حسين خوجلي

ولم يتبرع حتى بابتسامة عابرة..!


(1)
> يا جماعة أنا ممنوع من السكر بأمر الدكتور..
دكتورك منو يا حاج الفاضل؟
دكتوري بروفيسور كبلو؟
أُُُكُل ساكت يا حاج الفاضل
دا ولدنا وبنكلموا ليك..!
٭ سقط مغشياً عليه بعد أن اجبروه على الكُنافة تحت شعار «المؤمن حَلَوِي» ولحقوا به عند المستشفى فلما أفاق صاحوا فيه «المؤمن مصاب».
٭ وبعد الموت مباشرة تسقط الألقاب والاسماء والرتب ويصيح رجلٌ بسيط بصوت حازم «متين حتستروا الجنازة؟» الجنازة والجثمان أكثر أسماء الخواتيم شهرة والكل غافل.. إنها سطوة الحياة الموارة بمعادلات الخلود الكذوب!!
(2)
> الأيدز.. الجرثومة المصنوعة تحاصر أفريقيا حتى يتم إجلاء سكانها وتصبح الأرض والأنجم والأشجار في انتظار الاستثمار الغربي وبعدها سوف يعلنوا له دواء في ثمن الاسبرين!! أو أقل قليلاً.
(3)
> مشكلة الطباعة في السودان أن الماكينات من ألمانيا ولكن «الفنيين» من العشش لا يعرفون علاقة الحبر بالماء ولا يعرفون علاقة الأوفست بالزفت ولذلك نضطر للطباعة الممتازة في بلاد الشام بمطابع أقل مما نملك.. هنالك الإنسان والتدريب والمهنية.. وهنالك سلطة لا تطمع في ضرائب علبة لون أو فرخ ورق. المسؤولون في بلادنا يستمتعون بالتمتع والتنطع وهم يمارسون تعذيب محمد أحمد الأغبش فطوبى لكم بهذه الصحف «الشتراء».
(4)
> سياسي كبير قدموا له شاياً في فنجان قهوة فقال بصوت عالٍ لتصحيح الجارسون أبو كرافتة.. أمام مرأى ومسمع من الحضور المهيب.
«أسمع يا أخونا داير أقول ليك نصيحة حاجتين عُمرِن ما بقدموهن في فنجان: الشاي والعرقي» وضج المكان بالضحك وسيادته لم يتبرع حتى بابتسامة عابرة.
(5)
> النص الغنائي السوداني أكبر كارنيه يقدمه السوداني على أصالته:
قوم يا ملاك والدنيا ليل
نتناجى في الشاطئ الجميل
والليل نهار العاشقين
إنه جماع صاحب
ماله أيقظ الشجون
فقاسى وحشة الليل واستثار الخيالا
ماله في مواكب الليل يمشي ويناجي اشباحه والظلالا
هين تستخفه بسمة الطفل قوي يصارع الأجيالا
حاسر الرأس عند كل جمال مستشف من كل شئ جمالا
خلقت طينة الأسى وغشتها نار وجدٍ فأصبحت صلصالا
ثم صاح القضاء كوني فكانت طينة البؤس شاعراً مثَّالا
هذه اعترافات جماع بالعامية وبالفصيح والدنيا ليل و«نتناجى». إنها براءة وتقوى المتصوفة حتى في الخيال المحض وتمتلئ ضروع أمسيات الخرطوم بالعافية.
(6)
> ويعبق حديث أستاذنا في الثانويات بالنصحية «تذكر أنك سوداني ومسلم وحر إذا تذكرت هذه الثلاثية المقدسة فلن تجوع في هذه الدنيا ولن تعرى وإن نال الاستبداد من جسدك الواهن فلن ينال من قلبك الراسخ» ومضى الرجل ولكن بعد أن وقعت جملته الراسخة في قلوب الكثيرين.
(7)
> أحد الموظفين تقدم باستقالته فوضع خطاب الإستقالة أمام مديره قائلاً: هذه هي الأسباب. وكان أبرزها أنه بعد طرح التأخير والونسة واللا عمل والصحف والهواتف والقطيعة وجد نفسه يعمل عشر دقائق في الشهر، حاول المدير أن يثنيه عن قراره الخطير بحجة أن مجرد حضوره يشكل إضافة في حركة الإنتاج وأن وجوه الرجال خناجر!!! ورغم ذلك لم يقتنع الموظف المثالي حتى أخرج له المدير ورقة تثبت له أن بعضهم لم يحضر منذ تعيينه والترقيات زاحفة والصرف، بعد هذا التبرير قرر سحب استقالته، على شرط أن يرفع دقائق عمله إلى عشرين ويكتب المدير في ملفه الوظيفي وأخيراً تضاعف أداء يوسف أفندي إلى 001%، يوسف أفندي بعد هذا التقرير في الأولى الخاصة.
(8)
> هل يتواضع أحدكم فيصنع لنا كتاباً في فن الذوق والاتيكيت؟ وهاكم واحدة، فقد قالوا إن أحد الفقهاء رأى رجلاً يمشي خلف رجل فقال: من هذا؟ قال: أبي، قال: لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله ولا تمش أمامه.
(9)
> وقد قال يوماً خالد بن صفوان: شهدت عمرو بن عبيد.. ورجل يشتمه، فما ترك له عيباً إلا ذكره، فلما فرغ قال له عمرو: أجرك الله على ما ذكرت من صواب، وغفر لك ما ذكرت من خطأ، قال خالد فما حسدت أحداً حسدي لعمرو على هاتين الكلمتين.
٭ ولما دفن الإمام علي كرم الله وجهه فاطمة عليها الرضوان، تمثل على قبرها بهذين البيتين:
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وكل الذي دون الممات قليلُ
وإن افتقادي واحداً بعد واحدٍ
دليلٌ على ألا يدوم خليلُ