات للناس وتحدث تحولا ديمقراطياً تحترم إرادة الشعب.
*سبب غيابكم هل يعني أن الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح في قراراتها؟
– الحكومة لا تسير في الاتجاه الصحيح ولا تسير في الرشد وحتى المسائل العقلية البائنة التي يتفق عليها الجميع هي لا تأخذ بمقتضياتها، فهي تعي المشكلة ولا عاجزة الإرادة في أن تتعامل معها فالحكومة ليست على استعداد أن تضحي بكل الذين يدخلون معها في الموازنات السياسية ويأكلون من مال الشعب، فهذه الحكومة مترهلة بموازنات كبيرة جداً، في تقديري كل شخص يطرح سؤال من أين تتموّل هذه الأحزاب الكثيرة جداً التي تسمى أحزاب الوحدة الوطنية أغلب الناس يظنون ومنهم من يوقن بأنها يصرف عليها من الخزينة العامة، وأرجو أن لا يكون ذلك صحيحاً، وقد أقول أذهب الى تصديق هؤلاء وعقلياً، الجانب الثاني في المسألة حتى الموازنات الداخلية فيها كثافة يعني الحكومة المركزية أكثر من 70وزيراً إلى وزير دولة، أمريكا كلها تدار بأقل من 10وزراء، نحن الآن في مقترح الحكومة الانتقالية أن تكون في حدود 20 وزيراً من بينهم رئيس الوزراء، ولذلك أنا أعتقد أن الحكومة تفتقر إلى الإرادة العازمة الجازمة التي تستطيع من خلالها أن تحدث المعالجات الاقتصادية الحقيقية والتي تخرج البلاد إلى بر الأمان.
*المنظومة الخالفة كانت من أحلام شيخ حسن، هل بدأ الحزب خطوات لتحقيقها؟
– منذ حياة شيخ حسن الحزب بدأ اتصالات بكثير من الرموز الثقافية والاجتماعية الحزبية شرحًا للمنظومة الخالفة ولأهدافها ومغازيها وطمعاً في أن يكون أنجز من تأسيسات الحزب الجديد الذي يخلف المؤتمر الشعبي وحين نشوئه، سينتقل المؤتمر الشعبي إليه بكامله وشراكة مع الآخرين وفق عقد اجتماع جديد ونظام أساسي ودستور جديد وبقيادة جديدة وبأجهزة جديدة وبدورات انتخاب جديدة هو ما زال يعمل عليها، لكن المنظومة الخالفة ليست بعيدة عن الحوار ولا على الحريات لأنها فرع من الحريات والحوار، فالحوار ينبغي أن ينتج الحريات والحريات ينبغي أن تكون لنا ولسوانا وحينها تنفتح الساحة السياسية لتحول ديمقراطي شامل ولانتخابات حرة ونزيهة عندها ستكون المنظومة الخالفة وستبرز الى الساحة بكل مكوناتها وتفاصيلها ومحتوياتها
*ما العبرة من المنظومة الخالفة؟
– بقدر ما تقادمت السنين والأيام، تصبح هنالك إما عصبية حزبية من أهل الحزب للحزب او عصبية من الرأي العام والأحزاب الأخرى ضد الحزب المعين، وبالتالي تقف مثل هذه المواقف حجاباً بينه وبينها، لا سيما أنهم إذا جاءوا الى هذا الحزب سيأتون وافدين إلى حزب مؤسس من قبل التفاوض على تأسيس شراكة جديدة بحزب جديد باسم جديد يفتح المجال للآخرين للمبادرة ويفتح لهم المجال بالاقتناع إلى الأطروحة المقدمة، وبالتالي هم يستشعرون أنهم أصلاء في تبني الفكرة وتأسيس المنظومة الجديدة والانتماء إليها وأنهم مؤهلون بأن يكون في هذه المنظومة بل أن يكونوا أحدهم قائدها الأول هذا من جانب، والهدف الثاني من المنظومة الخالفة أن السودان الآن فيه اكثر من 80 حزباً فنحن نقدم المنظومة الخالفة نموذج وموديل لكل الأحزاب السياسية في أن تكون منظومات خالفة لأحزابها يتجمع فيها كل المتشابهين مع بعضهم البعض حتى نختزل قرابة 100 حزب الى حول 5/ 6 أحزاب، وبالتالي تصبح الأحزاب محاور تسد أطراف الوطن نحو الوحدة يتمحور حولها الشعب ويصبح المجال في إطار الحرية على صراع الأفكار ولا على صراع الأشخاص، بالتالي تصبح هذه الرمزية التي تجعل من الأحزاب طلائع تشد أطراف الوطن نحو وحدة الطلائع يعني تمثل رمزيات لجملة النسيج الاجتماعي تجعل منها معبراً نحو توحيد النسيج، لاسيما أن أغلب أهل السودان مستقلون هناك لا ينتمون لأحزاب الحوار، وبالتالي يمكن أن تحدث كثير جداً من التفلتات ، الجانب الآخر أن المنظومة برمزيتها لوحدة النسيج الاجتماعي تصبح ذلك المحور وبالتالي نحافظ على وحدة نسيج الوطن ونحافظ على وحدة النسيج الاجتماعي في أن واحد، ولذلك نحن نتمنى بقدر ما أننا نطرح منظومة خالفة كل الذين يمكن أن يتوافقوا ينبغي أن يطرحوا مثل هذا الطرح الجديد للانتقال من أحزابهم لمنظومات جديدة خالفة لأحزابهم حتى نحقق هذين الهدفين الساميين جدًا في وحدة البلد والنسيج الاجتماعي
*هل تتوقع أن تواجهكم عقبات في تحقيق هذه المنظومة الخالفة؟
– العقبة الأساسية هي أن لا تنفتح الحريات بمعنى أنه إذا نجح الحوار الوطني وتم فتح وبسط الحريات ليست هنالك عقبة لكن اذا فشل الحوار وبالتالي يعني هذا عائقا أساسيا بالانتقال نحو المنظومة الخالفة لأن المنظومة الخالفة لا تتأسس إلا في مناخ الحريات.
*طال انتظار نتائج الحوار الوطني ألا يعني أن الحكومة تريد أن تطيل عمرها؟
– هذا الحديث فيه شيء من الصحة نحن لا نستطيع أن نقول الكلام على الإطلاق الحكومة بالطبع واحد من أسباب لجوئها الى الحوار هي المحاصرة الكاملة سياسية واقتصادية وسوء الأوضاع العامة فضلاً عن الفشل في أنها تطفئ الأحزاب نفسها أو تطفئ الآخرين وكذلك فشلت في أن تنهي الحروب سواء كان في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان أن تطفئ النار التي تحت الرماد وأيضاً كان في المناصير أو في الشرق فضلاً عن عجزها الاقتصادي الكامل ، كل ذلك حمل على ان تدلف ناحية الحوار بحكم الأمر الواقع وكذا قد تقدر الحكومة أن الأمر لم يعد كما كان حسب تقديراتها رغم أن الواقع لا زال هو الواقع بل أسوأ وبالتالي أحياناً تراودها النية في اتخاذ الحوار او إعمال شيء من تكتيك وإعمال شيء من تراجع وتأخير لأن الحكومة ليست على قلب رجل واحد، فالحكومة الأن ليست “مؤتمر وطني” بل هنالك مواقع نفوذ وشلليات تعمل في نفس الوقت نحن نعول حقيقة في واقع الأمر على رئيس الجمهورية وعلى العاقلين والراشدين داخل المؤتمر الوطني لأن هنالك شبكة مصالح اقتصادية وسياسية كبيرة جداً وشبكة فساد كبيرة جداً داخل النظام، كل هذه الشبكات ليس من مصلحتها أن يحدث تحول ديمقراطي فضلاً عن ذلك أفتكر أن قضية محكمة الجنايات الدولية هي عائق أمام الرئيس البشير في أن يتحمس لإنجاز كما أن وفاة دكتور الترابي قد تغريهم للتراجع لاسيما أن كبراء هذه البلد يعني الآن هم خارج البلاد الصادق المهدي في القاهرة والميرغني في لندن لوجاءوا الى السودان أعتقد الوضع بكون أكبر في التأثير على الحكومة.

الصيحة