زهير السراج

تمت الناقصة .. مسجد للبيع !!


* ليست مزحة أو خيال .. جماعة دينية فرضت على المواطنين دفع ثمن صلواتهم وشراء المسجد الذي أنشأته (مع الأرباح)، إذا رفضوا الصلاة بالطريقة التي فرضتها عليهم .. هل سمعتم بمثل هذا من قبل في أي مكان بالعالم، دعكم من السودان؟! !!
* القصة باختصار شديد، كما رواها زميلنا القدير (ماجد القوني) ، هي أن جماعة تطلق على نفسها أسم جماعة (الكتاب والسُّنّة) تتبع لجماعة (أنصار السُنّة)، وضعت يدها على قطعة أرض بمنطقة ودرملي، شمال مدينة الخرطوم بحري، مملوكة لمواطنين من أهل المنطقة ورثوها عن والدهم، وأنشأت عليها مسجداً، وفرضت على مواطني المنطقة الصلاة وفق ماتقتضيه ثوابتها، وعندما رفض المواطنون وهم الأغلبية الساحقة ، حدثت نزاعات بين الجانبين وصلت أحياناً الى مرحلة العنف وتدخل الشرطة، وعندما تبين أن الطريقة التي تم بها وضع اليد على قطعة الارض وتشييد المسجد شابتها أخطاء وثغرات قانونية، مثل أن غالبية أعضاء اللجنة (9 من 11 ) لا ينتمون لمنطقة ودرملي ولا تربطهم بها صلة، وهو لا يجوز قانوناً ، كما أن عضو اللجنة الذي تنازل قانونياً لأحدى المنظمات (تُدعى أركان) للقيام بالاجراءات اللازمة وتشييد المسجد، لا تربطه أية صلة بملاك الأرض، مما حدا بالمواطنين للتقدم بعدة شكاوى للسلطات المختصة وإصرارهم على حقوقهم فى إدارة المسجد، فكان أن عرضت عليهم الجماعة سداد تكلفة انشاء المسجد حتى تتنازل لهم عنه، فيصلوا على راحتهم وبالطريقة التي يحبونها!!
* القضية ليست في النزاع الديني بين الطوائف الدينية المختلفة فهو أمر قديم ومعروف للكل، رغم أنني لم أكن أعتقد أن يصل الى الصلاة التي لا يختلف عليها الناس كثيراً، ولكن في الطريقة الملتبسة التي استولت بها جماعة دينية على قطعة أرض، لتقيم عليها مسجداً ثم تعرضه للبيع بكل جُرأة لاستعادة الاموال التي أنفقتها على تشييده والتربح منه (تكلفة التشييد 171 ألف ج، وسعر البيع الذى طلبته الجماعة 472 ألف)، وذلك بدل التنازل عنه لوجه الله تعالى وهو الغرض الذي اقيم من أجله .. إلا إذا لم تعد المساجد لله (والعياذ بالله) !!
* قد يكون مفهوماً أن تستولي جماعة دينية على قطعة أرض أو أي شئ آخر لإقامة مشروع تجاري من أجل تحقيق مكاسب دنيوية بحتة، لا يهم أن تكون حراماً او حلالاً (من وجهة نظر أصحابها) ما دام باب التوبة مفتوحاً (من وجهة نظرهم أيضاً)، ولكن أن يكون الاستيلاء عليها لاقامة مسجد وتعميره بالصلوات والاستغفار، ثم عرضه للبيع والتربح منه، أو أن تفرض على الناس الصلاة بطريقتها، فهو أمر غير مفهوم، ولكن يبدو أن الجماعات الدينية لم تعد تميز بين حطام الدنيا الزائل وجنةٍ عرضها السموات والارض أُعدت للمتقين !!
* حسب الرواية، فإن ملاك القطعة اتفقوا فيما بينهم على إنشاء خلوة عليها، صدقةًعلى روح المرحوم والدهم، ولكن .. تحولت الصدقة على يد الجماعة الدينية الى نزاع دنيوى وبيع وشراء وأرباح، وعرض بيت الله للبيع، ولا تزال الدلالة مستمرة .. بالله عليكم، هل تخيل أحدكم في يوم من الأيام أن يأتى علينا يوم أسود فى السودان تُعرض فيه بيوت الله للبيع والتربح منها ؟!


تعليق واحد

  1. يا د.زهير الموضوع دا شكله غير صحيح ايش المنطق الناس دي تسكت الي الانتهاء من البناء وبعدين يتكلمو عن استيلاء الأرض.
    بعدين الصلاة علي طريقتهم دي شنو؟؟؟!!يعني صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم كما ذكرت أنصار سنه.
    والجماعه التانيين دي صلاتهم كيف.
    نسأل الله السلامه و العافيه.
    شكلو دا خلاف بين الصوفية أنصار السنه!!!!!