مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : بحر أبيض


٭ عدت من رحله (بيضاء) من بحر أبيض.. بيضاء من غير سوء، ذهبنا إلى هناك بدعوة من اتحاد الصحفيين السودانيين لحضور انتخابات فرعيته هناك، ذهبت بصفه مراقب ولكن السلة عادت مليئة
٭ ربما بتبادر للذهن (الفسيخ) و(الجبنة) ربما أحزنني هذا الأمر، وأنا أساوم (الباعه) في أبو جبيرة، قلت: معقول يظل هذا هو منتوج بحر أبيض فقط؟ وأمامي كل هذه المروج الخضراء وهذه البحيرات (العظمى)..
٭ أمضينا يومين بين (ربك) و(كوستي)، وكانت وجهتنا حدود (جنوب السودان) مع (دولة جنوب السودان) القصه تبدو كالغلوتية، وهل هناك غلوتية أكبر من الذي نراه أمامنا الآن.
٭ في بيت الوالي وجدنا هناك عبد الله دينق.. جاء في زيارة ودية، كل الناس ملتفين حوله في إلفه ظاهرة، عبد الله دينق يعد من ظرفاء السياسة السودانية، قال لي قمت ببناء هذا البيت عندما كنت والياً هنا.
٭ تحدثنا في أمر الشمال والجنوب والجنوب والجنوب، وجدنا القصة كلها أشبه بمسرح (اللامعقول والغلوتية)
٭ نعود لبحر أبيض نبدأ بالوقوف على طبيعة الوفد الذي ذهب إلى هناك وضم رموزاً صحفية كبيرة ولها بصماتها ولمساتها في مسيرة الصحافة في بلادنا، إضافة لرموز مسرحية وشعرية، الأمر أشبه بورشة متحركة، وعلى ذكر الورشة المتحركة أتساءل لماذا لا نجد ورش ميكانيكية متحركة في مثل هذه الطرق المخيفة، والتي اشتهرت بكثير من الحوادث المفجعة، والتي راحت ضحيتها العديد من الأرواح والمهج، ويقف حطام العربات المبعثرة أمام أحد أقسام المرور المطلة على الشارع شاهداً على عمق المأساة.
٭ قلت في نفسي وأنا أتامل بقايا هذه السيارات التي لم تبلغ وجهتها النهائية وتحولت لرقم من الأرقام مسجلة في ضوابط المرور، متى يصبح السفر عندنا رحلة سعيدة لا قطعة من المعاناة والضنك ومحاججة مع نقاط الجباية المنتشرة، والتي نتمنى أن يذهب جزء من عائداتها لتخفيف ويلات السفر من حوادث تقع أو خدمات يفتقدها المسافر، أو ورش متحركة تسعف كثير من العربات والمركبات التي تفتقد مثل هذه الخدمات، والتي لا شك ستبطيء كثيراً من سرعة الحوادث المرورية على الطرق المسماة مجازاً بطرق المرور السريع في بلادي
٭ نعم الوفد شكل ورشة صحفية متحركة ودار نقاش كما يقولون مستفيض، ووجدنا مجتمعاً صحفياً كبيراً وحياً ومتفاعلاً ووجدنا حواراً وإن كان (ساخناً) في بعض جوانبه مع الولاية هناك والوالي، إلا أنه يجري في مناخ صحي وعزيمة وإرادة مشتركة لتأسيس علاقة بين الاثتنين، علاقة لا تلغي (الآخر) بل تتناغم معه وتتكامل.. قلنا للصحفيين هناك أمضوا بقوة في أداء واجبكم المقدس سلاحكم الحقيقي هو البعد عن الأجندة كل الأجندة، لا تجروا وراء الأشخاص بل أبحثوا عن الحق الذي وجده (أبا يزيد) البسطامي وهو لم يغادر (بسطام) قط.
٭ المدهش في الأمر وجدنا (كاشا) يشاركنا ذات الراي ولكاشا و(أم دباكر) وبحر أبيض وسارة بت الشيخ والركشات والرحله النيلية ويحي قماري ومختار دفع الله والرزيقي وعبد الحكيم الطاهر وعبد الماجد عبدالحميد وفتح الرحمن النحاس والجميل الفاضل وحياة حميدة وآخرين قصص أخرى.
حياة حميدة دي مين.