حسين خوجلي

إن أخطــــــر مــــــا فـــــــي..


< إن أخطر ما في كارثة الجنوب أن الاستوائيين أبناء جوزيف أدوهو وجوزيف لاقو وأزبوني منديري لم يدخلوا الحرب.. فهم ينتظرون حتى يقضي الدينكا على النوير أو العكس ثم يقوموا بمبايعة الأب ملتون أبوتي القديم ويوري موسفيني الجديد على العداء المفتوح صوب الشمال بمعناه العريض. < إن أخطر ما في تعيين (تعبان) دينق هو أن الحالة في الجنوب قد انتقلت من حالة الغاية والسبب إلى حالة اليأس (والتعب). < إن أخطر ما في اتهام اشراقة محمود للأمين العام المفوض الدكتور أحمد بلال بأنه (مسكين) يفتح المجال لارتداد التهمة إذاً من الذي يجعلها هي (خارج إطار الفقر والمسكنة السياسية)؟!!! مادام أنهما من نخلة واحدة ولسنوات عددا. < إن أخطر ما في نجاة ركاب طائرة بورتسودان من الكارثة باعجوبة هو أن المعلومات ما بين الميناء والعاصمة (صفرية) ولذلك يتكاثر الموت والتهريب والطمع وانفراط خيط الحدود. < إن أخطر ما في حريق نخيل جزيرة دفي بالسكوت ليس موات آلاف الأشجار وإنقطاع سبل كسب العيش بل هو أن حصاد السنوات والثروات في بلادنا يمكن أن يضيع بعود ثقاب متآمر أو أعقاب سيجارة مستهترة. < إن أخطر ما في بقاء جامعة الدول العربية حية حتى الآن وسط كل هذه الكوارث والارتدادات التأريخية التي تعاني منها أمة العرب لا يعني غير أن الأمة الشاهدة قد توقفت عن أداء فضيلة التعجيل بمواراة الجنازة وسترها. < إن أخطر ما في فرنسا هو الفرح الطفولي بالقاء القبض على الطفلين اللذين قاما بذبح الكاهن دون أن تلقي القبض على المدبر والممول الحقيقي للفتنة ما بين المسلمين والنصارى. < إن أخطر ما تفعله كسلا تجاه كارثة القاش السنوية هو هذا البكاء المشفوع بالغناء فقد كتب عليها أن تغني عرسه وتبكي رحيله دون أن تساهم في مراسم الاستقبال أو حتى التلويح بالوداع. < إن أخطر ما قرأته في السياسة العالمية أن شرطية أوكرانية جميلة وشجاعة تراجعت حالتها المعنوية والجسدية وذوت حتى الموت لأن المجرم الذي ألقت القبض عليه في بسالة بصق في وجهها. والمسكينة لا تعلم أن الكثير من العواصم لم تستطع الاستقالة وشرف إعلان الموت مع أن المجرمين مشوا عليها بالأحذية الغلاظ والسواطير. < إن أخطر ما في توافد الجنوبيين صوب الشمال بكل هذه البراءة والعفوية يؤكد لعصابة الحركة الشعبية العنصرية أنهم قد أهتموا يوم الانفصال بالصناديق وليس بالمصداقية. < إن أخطر ما في خبر تحطيم قسم المحاسبة بذاك المستشفى الخاص الكبير على يد أب مكلوم لم يسلم جثمان طفلته بعد موتها الفاجع يؤكد أن الوميض الانساني الأسمر كملامح السوداني القديم قد أختفى تماماً من دراسات الجدوى لمشاريعنا التي تستثمر في لحظات الضعف والانكسار. < إن أخطر ما في إغتيال حديقة الحيوان في بلادنا والاصرار بألا يكون هنالك بديل هو اعتقاد أصحاب القرار في ولاية الخرطوم وكل ولايات السودان الأخرى بأن مشاهدة هذه المخلوقات الجميلة أصبح متاحاً في جنس طالبي الخدمة أو أنه أصبح غير مفيد. < إن أخطر ما في تناقص قطع الخبز من فئة (الألف جنيه) حجماً وعدداً يشي قريباً أن تمد الألف لصاحب المخبز فتستلم منه كيساً من خبر الأماني والرومانسية الأثيري وقبض الريح. < إن أخطر ما في توقيع مجموعة نداء السودان القادم بأديس أبابا على خارطة الطريق جهراً هو في اتفاقهم على خارطة الحريق سراً.. < إن أخطر ما يفعله شباب المؤتمر الوطني اعتقادهم بأن السودان يبنى بمؤتمرات الورق بالقاعات وينسون بأن السودان يبنى بكتائب العرق في الريف. < إن أخطر ما يعتقده معتقلو المرويات والاسرائيليات هذا الترقب الكسول لعودة المسيح دون أن يترقبوا بعقلانية وتدبر عودة محمد. < إن أخطر ما في البيان الأخير لجيلنا الذي ولد على مطلع رفع راية استقلالنا أنه لم يجد مساحة ليكتب فيها مفردة هُزمنا لأن مفردة هزمنا قد فاضت بالسطر الأخير. < إن أخطر ما في الخبر الذي فات على (الواتساب) وبقية معابر السوشيال ميديا أنه فات حتى على صناعه وضحاياه وفات حتى على أصحاب البصيرة من أهل الشعر والمشاعر ولا حتى الزين ولا ود حد الزين قال لي أصلك ما سمعت قلت لا لا قال لي يا زول أنت عاقل ولا قصدك يعني تستهبل علينا قلت والله العظيم أصلي ما جايب خبر لا سمعنا لا في زولاً جابوا لينا ما أخير تحكيلي أنت إمكن إنت أدرى بالخافي العلينا قام ضحك قال لي يا زول كنت قايلك مالك الأخبار ما داير تقول القصة لينا يا سلام!!!