احلام مستغانمي

الحبّ يُعيد نفسه !


أَحبَّها، دلّلَها، عشقها، خاف عليها، حماها، بكاها، أبكاها، ما غار عليها من الآخرين، غار عليها من الفشل. أرادها الأولى في كلّ مادّة. قسا عليها كي لا تقبل بأقلّ من القمّة. صقلها كي تلمع كألماسة حيثما وُجدت. وضعها أعلى السلّم ثم سحب من تحتها السلم حتى لا تنزل درجة عن أحلامه.
عَبَر حياتها كنهر، ومضى إلى مصبّه صوب البحر، دون أن يلتفت إلى الخير الذي تركه على ضفافها.
أرادها كبيرة كما لو أنّه أنجبها.. ولم تدرك أنّه تمنّاها
كذلك لتنجبه.
تلك الأبوّة العاشقة، حين تنسحب، تترك خلفها مذاق يُتمٍ أبديّ.
لتُشفى منه راحت تقلّده.. أصبحت أمّ من أحبّت بعده. أحبّته، دلّلته، عشقته، خافت عليه، حمته، بكته، أبكته، ما غارت عليه من الأخريات، غارت عليه من الفشل. أرادته كبيرًا كما لو أنّها أنجبته.
وخذلها ذلك الرجل.
لم يدرك أنّ امرأة تغدق على رجل بكلّ تلك الأمومة هي تريده أبًا!
الحبّ يُعيد نفسه.
( نسيان كم)