صلاح حبيب

تعقيب من “الأردب”


الأخ الأستاذ “صلاح حبيب” لقد طالعت ما ورد في عمودكم اليومي (ولنا رأي) بتاريخ 19 يوليو 2016م، تحت عنوان عندما نصبني أهلي وزيراً للإعلام، وقد ذكرتم أن أحد أقاربك أعتقد خطأ أنه تم تعيينك وزيراً للإعلام، الأمر الذي جعلكم تقومون بإقحام اسمي بمقالك بلا أدنى تقدير أو توقير، وجعل موضوع تعييني (محافظاً) قبل عشرين عاماً مثالاً لما حدث لشخصكم الكريم دون أن تكلف نفسك الوقوف على حقيقة ما حدث حينئذ عند استدعائي لأداء القسم بالقصر الجمهوري ذات يوم من يونيو 1995م، محافظاً للبطانة بولاية الجزيرة.
لقد جانبت الحقيقة أخي بمقالك التهكمي الساخر عندما جعلت سبب اختياري وتعييني بواسطة رئيس الجمهورية فقط، لأن أهلي قد ذبحوا الذبائح!! سبحان الله، والله لا أذكر أن أهلي قد ذبحوا ديكاً مقابل ذلك الأمر، وقد ابتلاني الله بعد ذلك بتلاحق التكاليف الدستورية وأداء القسم مراراً أمام السيد الرئيس وغيره من المسؤولين حسب الحال دون الحاجة لذبائح أو احتفالات، حيث كلفت بعد قضاء أربع سنوات بالبطانة محافظاً للحصاحيصا ثم المناقل ثم الدلنج لعدة سنوات ثم وزيراً لشؤون الرئاسة، ثم وزيراً للزراعة بولاية جنوب كردفان قبل أن أتقدم باستقالتي طائعاً مختاراً تلبية لرغبة أهلي الذين أجمعوا على اختياري نائباً عنهم بالمجلس الوطني ثم ممثلاً لهم بمجلس الولايات.
إن ما خطه قلمك من عبارات دون أن يرمش لك جفن جعلت من رئاسة الجمهورية مؤسسة ساذجة تعمل بلا منهج أو مرجعيات وتمنح كل من حملته قدماه للقصر الجمهوري وظيفة دستورية رفيعة (لم تكن في حلمه) طالما أن أهله (قد نحروا الذبائح).
ليتك سألتني أخي الكريم إذاً لأخبرتك بحقيقة استدعائي من أقاصي جبال النوبة لأداء القسم بالخرطوم، حيث كنت أعمل رئيساً لبعثة منظمة الدعوة الإسلامية (سعيداً مثلك بمهنتي التي أحببتها)، فلبيت النداء حيث كنا جنوداً في قافلة إيمانية ربانية قبل ميلاد المؤتمر الوطني، ولم نكن أهل خبرة في اصطياد الوظائف الدستورية وقد كان همنا وخوفنا من التكليف بمصائر البلاد والعباد أشد علينا والله من الفرح بلعلعة الدنيا الفانية.
الصحيح أخي أن إجراءات أداء القسم قد تأخرت نحو نصف ساعة لمراجعة أمر شخصين بكشف المحافظين كلاهما باسم “عبد الله محمد علي” قبل أن يتم تعيننا الاثنين، أنا بالجزيرة والآخر بدارفور، هذا الالتباس جعلني استدعي بدوري لقب جدي “الأردب” الذي أصبح تمييزاً شهيراً لشخصي منذ ذلك الحين.
من المحرر:
هذه رسالة الأخ العزيز “عبد الله محمد علي الأردب” وقد نشرناها كاملة غير منقوصة عملاً بمبدأ إتاحة الفرصة للتعقيب والتصحيح.
فأخي “عبد الله” لم أتهكم عليك ولا على المنصب أو المناصب التي حزت عليها والرواية التي ذكرتها جاءتني من شخص أثق فيه تماماً وكان يذكرها مراراً وتكراراً وسط كثير من الزملاء.
أما رئاسة الجمهورية فلم أتهمها بالسذاجة كما ذكرت، ولكن رئاسة الجمهورية التي اختارتك لمنصب محافظ البطانة ألم تدرك أن هناك شخصين بنفس الاسم، ألم تكن لديها سيرة ذاتية للشخص الذي تريد أن تعينه في هذا المنصب، ألم يطلب من الشخص المراد تعيينه وزيراً أو محافظاً أن يكون اسمه رباعي وكيف يتأخر أداء القسم لنصف ساعة وهي قد رتبت تماماً لهذا الحدث والأشخاص الذين تم تعيينهم وتبقى لهم أداء القسم، هل يعقل أن المسؤولين في رئاسة الجمهورية والكشف بين أيديهم وهناك شخصان سيؤديان القسم محافظين باسم متطابق، هل جئت لأداء القسم قبل أن تستشار لهذا الموقع، ألم تكتب رئاسة الجمهورية اسمي الشخصين ومن أين أتيا وما هي السيرة الذاتية التي استندوا عليها حتى يتم التعيين.
أخي “عبد الله” أنا لم أتهكم عليك ولكن من باب المزاح أو الطرفة التي قيلت لي من شخص أعرفه وتعرفه تماماً.
فلك العتبى حتى ترضى وعقبال منصب أرفع في الحكومة الاتحادية ومخرجات الحوار الوطني قد انتهت لتذبح الثيران والعجول والخراف وليس ديوكاً، فمقامكم عالٍ وتستاهل تلك الذبائح.