تحقيقات وتقارير

تنصيب “البشير” رمزاً للكرامة الأفريقية دلالات وإشارات جلية ورسائل عديدة


في سابقة جديدة وصفت بأنها آخر مسمار في “نعش” “المحكمة الجنائية الدولية”، ووصفت بأنها حشد شيّعها إلى مثواها الأخير بالقارة السمراء، تم تنصيب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أمس، في العاصمة الأثيوبية “رمزاً للكرامة والعزة الأفريقية”.. خطوة حملت دلالات وإشارات جلية ورسائل عديدة من “عاصمة” الاتحاد الأفريقي ومن قاعة المُناضل “نيلسون مانديلا” بجامعة “أديس أبابا” تخطت الحدود الإقليمية إلى الفضاء الدولي بعد التحول الكبير من قبل القادة الأفارقة الذين أعلنوا كفرهم صراحة بمحكمة “لاهاي” التي طالما وصفوها مؤخراً بالمسيسة وأنها أنشئت لاستهداف وإذلال وتركيع قادة أفريقيا الذين كان بعضهم إلى وقت قريب من مؤيديها والبعض الآخر يقف في صف الحياد، ولكن مرت مياه كثيرة تحت الجسر وتبدلت المواقف، وها هي أفريقيا اليوم تُنصب البشير رمزاً لكرامتها وعزتها اعترافاً بمواقفه المصادمة ولرفعه راية التحدي وتخطي حواجز الجنائية غير عابئ بتهديداتها التي تخطاها مرات ومرات برحلاته الخارجية.

“منتدى الكرامة”
افتتح منتدى الكرامة الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعماله وسط حضور كبير تقدمه نائب رئيس الوزراء الإثيوبي وعدد من الخبراء والأكاديميين، وكان الحدث الرئيسي للمبادرة هو تكريم الرئيس البشير باعتباره رمزاً للصمود والعزة الأفريقية، واختار المنتدى أيضاً الزعيم الأفريقي الراحل، نكروما، وأقام له نصباً تذكارياً تخليداً له ولنضاله ومدافعته عن الكرامة الأفريقية، وأتت فكرة المنتدى من مبادرة لعدد من الجامعات والمراكز الأفريقية، تشمل جامعة الأمم المتحدة للسلام بأديس أبابا وجامعة أديس أبابا نفسها، وجامعات ومراكز بدولتي تنزانيا والكاميرون بالإضافة إلى معهد السلام بالسودان بمشاركة عدد من الشخصيات العلمية والقيادية الأفريقية التي تنادي بِمُناهضة الظلم والاستهداف الواقع على أفريقيا ومحاولة استعمارها من جديد.

كلمة البشير
بعد تكريمه وتنصيبه رمزاً لكرامة وعزة أفريقيا، خاطب الرئيس البشير الحضور، معرباً عن سعادته بالتكريم، وأكد سعادته بنيله شرف أن يكون مدافعاً عن العزة والكرامة الإفريقية التي لا تنبع من عاطفة شخصية أو حظوة ذاتية وإنما لإحساسه بأن ما تم هو تقدير وتكريم للأمة الافريقية جمعاء ولكثيرين من رموزها وقاماتها الذين ناضلوا من أجل الحرية والعزة والكرامة، مُضيفاً أن هذا التكريم هو أيضاً تكريم للشعب السوداني الذي رفض الظلم والاستبداد والاستعمار في أشكاله القديمة والحديثة، ووصف الخطوة بأنها حافز له ولزملائه القادة الأفارقة لمزيد من البذل والعطاء في مناهضة الظلم والتفرقة وانحراف العدالة، مُشيراً إلى أن هذه تحمل دلالة ومعنى، لأنها فكرة اقترنت بالعِزة والكرامة، وقال إن المبادرة تكتسب أهميتها لكونها أتت من أهل الحكمة والرأي والمعرفة من العلماء والمفكرين فضلاً عن استناد الفكرة الراسخة والقوية على مؤسسات الوعي والعلم والمعرفة من الجامعات ومراكز البحوث والدراسات ومنظمات المجتمع المدني، مُشيراً إلى أن اختيار صرح جامعة أديس أبابا وقاعة المناضل نيلسون مانديلا لاستضافة هذا المنتدى فكرة صائبة أضافت للمناسبة عمقاً في جوهرها ومظهرها.

السلام والحوار
تحدث الرئيس البشير عن الحوار الوطني وخطوات تحقيق السلام في البلاد، وقال إن السلام بالنسبة لهم عقيدة وإيمان ومبدأ يؤمنون به ويسعون لتحقيقه في السودان وأفريقيا وكل العالم، ليس بالعنف أو الاحتراب، بل عبر الحوار كمنهج أخلاقي وسلوك إنساني، لافتاً إلى أن السودان حالياً يقدم للعالم تجربة الحوار الوطني، وأضاف: “بدأناها وسنستمر فيها للوصول بها لسودان آمن ومستقر ومتحضر ومتطور”.

وأوضح الرئيس البشير أن تضحياته من أجل استعادة الكرامة الإفريقية ليست تمرداً على النظام الدولي ولا خروجاً عنه، وإنما لتقويم ميزان العدالة وتحقيق المساواة، لافتاً إلى أن الذين خلدهم التاريخ الأفريقي لم يصنعوه بالخنوع أو الخضوع بل بتوفر الإرادة وقوة العزيمة والبذل والتضحية.

“شروط الكرامة”
ورهن البشير تحقيق العزة والكرامة الأفريقية بتعزيز شعور الانتماء للقارة والوفاء له، وتجديد الثقة في النفس والقدرات والإمكانيات العقلية والبدنية وتوظيف موارد أفريقيا البشرية والطبيعية، والتأكيد على الإيمان بوحدة الأصل الإنساني والأفريقي وإزالة العوازل والفوارق الجغرافية والديمغرافية الموروثة من الاستعمار، فضلاً عن نبذ العنف وإشاعة المحبة والسلام وإشاعة الحكم الراشد المرتكز على الحرية والديمقراطية والمساءلة والمحاسبة والإرادة والتضحية وقبلها التخطيط والعمل والمثابرة لتحقيق هذه الأهداف.

ودعا الرئيس البشير القادة الأفارقة بلا استثناء لاتخاذ خطوات عملية لاحترام وتقدير آليات العدالة الأفريقية إنفاذاً للكرامة وحقوق الإنسان، والتوقيع والمصادقة على كافة الاتفاقيات والمعاهدات الصادرة عن الاتحاد الأفريقي المعززة لحقوق الإنسان والشعوب، فضلاً عن تشجيع دعم المؤسسات التي تعمل على صون كرامة الإنسان الأفريقي.

“دلالات التكريم”

أوضح وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور من أديس أبابا أن تكريم البشير أتى اعترافاً بدوره الكبير في قيادة السودان إلى السلام والديمقراطية والحرية وقيادته أيضا للحوار الوطني، ووصف غندور التكريم من قبل المنتدى الأفريقي للعزة والكرامة بأنه هو تكريم للشعب السوداني ولقادته في إشارة واضحة مفادها “إننا كأمة في سفينة واحدة ندافع عن حقنا في العيش الكريم”، ونوه إلى أن المحكمة الجنائية سقطت منذ قرارات قمة “سرت، وشرم الشيخ، وجوهانسبيرج، وأديس أبابا وكيغالي” من خلال القانون الذي جاء واضحاً في أنه على المحكمة أن تتعامل بطريقة سوية وأن تراجع قراراتها سواء فيما يخص الرئيس البشير أو القادة الأفارقة.

الخرطوم: محمد جادين
صحيفة الصيحة


‫9 تعليقات

  1. اين دور الجامعات السودانية الموقرة والمراكز البحثية الاصيلة ؟؟؟؟؟ لابد من ان يكون هنالك حراك داخلى ومنديات …البكى بسخنوه أهلو

  2. بلا تنصيب بلا بطيخ معاكم ….. الشعب جعان وانتو جارين ورا الفارغات … حكومة مفلسة ورئيس مفلس !!! بدانا نشوف قذافى جديد …. جنون العظمه … بدأت فى الانحدار يابشير !!!

  3. سؤال

    لماذا لم يحضر احد من الرؤســــــــــــــــــــــاء الأفارقة التكريم

    حتى الرئيس الأثيوبي لم يكن حاضـــــــــــــرا

    يعني الموضـــــــــــــــــــــوع كلو …………………………………………………………………

    التكملة ليكم

  4. اين النجاح ياودبنده ؟؟؟ هل تسمى هذه الفشخره نجاحا ؟؟؟النجاح هو ان تعتنى بهذا الشعب المكلوم المغلوب على امره هو ان تقتلع الفساد المستشرى فى اروقة الحكم من جذوره وان تلتفت لهذا الشعب الذى يتضورع جوعا والما وهو الذى وقف معك ضد هذه الجنائية ولولاه لكنت فى الأن فى خبر كان !!!! لقد تم تدمير كل المشاريع الحيوية من مشروع الجزيرة الى الخطوط الحديدية والخطوط الجويه والنقل النهرى والبحرى ومشاريع اخرى كثيره ..اين النجاح يااااااااااااااااااااااااودبنده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  5. الناس الكرموا الاسد لم يكونوا من الجاهلين انما خبراء ومثقفين.وحكماء هذه القارة السمراء ولم يكن تكريمة جاء من فراغ انما تكريس لمجهودات الرجل في محاربت الظلم والاستعمار الجديد للقارة السمراء المتمثلة في الجنائية .اليس هذا بمشرف القارة حتي تكافئ احد رموزها .لماذا الغل يا سادة اعطوا كل زو حق حقه .والذين يخلطون مشاكلنا والتحديات الداخلية هي جزء من الهجمة الغربية الاستعمارية في تركيع العباد ولا الغل عمي عيونكم.كونوا علي مستوا الحدث يا سادة مش الواحد عايز يعلق وخلاص اقراوا الاحداث قبل الشتم والسباب لانو بكشف اي نوع من الناس انت.

  6. ياجماعه البرده الاصليه لونها اسمر.ازرق..احمر تب ماشفتها إلا في مسجون الاعدام.إنا تطيرنا بهذه البرده الحمراء …..الخ هذه البرده نذير شئوم والله يكضب الشينه ,والناس اللي كرموا زولنا إتخذهو سترا وكيف تحتفلون به في سودان ذى الحال البائس وانتم لاتحطون به خبرا.سألت بالا مس سيد دكان في شارع المطار اللمه الكثيره دي فى شنوا ؟؟قال إحتفال بعيد الثوره والله على ماكتبته هنا شهيد .فسرو انتم

  7. ماليزا نهضت على كل المستويات (التعليم , الصحة . الصناعة . السياحة , الزراعة , البني التحتية , مستوي دخل الفرد , معاش الناس ) خلال عشرين عام بقيادة مهاتير محمد .

    تركيا نهضتها بدأت علي كل المستويات (التعليم , الصحة . الصناعة . السياحة الزراعة , البني التحتية مستوى دخل الفرد , معاش الناس ) منذ العام 2005 فقط بقيادة رجب طيب اردوغان .

    استبشرنا خيرا في بدايات عهد الانقاذ بشعارات ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) . لكن بمرور الزمن اكتشف الشعب السوداني أن الانقاذ كذبة كبيرة جدا . انهيار , انحدار , تردي في كل شئ .

    الشئ الوحيد الذي نحجت فيه الانقاذ أن السودان تصدر قائمة الدول من ناحية الفساد .

    طبعا هناك شماعة ( الحصار ) و ماهذا الحصار الا نتيجة للتخبط في السياسة الخارجية الرعناء .