مقالات متنوعة

اسامة عبد الماجد : العملية القذرة


٭ كان أبلغ وأطرف تعليق على كشف صحيفة لندنية تورط رئيسة المحكمة سيلفيا غورمندي بتلقيها رشاوى بملايين الدولارات لإدانة الرئيس البشير في مزاعم ارتكاب جرائم في دارفور، هو رسماً كاريكاتورياً يظهر سيلفيا جالسة في مكتبها ولكنها جالسة على حقيبة مليئة بالدولارات
٭ تتكشف حقيقة المحكمة بالتزامن مع تحرك أفريقي قوي غير مسبوق من خلال مواقف الدول الافريقية المناهضة للجنائية، حيث حدثت جملة من المتغيرات فيما يلي المحكمة، يجب أن يستثمرها السودان بشكل كبير
٭ ففي قرارات القمة الإفريقية الأخيرة بالعاصمة الرواندية كيغالي، تصدر ملف الجنائية القمة، وبرز توجه حقيقي لسحب ملف السودان من المحكمة الدولية، وفي تقديري أن هذا القرار الأفريقي الخاص بالمحكمة الصادر عن القمة جاء في مصلحة السودان وبشكل كبير
٭ وحصل السودان على دعم إفريقي هو الأقوى والأكبر من نوعه، وسيكون له أثرة الفعال إذا استثمر السودان تلك الفرصة، فموضوع الجنائية لا يخص البشير لوحده أو المؤتمر الوطني، كما يحاول أن يصور البعض ذلك، بل إن كل الدول الإفريقية استشعرت خطر الجنائية على سيادتها
٭ الحكومة غير متحركة بالشكل الفعال الذي يواكب التطورات الأخيرة على الصعيد الإفريقي فيما يلي الجنائية، فوزارة مثل الإعلام ينبغي أن تتحرك على كافة المستويات، وحتى الآن لم نلمس خطوات عملية من الملحقين الاعلاميين الذين تم ابتعاثهم مؤخراً
٭ ملف الجنائية ملف سياسي من الدرجة الأولى، وتفهمت الدول الإفريقية ذلك، ففي قمة كيغالي الأخيرة أجمع القادة الأفارقة على أهمية اعتماد الاتحاد الإفريقي على الموارد الذاتية للدول لتحقيق استقلال القرار الأفريقي، وتجنباً لأجندة الدول الكبرى، وهذا من شأنه المساهمة في سيادة أفريقيا واستقلال قرارها، وهذا ماظل ينادي به السودان
٭ الاتجاه للانسحاب الإفريقي الجماعي من الجنائية يعزز استقلال القرار الإفريقي، ويجعل السودان جزءًا لا يتجزأ من محيطه الاقليمي، ويفتح الباب أمام امكانية سحب ملف الجنائية في حق السودان أو تجميده كما تنص المادة السادسة عشرة من نظام المحكمة
٭ العملية القذرة التي كشفتها الصحيفة اللندنية وتورط قيادة المحكمة في عملية رشاوى فضح المحكمة، وأكد عدم مصداقيتها، وزيفها واستهدافها للسودان، لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن معاونيى المحكمة ومن يتربصون بالسودان لن يقفوا مكتوفي الأيدي
٭ غير متناسين أن التقرير الأخير لمدعية المحكمة تحدث وبشكل مخادع ومضلل عن تدهورللأوضاع في دارفور، وهو حديث لا يمت للواقع بصلة، ودونكم النجاح الكبير لوثيقة سلام دارفور، ورضا الأطراف عنها
*بل إن قضية دارفور والتي بسببها تم توجية التهم للسودان بواسطة المحكمة الجنائية، حدث فيها تطور كبير، ويكاد يكون التمرد المنظم قد تم حسمة
٭ آن الاوان للتعامل مع الجنائية بشكل مختلف وفضح تآمرها على السودان بالتنبية لقرارات مجلس الأمن والسلم الإفريقي، وقرارات القمم الأفريقية المتعاقبة في الآونة الاخيرة، المناهضة للجنائية