عالمية

جنوب السودان.. هل يتكرر سيناريو رواندا؟


لا تشبه المعركة الدائرة حاليا في عاصمة جنوب السودان بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار سابقاتها.

فهي أولا تتخذ من جوبا مسرحا للعمليات، الأمر الذي أفزع البعثات الدبلوماسية الأجنبية ودعاها إلى إجلاء رعاياها لأول مرة منذ انفصال هذه الدولة عن السودان قبل خمسة أعوام.

وهي ثانيا تتم بعد أقل من عام من توقيع اتفاق للسلام بين سلفاكير ومشار، استمر التفاوض بشأنه عامين برعاية وضغط من جهات دولية وأفريقية. وقد أتاح الاتفاق عودة مشار إلى منصبه الذي كان انتزاعه منه عام 2013 من قبل الرئيس سلفاكير، سببا للحرب الأهلية الأولى.

والأهم في الجولة الحالية الدائرة فصولها في جوبا، أن المقتتلين لا يستجيبون إلى نداء الرجلين بوقف القتال، ويواصلون التطاحن. وهو ما يعيده رئيس برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا عبد الوهاب الأفندي حسب تصريحات للجزيرة، إلى ما سماه “التركيبة العسكرية في جنوب السودان”.

وفي معرض تفسيره لأسباب هذه الجولة -التي أقلقت مجلس الأمن الدولي وواشنطن- يقول الأفندي إن “محاولة قادة الجيش الشعبي نزع سلاح الضباط النوير في القصر الجمهوري حوّل الصراع الأخير إلى صراع قبلي”.

غير أن الخبير السابق في لجنة الأمم المتحدة حول جنوب السودان لوك فانديرفورت أعطى توصيفا أدق بشأن الخلفية القبلية للاقتتال بين أنصار الرئيس المنتمي إلى قبيلة الدينكا ونائبه المنتمي إلى النوير.

يقول فانديرفورت إن “اقتتال عام 2013 كان في غالبيته بين الدينكا والنوير على مستوى محلي، وحاليا الجميع يقاتلون الجميع، ولا أحد يعلم إلى أين سيقود ذلك”.

أما عن المستقبل -وهو محل قلق جيران هذه الدولة الغنية بالنفط والمجتمع الدولي- فيراه فانديرفورت كالحًا، حيث يقول إن “إحلال السلام بين الطرفين سيكون أعجوبة، وبمنتهى الصعوبة. لم يعد بالإمكان الآن إعادة الجن إلى القمقم”.

فهل نحن إذن أمام تكرار لسيناريو عام 1994 في رواندا، عندما فجر مقتل الرئيس جوفيال هبياريمانا حربا عرقية بين قبيلتي الهوتو والتوتسي انتهت بأسرع إبادة جماعية يشهدها القرن العشرين، قتل خلالها نحو 800 ألف شخص غالبيتهم العظمى من التوتسي.

الاقتتال القبلي في جنوب السودان هو موضوع التغطية المرفقة. وهي تتضمن معلومات أساسية عن جنوب السودان ،كما تتضمن تقارير ومتابعات الجزيرة للحدث.

هل الصراع سياسي أم قبلي؟

علاقة الود التي جمعت بين رفقاء درب النضال انتهت بعد عامين من إجراء استفتاء تقرير المصير وانتهت معها مرحلة من الاستقرار الهش بجنوب السودان، وبدأت في المقابل مرحلة جديدة من اللا استقرار وتضارب المصالح . للاطلاع على التفاصيل اضغط الصورة
جوبا على صفيح ساخن منذ الانفصال

دخلت الدولة الوليدة بعد عامين من انفصالها عن السودان دوامة من العنف أوقعت عشرات آلاف القتلى والجرحى، وأجبرت أكثر من ثلاثة ملايين من السكان على الفرار من منازلهم في صراع على السلطة والنفوذ.

الجزيرة نت