تحقيقات وتقارير

6 محاولات اغتيال لـ«رئيس مصر»: نجيب ينجو من «حادث مارس» وعبدالناصر كاد يقتله جرسون بـ«القهوة»


تُسجَل محاولات الاغتيال في دفاتر التاريخ، وتُغلف بعضها بالغموض، إلى أن تُكشف تفاصيله مع مرور الزمن، ولكنها تظلّ تواريخ فارقة في حياة الشعوب.

وفي مصر تحديدًا؛ تعرض الرؤساء باختلاف توجهاتهُم السياسية إلى عدد من الاغتيالات المُمنهجة، بدءًا من اللواء محمد نجيب، ومرورًا بجمال عبدالناصر وأنور السادات، ومحاولة اغتيال مبارك الشهيرة في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.

ومؤخرًا تخلّف الرئيس عبدالفتاح السيسي عن حضور القمة العربية في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، بعد أن علمت رئاسة الجمهورية بأنّ الرئيس سيتعرض لمحاولة اغتيال حال تواجدُه في موريتانيا.

«المصري لايت» ترصُد لكم محاولات اغتيال 4 رؤساء على مدار التاريخ، بدءًا من اللواء محمد نجيب وحتى حسني مبارك.

4. محمد نجيب

208

في اليوم الأول من مارس، عام 1954، ذهبَ الرئيس المصري آنذاك، محمد نجيب، إلى الخرطوم في زيارة رسمية، هي من أشهر الزيارات التي قام بها رئيس مصري، وسُجلت في التاريخ تحت عنوان «حوادث أول مارس 1954»، ويُقال إنّ تلك الزيارة كانت من أجل احتفالية في السودان، يُدعى لها ممثلو الدول الأجنبية، وكان من أبرز المدعوين محمد نجيب.

وفي اليوم نفسه، قدم نجيب إلى السودان يُرافقه في الزيارة، صلاح سالم، ولكن لم يتم الاحتفال كما رُتب له بسبب الاشتباكات الدموية التي وقعت بين الشرطة وشباب الأنصار في الميدان، الذي كان يُعرف بميدان «كيتشنر» أو «السكرتارية».

وفي يوم استقبال نجيب، بدأت الجماهير تحتشد في مطار الخرطوم منذ التاسعة صباحاً في اليوم الأول من مارس وقد قدر عددها بحوالي 20 ألفاً بينما كانت تحيط بالمطار أعداد كبيرة من الشرطة.

تمركز مؤيدو الحكومة حول مبنى المطار واصطف الأنصار في الشارع المؤدي من المطار إلى شارع الجزيرة، وهبطت طائرة اللواء نجيب قبل العاشرة بقليل وعندها كسر مؤيدو الحكومة حاجز الشرطة، لكن موكب نجيب والحاكم العام غادر المطار بغير الطريق المرسوم له.

وعند وصول نجيب إلى قصر الحاكم العام، حياه مجموعة كبيرة من مؤيدي الحكومة ممن احتشدوا قبل وصوله أمام القصر، بل إن بعضهم تسلق حائط القصر ولكن الشرطة قامت بإنزالهم.

في حوالي الساعة العاشرة والنصف وصلت إلى القصر حشود الأنصار التي كانت بالمطار والتي قدر عددها بحوالي 6000 رجل وكان يقود هذه الحشود عبدالله عبدالرحمن نقدالله، وأمين التوم، وعلى فرح، وعوض صالح، وهم يهتفون: «الاستقلال يا نجيب.. الاستقلال يا هاو.. إلى الجهاد»، حسب موقع «الراكوبة» السوداني.

وأثناء مرور موكب محمد نجيب، تعاملت الشرطة بعنف معهم، وكانوا يستخدمون الغاز المُسيل للدموع، فتنحت التظاهرات جانبًا، وغادر نجيب سالمًا البلاد هو والوفد الذي يُرافقه، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، 2 مارس.

3. جمال عبدالناصر

يُسجل للرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، حادثتى اغتيال، كانت الأغرب هي حادثة «جروبي»، وسُميت بهذا الاسم نظرًا لأن من كان مُكلفًا بتنفيذها، جرسون يوناني، عملَ في محل الحلوى الشهير «جروبي»، ووقتها كان المحل مسؤولاً عن تقديم طعام ومشروبات حفلات الرئاسة، وكان من المفترض أن يدُس السم لـ«ناصر» في فنجان قهوته، لكن المخابرات كشفت ذلك في اللحظات الأخيرة.

f75e0d37 51b5 4334 a096 2cb22ddbffe2243835

أما الحادثة الثانية فكانت الأشهر والتي عُرفت باسم «حادث المنشية»، وسُجلت بتاريخ 26 أكتوبر 1954، وتقول الرواية المؤكدة إنّ عبدالناصر تعرض لمحاولة إطلاق 8 طلقات رصاص، ولكنها لم تصبه، وذلك أثناء إلقائه خطابًا جماهيريًا في الإسكندرية.

2. أنور السادات

274850

في 26 مارس 1981، تعرض الرئيس الراحل، أنور السادات، لمحاولة اغتيال سُجلت لنصيب المخابرات الليبية، بعد توتر العلاقات بين مصر وليبيا، بعد توقيع اتفافية كامب ديفيد، واعترف بعدها أحد المصريين العاملين بليبيا، بأنهُ من قام بالتنفيذ.

وبعدها بسبعة أشهر، تعرّض السادات لمحاولة اغتيال أخرى، ولكنها حققت هدفها في هذه المرة، ففي يوم 6 أكتوبر سنة 1981، وأثناء العرض العسكري في ظل احتفالات نصر أكتوبر، أطلقت الجماعات الإسلامية، طلقات على السادات، وتوفي خلال 40 ثانية، وأطلق على الحادث اسم حادث «المنصة».

1. حسني مبارك

524

في 26 يونيو 1995، كان الرئيس الإثيوبي في استقبال مبارك، لحضور مؤتمر القمة الإفريقية، وبعد مراسم الاستقبال، استقل الوفد المصري السيارات التي ستقله إلى مقر المؤتمر، وفي الطريق فتحت مجموعة إرهابية النيران على سيارة مبارك بغرض اغتياله، فيما رد الحرس الشخصي لمبارك النيران فقتل منهم اثنين وأصاب الثالث، وتبيّن فيما بعد من التحقيقات أن النظام السوداني وراء التخطيط للحادث ووفر كل ما يلزم للمجموعة الإرهابية التي نفذت العملية، ولأول مرة خرج حسني مبارك عن دور الهادئ الرزين وأخذ في مهاجمة النظام السوداني.

حادثة أخرى لم يكن التعامل معها من قبل السلطات بسرية ممكنًا، إذ كانت أمام حشود من مواطني مدينة «بورسعيد» المصرية، في سبتمبر 1999 وأثناء زيارة مبارك لمدينة بورسعيد، كان موكبه يمر وهو يلوح للمواطنين من نافذة سيارته، باغت الجميع شخص يدعى «السيد حسين سليمان» وجرى تجاه سيارة مبارك وتعلق بها، ولم تمر ثوان قبل أن تنطلق رصاصة من مسدس أحد حراس مبارك الشخصيين في السيارة الخلفية فتصيب «السيد» في رأسه.

 

 

المصري اليوم