الهندي عز الدين

“تعبان” ليس بديلاً لـ”مشار”


{لن تكون مفيدة محاولة رئيس دولة جنوب السودان الفريق “سلفاكير” مع بعض القوى الإقليمية لاستبدال نائبه الدكتور “رياك مشار” بالسيد “تعبان دينق” لتمثيل الحركة الشعبية (المعارضة) أو قبيلة (النوير)، فالثقل السياسي والشعبي والعسكري الذي يمثله “مشار” لا يمكن أن يسده “تعبان دينق” حاكم ولاية (الوحدة) السابق ووزير المعادن عقب اتفاق (سلفا – مشار) الأخير .
{وستقع “الخرطوم” في خطأ فادح حال ركبت ذات موجة “سلفاكير” وحاولت فتح قنوات مع “تعبان” على حساب “سلفا”.
{بالتأكيد ليس لدينا ناقة ولا جمل مع “مشار” أو “تعبان” أو “سلفاكير”، فما يهمنا هو استقرار وأمن جنوب السودان، لأن في ذلك استقراراً ومصالح اقتصادية وسياسية وأمنية للسودان .. الدولة (الأم).
{لكن في تقديري أن التعامل مع سياسي جنوبي واعٍ ومثقف ويعرف ماذا يريد مثل الدكتور “رياك مشار”، أفضل من التحالف مع آخر متقلب المواقف والآراء، ولا ينظر للعلاقة مع السودان برؤية إستراتيجية عميقة، كما يفعل بعض المحيطين بالرئيس “سلفا” أو أولئك الذين يمثلون الطرف الثالث في الصراع الجنوبي – الجنوبي (مجموعة باقان ودينق ألور)، فهذه المجموعة ما زالت أسيرة لمجموعات غربية وأفريقية معادية لأي مشروع وحدة أو تقارب أو تعاون مع السودان !
{“مشار” خلافاً لهؤلاء وأولئك، زعيم بكاريزما واضحة، يشعر بآلام شعب الجنوب بصفة عامة، ولا يحبس نفسه ومشروعه في زاوية (نوير) و(دينكا)، ولذا انضم إليه بعض شباب الدينكا المتحررين من طوق القبيلة، المتعافين من أمراضها .
{لن تنجح تلك المحاولات لاستبدال “مشار” بـ”تعبان”، ليس بسبب ضعف “تعبان” فللرجل أيضاً وجود سياسي وعسكري، ولكن الأمر مختلف لسبب بسيط أن “مشار” لا يطرح نفسه كـ(نويراوي) محدود الأفق، بل يقدم نفسه كقائد مجدد لكل الجنوبيين بكافة قبائلهم، وهذا ما يخشى منه “سلفاكير”.