مقالات متنوعة

شمائل النور : ترامب مِنّا.!!


إن كان العقل لم يكن يستوعب أن يأتي يوم وتنتكس فيه الإنسانية بظهور تنظيم دموي يعلن دولة خلافة إسلامية، ويستطيع أن يحشد لها الملايين من المنضمين في صفوفه إلى الموالين والمؤيدين، يذبح ويقتل ويسبي كما يشاء، فقد بات منطقياً أن تحتفي بعض شعوب الدول الأكثر تقدماً؛ بل القائدة العالم بمرشح رئاسة يحمل مواصفات دونالد ترامب.
كان الأمر في بدايته مثل النكتة، كان الناس يتابعون أخبار المرشح المحتمل باعتباره فاصلاً من الكوميديا السوداء سرعان ما تنتهي، لكن لم يكن متوقعاً البتة أن يتأهل ترامب ويختاره حزبه الجمهوري ليكون مرشحاً للرئاسة ينافس المرشحة هيلاري كلينتون، كل التحليلات والقراءات كانت تسير باتجاه أن أمريكا لن يبلغ بها الجنون هذا المبلغ ليكون ترامب مرشح رئاسة فيها، لكن كان ما هو غير متوقع لدى الكثيرين، ترامب خالف كل التوقعات وكسر استطلاعات الرأي. رسمياً، دونالد ترامب (مرشح الكراهية) يفوز بلقب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية، صحيح، أن قراءات الفوز بمنصب الرئاسة لم يحن وقتها، وتبدو مستحيلة للحد البعيد، لكن السؤال الأهم من الفوز بالرئاسة هو، لماذا وصل مرشح بمواصفات ترامب؛ مرحلة أن يكون مرشح رئاسة لأحد الحزبين الرئيسيين في أقوى دول العالم؟ ويبدو الجهر بالإجابة أصعب من إيجادها.!
دونالد ترامب، ليس هو مجرد مرشح رئاسة، نجح في مخاطبة مشاعر الأمريكيين كضرورة موضوعية لمقابلة المد (البغدادي) الذي اجتاح العالم على خلفية إعلان دولة خلافة؛ ربما لا وجود لها في الواقع بالشكل المطروق إعلامية، لكن دونالد ترامب يمثل حالة، حالة باتت تجد متسعاً من القبول كأنما هي الكراهية الموضوعية تجاه كل ما هو وارد من الاتجاه الآخر، حالة لا تقتصر على مؤيدي ترامب ومن يرون فيه مخلّص أمريكا والغرب من الإرهاب، هي حالة تجتاح العالم مثلما اجتاحت ذات الحالة بالاتجاه الآخر، وكأنما هي مقابل موضوعي لما يجري هنا في الشرق الأوسط وبعض أفريقيا.
يبدو أن ترامب أيقظ حالة كانت كامنة، حالف حظه ارتفاع حصيلة التفجيرات منذ أن طرح نفسه مرشحاً محتملاً، ولنا أن نتخيّل، حظوظ ترامب تزيد كلما وقع تفجير إرهابي في مكان ما في العالم.. اليمين في أوروبا يتنفس رويداً رويداً، واتجاهات الريح تسير لصالحه، الحكومة البريطانية الجديدة بعد خروج المملكة من الاتحاد تنبئ بذلك، المهم، أن الملايين يؤيدون هذا الجنون وينظرون إلى هذه الحالة كأنها المنقذ، وهذا في حد ذاته يستوجب إيجاد الإجابات الكبيرة للأسئلة الحاضرة، لماذا الكراهية هي الحل؟