منوعات

حليب الخيول وقلوب الخِراف وصفة منغولية لحياة أطول


قدّم فريق رحالة الإمارات صورة حضارية مشرقة عن الإمارات، عبر إنجازاته التي تنوعت بين السفر حول العالم بالسيارات، وإطلاق أول مهرجان عالمي للرحالة والمغامرين في دبي، وإثراء السينما المحلية بأفلام وثائقية نوعية عن الترحال. وبالاطلاع على حصيلته الأرشيفية المهمة التي غطت أكثر من 150 ألف كيلومتر بين قارات العالم ورسمت ملامح الشعوب، توقفنا عند رحلته المثيرة إلى منغوليا التي تعرف خلالها إلى وصفة العيش مدة أطول بصحة أفضل، من خلال تناول حليب الخيل وقلوب الخِراف والماعز.

نقطة حدودية

يقول عوض بن مجرن، رئيس فريق رحالة الإمارات: «أنجزنا رحلتنا العالمية على السيارات على مدى ثماني مراحل، وزيارة منغوليا كانت ضمن المرحلة الخامسة، وواجهنا فيها صعوبات وتحديات كثيرة، خاصة أن شروطها وقوانينها تختلف عن دول العالم، لأن منغوليا ليست عضواً في منظمة السيارات العالمية، ومن العقبات التي اعترضت خط سير الرحلة أن النقطة الحدودية المنغولية الروسية التي خطط الفريق للمرور منها إلى سيبيريا لا تسمح بمرور الأجانب، ولكننا تواصلنا مع سفير منغوليا في مصر الذي نسق بدوره مع سفير روسيا في منغوليا، والذي كان سفيراً لروسيا في دولة الإمارات، وحللنا المشكلة، وكنا أول فريق رياضي في العالم يعبر الحدود المنغولية الروسية بعد انفصالها عن الاتحاد السوفييتي».

ضيافة تقليدية

عن استقبال القبائل المنغولية لهم، قال: «كرماء جداً، ويسارعون إلى تقديم حليب الخيل والأجبان لضيوفهم كنوع من التقدير، وقد لاحظنا وجه التشابه بين عاداتهم وعادات البدو من العرب، حيث تقوم المرأة بإكرام الضيوف في حال عدم وجود رب المنزل».

ذبح الخراف

عن الغذاء الذي اعتمدوا عليه في رحلتهم، أوضح أن المعلبات وحليب الخيل المتوافر لدى القبائل المنغولية كانت طعاماً أساسياً، وقال: «عانينا كثيراً ندرة المطاعم على الطريق، وأذكر أننا توقفنا في إحدى المرات واشترينا خروفاً وذبحناه على الطريقة الإسلامية، ما أثار دهشة واستغراب المنغوليين الذين يذبحون الخراف والماعز بشق فتحة عند القلب، ثم إدخال اليد داخل الفتحة ونزع القلب من مكانه لتموت الذبيحة، ويبقى الدم في داخلها لاعتقادهم بأنه مفيد وصحي للإنسان ويطيل أعمارهم، إلى جانب المداومة على شرب حليب الخيل الأشبه في تكوينه بحليب الأمهات، وعموماً ينفق سنوياً أكثر من مليون حيوان بسبب شدة البرودة التي تصل إلى أقل من 40 درجة مئوية تحت الصفر».

خدود متوردة

يمتاز المنغوليون بصغر عيونهم وتورُّد خدودهم وبشرتهم الصافية والنضرة، كما أوضح بن مجرن، وقال: «لحليب الخيول الذي يحرصون على تناوله يومياً فوائد جمالية وعلاجية، حيث إنه غذاء طبيعي، ويساعد على تحسين صحة وكثافة العظام والقلب والأوعية الدموية وعملية الهضم وتقوية المناعة، إضافة إلى أنه يبقي بشرتهم مرطبة على مدى اليوم ويحميها من الشيخوخة ويحفز وصول الدم إليها، ويقيهم من الأمراض والالتهابات الجلدية».

مدفئة بدائية

فوجئ الفريق خلال الرحلة ببرودة الجو، خاصة في الليل الذي تنخفض فيه درجات الحرارة من 10 إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر، وبالتدفئة البدائية في أحد المخيمات المنغولية التي كانت عبارة عن مدفئة يُحرق فيها الخشب، ولها أسطوانة ممتدة من المدفأة حتى فتحة في سقف الخيمة، وتستخدم للتدفئة والطبخ في آن واحد.

البيان