تحقيقات وتقارير

مؤتمر الشيوعي .. تفاصيل يوم ثوري


الساعة العاشرة من صباح يوم أمس كانت القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة خالية إلا من قليل من زملاء المهنة وضيوف المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي رغم أن الموعد المذكور كان موعداً ضربه الحزب الشيوعي لبداية إجراءات مؤتمره السادس بيد أن قيادات الحزب غابت عن الموعد، فيما عدا السكرتير العام للحزب محمد مختار الخطيب ، بدأ الحضور في التساؤل عن حقيقة ما يحدث داخل الحزب العريق وفي أذهان الجميع تداعيات فصل الشفيع خضر وآخرين من صفوف الحزب قبل أيام وما صاحبه من أحداث صاخبة كانت حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

> الغرف المغلقة:
ضجت الأسافير ليلة أمس بمذكرة كان ينوي الشفيع الدفع بها إلى المؤتمر العام كتب فيها مرافعة قوية عن سلامة موقفه وبرأة ساحته من التهم التي بموجبها تم فصله ، هذه التفاصيل ألقت بظلال سالبة على مجريات المؤتمر العام السادس لحزب عبدالخالق وقاسم وأمين وغيرهم. في ذات الليلة التي كانت مذكرة الشفيع مثار حديث المهتمين بمتابعة ما يحدث داخل الحزب العريق ، كانت لجان المؤتمر العام تخوض معركة تنظيمية شرسة داخل الغرف المغلقة بالمركز العام للحزب بالخرطوم 2 حيث حسم الجدل في قضية الشفيع الذي قررالمؤتمر فصله بنسبة عالية بلغت 200صوت جاءت مؤيدة لقرار اللجنة المركزية السابقة.

> رأيات حمراء:
في تمام الساعة 11.20 انبعث من خلف المنصة الرئيسية صوت موسيقى حزينة استمرت لثواني أيقن بعدها عدد من الحضور أن عضوية المؤتمر العام قاطعت الجلسات وقضي الأمر وسم كثيرين أمرهم لهذه الفرضية على خلفية الصراعات السابقة، لكن وبعد دقائق محدودة من الهمهات انبعث صوت آخر من خارج القاعة بهتاف الشيوعيين الشهير (عاش كفاح الحزب الشيوعي ) ودعا الزملاء للخروج من القاعة لاستقبال موكب قادم من المركز العام ، في الخارج ومن الناحية الشمالية للقاعة شهد الحضور الجموع الهادرة تميزها الرايات الحمراء ويشق هتافها عنان السماء وتعلو أصوات (سائرين.. سائرين في طريق لينين … عاش كفاح الطبقة العاملة ، عاش كفاح الشعب السوداني ، شيوعيون حتى الموت شيوعيون) ، وكلما اقتربت الجموع من القاعة زادت هتافات المنتظرين الذين كانوا قبل دقائق يضعون أياديهم على قلوبهم خوف الفشل والنهاية الحزينة حتى أن أحدهم وفي غمرة فرحه بالمشهد ظل يردد (ديل انحنا القالوا متنا وقالوا فتنا وقالوا للناس انتهينا).

> حاضرون رغم الغياب:
دلف الموكب إلى داخل القاعة واحتشد المؤتمرون واختلطت دموع الرجال بدموع النساء وعلت الهتافات وردد الجموع أدبيات الحزب الشيوعي الشهيرة ، وتغنى جملتهم بقصائد الراحليين حميد ومحجوب شريف ، وهم يرددون من حقي أغني لشعبي ومن حق الشعب علي، وميري كليمنا ميري حدثينا، ورغم غياب حميد ومحجوب إلا أن كلماتهم شكلت حضوراً لافتاً طيلة يوم أمس ، ولم يمل الحضور عن ذكر الراحلين محمد إبراهيم نقد ووردي وغيرهم من الذين تخطفهم الموت وكانوا حضوراً في المؤتمر الخامس للحزب في العام 2009.

> دموع الإسلاميين:
وكان لافتاً حضور الإسلامي المثير للجدل عمار محمد آدم وهو يرتدي بزة باللون الأحمر وكان قد ارتدى ذات الهندام في ليلة الجلسلة الافتتاحية للمؤتمر الخامس إلا أن الرجل هذه المرة تفاعل مع أدبيات الحزب الشيوعي لاسيما عندما هتفت الجموع بإحدى روائع محمد الحسن سالم حميد، تلك الأبيات التي فقد فيها عمار السيطرة على عواطفه فذرف الدموع السخينة وهو يردد، مش كلنا جينا من آدم .. مش آدم أبو البشرية .. السجن إذن يترايم نبنيها قلاع ثورية.. ويتابع (يا حليل حميد .. حميد يا حليل حميد ).

> خطاب ثوري:
ولم يشأ السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب أن يغرد خارج سرب ثورية شباب حزبه التي قادت موكب مهيب من المركز العام إلى قاعة الصداقة وهي تهتف (حرية ، سلام ، وعدالة ، والثورة خيار الشعب)، حيث جاء خطابه الافتتاحي مشحوناً بالعبارات الغاضبة على الحكومة والحاثة على إسقاط النظام، وقاطع الحضور في كثير من المرات بالتصفيق والهتاف وهو يلقي قولاً قوياً على رفاقه في النضال وزملائه في الحزب، وجاءت كلماته تحمل الكثير من التحايا لقطاعات الشعب المختلفة لم يثتني منها أحد، وشملت العمال والصناع والرعاة والمزارعين والمرأة والشباب والطلاب والنازحين وضحايا الحرب ولم ينسى بائعات الشاي والأطعمة ، ثم يعرج بتحاياه لرفاقه في الأحزاب الشيوعية العالمية بفرنسا وكوبا والعراق والحزب الشيوعي بدولة جنوب السودان ، وكلما دخل عليه فوج من أفواج الحزب التي تواصلت في الدخول الى القاعة هتف الرجل (عاش كفاح الطبقة العاملة ) عاش نضال الشعب السوداني.وجدد الخطيب في خطابه رفض حزبه القاطع لاي تسوية مع النظام متنقداً خارطة الطريق الأفريفية التي قال إنها جاءت برعاية أمريكية وتكرس للهيمنة الإمبريالية العالمية التي تسعى لتثبيت أركان حكم الإسلاميين ويفضح تحالف الإمبريالية مع السلطة الحاكمة.

الخرطوم: علي الدالي
آخر لحظة


تعليق واحد