محمد عبد الماجد

زمن لوشي وندى القلعة


(1) في مطلع الألفية الثالثة ، كانت المجتمعات تحتج على صناعة (النجم) عن طريق (الإعلام). كان هناك انطباع عن الكثير من الأسماء في الساحة الفنية أن الإعلام هو الذي قدمها وهو صاحب الفضل عليها. وكان الكثير من (الأسماء) صناعة (ورقية) فعلاً، قدمتهم (الصحف) دون أن يكون لهم وجود او وزن. بعد أن جاء (الديجتال) ظهر (نجوم الفضائيات) وهم النجوم الذين قدمتهم الفضائيات بربع موهبة. او بوقية موهبة او (درهم) لا أكثر وقنطار (معرفة وعلاقات). كان جمال الشكل يكفي أن يجعلك (نجماً) غنائياً، وله كذلك أن يجعلك (مذيعة) شهيرة وإن كانت لا تفرق بين أخوات كان وأُمات طه. قبل ذلك كان النجوم لابد لهم من المرور على المكتبات الضخمة والليالي الأدبية والندوات الثقافية والمعاهد العليا ليكونوا نجوماً. انحسر دور (الفكر) وتقدم (الشكل) على حساب المضمون. شروط (النجومية) أصبحت تتمثل في الشكل وماركة الموبايل ونوع العربة، لتسقط المعاير (الجوهرية) التي يفترض أن تتوفر في (النجم) من فكر وثقافة وعلم وأدب وأخلاق. الأخلاقيات كانت شرطاً أساسياً لكي تكون نجماً. وقبل ذلك كله لا بد أن يكون للنجم (إضافة) في المجتمع وأثر، بعيداً عن (الضجيج) المصنوع الذي لا (طحين) له. (2) النجومية الآن أصبحت صناعة (محلية) يمكن أن تكون (نجماً) عبر مواقع التواصل الاجتماعي. للسويشيل ميديا أصبح (نفوذاً وقدرة) كبيرة على صناعة (النجم) أكثر من الإعلام الرسمي نفسه. سهل جداً الانتقال الى الصحف والفضائيات بعد أن تحدث نجومية عبر السويشيل ميديا. لعل ذلك تثبته (النجمة) لوشي ، التي أصبحت (نجمة) دون أن تقدم أي شيء ودون أن يكون لها أثر. لوشي سيطرت على مواقع التواصل بغير (علم) ، وأصبحت مذيعة بذلك (الوجه) لا غير في قناة (اقتصادية) لم تجد الحرج في الإعلان عبر (لوشي) عن برمجتها وعن الفريق الذي يعمل في قناة S24 التي ضمتها ضمن كادرها الذي تبشر به. لوشي تلك (المذيعة) القادمة والتي لم تقدم حتى الآن برنامجاً ولا فقرة أصبحت تنافس مذيعات عملن في المجال الإعلامي بعمرها ، بل أصبحت تتفوق عليهن في الشهرة وفي العروض التي تقدم لها. هذه المذيعة قالت في حوار صحافي إنها دخلت المجال الإعلامي وصنعت اسمها عن طريق (الوصفات) التي كانت تقدمها للبنات في مواقع التواصل الاجتماعي عن التجميل والمكياج. بهذا المدخل – تريد لوشي أن تحدثنا عن الطيب صالح وعبدالله الطيب ومحمد المهدي المجذوب وعن (مبادئ نيوسبيك) ذاتها. لوشي قالت إن سبب شهرتها (خطوبتها) و(والدتها) التي تعمل في مجال التجميل..هذا سبيلها للشهرة والنجومية، علماً أن هذه المقومات لا تصلح حتى في الحد الأدنى أن تكون مستمعة جيدة للمذيعة الراحلة ليلى المغربي. وقالت لوشي إن علاقتها بالسياسة والرياضة والثقافة والفن (ضعيفة). أذكركم أن لوشي تلك (مذيعة) وليست (عالمة فضاء). (3) النجومية الأخرى التي تفرضها علينا مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام هي (نجومية) ندى القلعة التي وجدت أن أقصر طريق للنجومية هو أن تقدم (صورها) في مواقع التواصل الاجتماعي بسيناريوهات مختلفة. ندى القلعة أحياناً تنشر لها صورة مع الزميل (هيثم كابو) لتتحدث المواقع عن خطوبتها لهيثم كابو..وأحياناً تنشر صورتها وهي معلقة على استار الكعبة، ليتحدث الناس عن اعتزالها للفن. ثم تعود لهم بأغنية جديدة على قناة الشروق من كلمات وألحان هيثم عباس. وندى القلعة بعد كل هذا تنشر لها صوراً مختلفة ، مرة وهي (ست شاي) دعماً لستات الشاي ..ومرة وهى تدفر إحدى (دردقات) الدوم والبسكويت وتحويل الرصيد ..ومرة أخرى تظهر وهي على كبينة (لوري). قبل ذلك كانت صور ندى القلعة تجوب المواقعة تارة بالزي الإثيوبي وتارة على مقاهي الجبنة والشاي وتارة أخرى وهي في إستاد الهلال بالزي الأزرق والأبيض للهلال. ندى القلعة قالت إنها تمتلك أكثر من (200) أغنية خاصة . الأكيد إنها مقابل أية أغنية خاصة تمتلكها تنشر ألف صورة. حتى أصبح ما تقدمه ندى القلعة من (صور) أضعاف ما تقدمه من أغنيات. (4) دون هذه النجومية (المصنوعة) – هناك نجومية أعتقد أن خطورتها أكبر ومضارها أكثر. تلك النجومية التي أقصدها هي نجومية (العمل التطوعي) الذي يقصد به صاحبه (الإعلام) وليس (العمل الخيري). الكثير من المنظمات (الخيرية) هي في حقيقة الأمر منظمات (إعلامية) – لا تقدم عملاً خيرياً واحداً إن لم تضمن الكاميرات والتصوير والفضائيات والجرايد ومواقع التواصل الاجتماعي. (5) قبل فترة كتبت تحت عنوان (زمن ندى القلعة) – الآن أحسب أن زمن لوشي أخطر من ذلك الزمان الذي قرنته بـ (ندى القلعة). الأستاذ الطاهر حسن التوم.. نوصيك ألا تقدم (الشكل) على (المضمون) في قناة S24. ونوصيك كذلك أن تدخل لوشي (دورة اقتصادية) حتى يكون وجودها في قناة (اقتصادية) مبرراً.