نور الدين مدني

السلام والاستقرار الأكاديمي المنشود


*أحياناً يصاب المرء بالحيرة عن ماذا يكتب من كثرة المشاكل وصنوف المعاناة التي تواجه الإنسان السوداني في حياته اليومية إبتداء من التصاعد الجنوني لأسعار السلع والحاجات والخدمات الضرورية‘ وليس إنتهاء بتراكم القاذورات ومياه الامطار ومشاكل الصرف الصحي ومهددات صحة البيئة والإنسان معا.
*نبهنا مراراً وتكراراً إلى أن مشاكل وإختناقات السودان السياسية والإقتصادية والأمنية لاتحتمل التاجيل والمماطلة‘ وهي مشاكل متداخلة لايمكن فصل بعضها عن بعض .. ولم نمل من الدعوة للحل السياسي الشامل الذي يحقق السلام واسترداد الديمقراطية في السودان ويفضي للإستقرار اللازم للتنمية والبناء والعمران.
*لن أتحدث عن مخرجات حوار قاعة الصداقة التي لاتكاد تبين‘ ولاعن مخرجات نداء السودان التي هللت بها الحكومة التي مازالت تنتظر من الوسطاء الضغط على الممانعين والمتحفظين التوقيع على مذكرة التفاهم المختلف عليها‘ إنما أركز حديثي اليوم عن أمر يقلق الأباء والأمهات وأولياء الأمور وهو ضياع عام دراسي على الشباب بناة المستقبل.
*معروف للقاصي والداني ما حدث في جامعة الخرطوم في أعقاب ما تسرب بشأن مصير الجامعة‘ وردود الفعل التي جاءت من الطلاب والطالبات .. قلنا وقتها أنه لايمكن السيطرة على العقل الجمعي خاصة في ظل وجود رد فعل مضاد عنيف‘ وطالبنا بمراجعة ما أتخذ من قرارات وإجراءات طالت بعض الطلبة والطالبات بل والجامعة نفسها.
*لذلك فإننا نؤيد ماجاء في الرسالة التي رفعها بعض أبناء الجامعة من الأساتذة السابقين والخريجين الذين يعملون في سلطنة عمان إلى رئيس الجهورية‘ خاصة فيما يتعلق بعدم المساس بالجامعة وضمان الحرية الاكاديمية والفكرية وإيقاف التدخلات السياسية بها.
*مرة أخرى نجدد مطالبتنا بمراجعة قرارات الفصل والتشريد‘ ونرى ضرورة الإسراع بفتح الجامعة وإعادة المفصولين والمفصولات‘ وكفالة وحماية النشاط الطلابي من كل صنوف التعدي.
*بهذه المناسبة نشيد بالإتجاه الرامي لإعادة النظر في أمر الوحدات الجهادية في الجامعات لأنها كما قال فتح الرحمن الجعلي في عموده “حلومر” اليوم الأحد ب”السوداني” أصابها ماأصابها من أخطاء الممارسة السياسية العامة‘ ونؤيد الدعوة لإلغاء الخدمة الوطنية لطلاب الثانويات وتنقية أجواء الإستقرار الاكاديمي والفكري في الجامعات.
*إن تحقيق الإستقرار الاكاديمي والفكري في الجامعات خطوة لازمة على طريق التراضي الوطني المنشود بعيداً عن محاولات صب الطلبة والطالبات في قوالب صماء أستغلت داخل السودان وخارجه في تأجيج الفتن والنزاعات التي أضرت بالسودان وأهله .. وماتزال.