زاهر بخيت الفكي

حتى الطير رحل خلانا..!!


حتى الطير يجيها جِعان من أطراف تِقيها شِبع..بلادى أنا ..
هكذا كانت حينما وصفتها وأحسنت الوصف يا إسماعيل ألف رحمة ونور عليك ، كانت خيراً يفيض يعُم أهلها وأنعامهم وطيورهم المستوطنة والمُهاجرة إليهم بحثاً عن ما تقتات به وفيه وجدت ما تبحث عنه ، رحمةٌ من الله تغشاك وقد تركتها قبل رحيلك من هذه الفانية هكذا تأتيها الطيور فى مواسم هجرتها ومواقيتها المعلومة تأتى بمختلف أشكالها وألوانها من موطنها البعيد تقتات من تِقيها وتشبع إلى حد التُخمة وترحل على أمل العودة فى مواسم أخرى قادمة..
لم تعُد تِقِينا تُشبعُنا نحن أهلها بعدك..
بماذا نستضيفها نحن وقد هلك الزرع وجفّت قنواته التي يرتوي منها..
ذهبت تلك الطيور والتى كان أهلنا ينتظرونها فرحاً بمقدمها وهى تحُل بينهم فى أمان يستبشرون بمقدمها خيراً وموسم من الخيرات أت ، لم تأت وطيورنا ذهبت بعيداً تبحث عن قوتها فى مكانٍ غير هذا ، فقط الغُراب وطائر البوم الذي حلّ مكاننا فى القرى والأرياف بعد أن طاب له المقام فى دورنا بعد أن هجرناها يتكاثر فيها ويستمتع بهدوءها ، صارت خراباً والبوم كعادته يُعجبُه الخراب..
هجرتنا الطيور ومالها هي والأرض اليباب ، وأرضُنا صارت يبابا..
يجيها الطير صغار وكبار..
قُمري ونعام ودباس..
جاها اليوم لقاها يباس..
مالك يا بلاد الخير وين خيرك..؟
شجرك الأخضر ..وين طيرك..؟
فات لي بلاد غيرك..؟
يمكن يلقى فيها أمان..
أي مشروع (مروي) قائم يا تُرى لدينا بربكم يُغري طيور أستاذنا اسماعيل على العودة ثانية إلينا وقطع ألاف الأميال ، لا شئ يُغرى على الاطلاق ..
جففّناها دمرّناها وما تبقى منها أصبح لا يكفي أصحابها ومن أرغمتهم الظروف على البقاء بالقرب من مشاريعهم تلك ، المشاريع المطرية الضخمة وما فيها من انتاج ضخم جفت هى الأخرى وغاب اًصحابها الأثرياء اجتاح الفقر بعضهم وغيبت السجون أكثرهم ، هجروها بعضها أصبح مرتعاً للمتفلتين ومسرحاً لصراعاتهم ومأوى آمناً للهوام والحيوانات المتوحشة بعد أن صارت تلكم المشاريع الضخمة للأسف بلا ( تِقى) وبلا سلام حتى تاتيها وتجتمع حولها وتشبع من أطرافها الطيور ، المُنِتج منها الأن بالكاد يُلبى القليل من حاجة أهله ، جنوبنا الجميل الساحر الغنى بموارده الطبيعية انشطر منا ولم يعُد ملكنا وطيوره ما عادت تخُصنا..
صراعات ، حروب مستمرة ، خلافات تمددت وتشعبت ، قبلية نائمة أيقظناها وليتنا لم نفعل ، الكل يلهث بحثاً عن السلطة ، ضيعنا ثرواتنا ووقتنا في اللاشئ ، قل الإنتاج وزاد الاستهلاك وما يُؤسف له أنّا أصبحنا نستهلك ما ينتجه الغير ..
وخريفنا بلا طيور ولا إنتاج صار..
وحتى الطير الكان يجيها جعان رحل خلاها ..
نسأل الله السلامة..
والله المستعان..