محمد عبد الماجد

جريمة الـ (بلي ستيشن)


(1) > عندما تحدث (الهزيمة) في مباريات كرة القدم – يعني ذلك ان هناك خللاً ما – في منطقة ما، على مجلس الإدارة والجهاز الفني للفريق ان يبحث عن موضع الخلل – فالهزائم دائماً ما تكشف (المستور). > وعندما تقع (جريمة) قتل بتلك التفاصيل التي أعلنت عنها الصحف أمس في مجمع (شرطي) وداخل مباني (كلية) الشرطة بسوبا، ذلك يعني ان الأمر أكبر من طالب بكلية الشرطة يقتل زميله الذي جاء معه من نفس المنطقة ويدرس معه في نفس الكلية ويسكن معه في نفس الغرفة. > لا يجب تحميل (الذنب) كله للمتهم – طالما حدث ذلك بين زملاء في كلية للشرطة وداخل مبانيها. > هناك (خلل) أبعد من تلك النظرة الضيقة التي لا تتجاوز (مدية) الطالب المتهم. > الشرطة السودانية ظلت رمزاً للنقاء والطهر والتماسك, وهي عنوان للعدل والاستقامة – حدوث جريمة بهذا الشكل يفرض أن تراجع مؤسسة الشرطة العريقة الموقف جيداً وأن تعيد النظر في لوائح ومعاينات وشروط ومواصفات الملتحقين بها نفسياً وبدنياً وتربوياً وسنياً حتى لا تخرج مؤسسات الشرطة العريقة كادراً بهذا الشكل للمجتمع. > المتهم بالقتل طالب في كلية الشرطة، وكلية الشرطة صرح (علمي) يجمع بين المهارات الشرطية، (البدنية والنفسية) والقدرات العلمية. > أما الأخطر من ذلك، فهو أن الطالب القتيل أيضاً طالب بكلية الشرطة – وهذا يعني أن دواعي الجريمة لا يمكن أن تكون بصورة استفزازية (سوقية) ، إذ يفترض الوعي والإدراك في (القتيل) مثلما يفترض ذلك في (المتهم) وهما طلاب بكلية الشرطة …بل هم على أعتاب التخرج للعمل في مؤسسات الشرطة ليكون التصادم من بعد طبيعياً بينهما والمجتمع. > كيف كان لكلية الشرطة أن تخرج (ضابطًا) شرطياً بهذه الصورة. (2) > أعرف أن كل القطاعات وكل المؤسسات حتى السيادية منها والإنسانية لا بد أن تظهر فيها مثل هذه (التفلتات). > هذا أمر طبيعي – لا ينقص من المؤسسة شيئاً. > لا يوجد مجتمع (مثالياً) – هذا من طبيعة البشر في الأرض – لكني أبحث عن (الأخطاء) الموضوعة والمكتسبة التي يمكن أن تكون دافعاً لمثل هذه الجرائم. > هناك قطاعات لا يقبل المجتمع منها مثل هذه الجرائم ..وهي القطاع الطبي والقطاع الشرطي وقطاع التعليم. > عندما يكون الجاني (معلماً) يعمل في مجال التدريس، أو (طبيباً) في الحقل الطبي, أو (شرطياً) يبقى أثر مخالفته على المجتمع كبيرة. > الجريمة التي تصدر من هذه القطاعات كأنها جريمة على (المجتمع) كله وليس على فرد أو شخص واحد. > لذا نرجو أن تتقبل مؤسسة الشرطة العريقة بعض الانتقادات التي يمكن أن توجه لها في ذلك – ولها أن تتقبل كل الآراء حتى تلك التي فيها شطط. > لا يمكن اختزال الأمر في طالب شرطي يقتل زميله في الكلية. > الموضوع أكبر من هذا. (3) > لن نبحث عن اجتهادات شخصية ، وإنما سوف نذهب الى بعض (المعلومات) التي قدمتها الصحف أمس. > في صحيفة (السوداني) في خبر الزميلة (هاجر سليمان) هذه الإشارة المهمة (ويعتبر الحادث هو الأول من نوعه بكلية الشرطة ، وعزا خبراء أسباب ظهور مثل هذه الجرائم الى صغر أعمار طلاب الكلية)…مع التذكير أن الطالب (المتهم) على أعتاب التخرج من الكلية، وتبقى له شهران فقط للتخرج – مع ذلك فهو ما زال صغيرًا في السن. > في صحيفة (الإنتباهة) إفادة لم توردها كل تفاصيل الخبر في الصحف الأخرى وهى إفادة ذكية ومهمة و (مرعبة) في نفس الوقت. > تلك المعلومة التي تؤكد صغر سن المتهم والقتيل هي في تلك الإشارة التي جاءت في الإنتباهة : (أقدم طالب شرطة الدفعة 66 – على قتل زميله في الكلية طعناً بسكين في عنقه بسبب خلاف حول ألعاب إلكترونية (بلي استيشن). > هذا يجعلنا نطالب من مؤسسة الشرطة العريقة أن تعيد النظر في لوائح الالتحاق بالكلية، وأن تبحث القصور. كيف يكون الـ (بلي استيشن) سبباً في استفزاز طالب بكلية الشرطة على أعتاب التخرج ليرتكب جريمة (ذبح) أو (نحر) داخل مباني الكلية. > الجريمة كما جاء تعتبر الأولى في تاريخ الكلية – وهذه إشارة أخرى. > مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء إبراهيم عثمان قال لـ (الصيحة)، إن المشاجرة عادية وقعت بين طالبين من طلاب كلية الشرطة. > وقال إن الطالبين يعتبران صديقين ومن منطقة واحدة, وكانا على وئام طوال الفترة الماضية ..(مع ذلك وقعت الجريمة). > ولا تعليق على تصريح مدير شرطة ولاية الخرطوم – لا تعليق!!.


تعليق واحد

  1. نطالب من مؤسسة الشرطة العريقة أن تعيد النظر في لوائح الالتحاق بالكلية،
    والواسطة تمشى وين ؟؟؟؟؟؟؟