عثمان ميرغني

الخطة الشمسية..!!


قبل أيام قلائل زرت موقعاً فريداً في عاصمتنا الخرطوم.. لعلك تكون لاحظته لو دخلت مدينة الخرطوم من ناحية (سوبا) .. لافتة صغيرة فوق بوابة مكتوب عليها (مركز أبحاث الطاقة)..
كانت لدي رغبة دفاقة لاستجلاء مشكلة الطاقة في السودان.. فتوفرت لي فرصة جلسة طويلة مع وزير الموارد المائية والسدود والكهرباء السيد معتز موسى في نهار آخر يوم من رمضان (الوقفة).. ثم اتصلت الأسبوع الماضي بالدكتور سامي شريف مدير مركز أبحاث الطاقة الذي أفرد لي حيزاً مقدراً من زمنه للتعرف على المركز ومستقبل أبحاث الطاقة في السودان.
أول ما فكرت فيه بعد زيارة المركز أن تتبنى صحيفة “التيار” ندوة علمية حول مستقبل استخدام الطاقة الشمسية في السودان.. ندعو إليه الخبراء لجس نبض آفاق استثمار الطاقة الشمسية في السودان.. والعشم أن تكون الندوة بذرة ونواة لتأسيس (استراتيجية قومية لاستغلال الطاقة الشمسية في السودان).. فلدي قناعة يقينية أن الطاقة الشمسية في بلدنا كافية لتريحنا من عناء صناعة الكهرباء المكلفة التي تثقل ظهر بلادنا الآن..
مركز أبحاث الطاقة هو هدية من دولة ألمانيا.. منذ أكثر من أربعة عقود كاملة.. حتى المباني تولتها ألمانيا.. وكان المؤمل أن يكون مركزاً إقليمياً على مستوى القارة الأفريقية في هذا المجال .. خاصة وأن السودان من أفضل الدول في العالم موقعاً لاستغلال الطاقة الشمسية.. ولكن – ويا أسفاي- دائماً ننجح في إفشال المشروعات مهما كانت موفورة بالنجاح..
في الماضي كانت مساحة المركز كبيرة تمتد من شارع الأسفلت (طريق الخرطوم- مدني) إلى شاطئ النيل الأزرق.. ولكن – على غرار ما حدث في المدينة الرياضية- ما فتئت الحكومة كل يوم تستقطع منها لأغراض أخرى حتى بات المركز مجرد قطعة أرض صغيرة.. مرشحة لمزيد من الاستقطاعات لصالح مدخل كبرى (سوبا) الجديد..
داخل المركز مصنع صغير لإنتاج الخلايا الشمسية إفتتحه السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في العام 2007 وعمل لبعض الوقت ثم ما لبث أن توقف ليصبح مجرد دمعة حسرة على فكرة سديدة كان الأمل أن تتطور وتنمو بدلاً من أن تشيخ في المهد صبياً..
أهمية الطاقة الشمسية ليس في كونها مصدراً إضافياً للشبكة القومية للكهرباء فحسب.. بل لأنها قادرة على الوصول إلى أرياف بعيدة يصعب مدها بشبكة الكهرباء القومية.. ولا يستطيع أحد إحصاء الفوائد التي يجنيها الوطن من استيعاب كتلة سكانية هائلة لا تزال تعيش في الظلام ومحرومة من أبسط مقومات الحياة العصرية.. وأنا على يقين أن واحداً من الحلول السهلة للصدامات القبلية الدموية في غرب السودان هو التوسع في استخدام الطاقة الشمسية لإدخال أكبر قدر من الرعاة والمزارعين في ظلال الحياة الحضرية.. فالإنسان المنفتح على فضاءات عالم اليوم.. تقل قابليته للعنف وتتسع مساحات الصبر والتسامح لديه..
نحن في حاجة لخطة استراتيجية قومية لاستثمار الطاقة الشمسية بأعجل ما تيسر..


‫2 تعليقات

  1. أكبر اعداء الطاقة الشمسية هم جماعة و زيرك و جماعة الهيئة القومية للكهرباء , اسأل كل من حاول ان يدخل هذا المجال كيف حوربوا حتى هربوا بجلودهم !!