عالمية

استعدادات لحرب جديدة في ولاية الوحدة.. واشتباكات متفرقة بمدن الجنوب


صعق المسؤول بجوبا وهو يقرأ في خطاب أمامه معنون من جهة أمنية كبيرة داخل العاصمة الجنوبية يستدعيه لتأكيد تأييده ووقوفه مع أي من المجموعتين المتناحرتين في دولة الجنوب التي انهمر الدم تارة اخرى فيها عقب فشل اتفاق السلام في الصمود امام رغبة الرئيس ونائبه في تسلق جدران السيطرة المطلقة والتضحية بالاتفاق مقابل اذعان وتصفية الطرف الآخر, ذاك المسؤول ضرب كفاً بكف وبينما هو يستجلب ورقة فارغة لكتابة استقالته اذ يلج الى مكتبه ضابط برتبة كبيرة يتبع لجهة أمنية ويلقي عليه التحية بصفة فاترة منوهاً إياه -اي المسؤول- بضرورة تحديد موقفه والاجابة عن الخطاب .. «يا معانا يا مع مشار».. دقائق وتصبب العرق على وجه المسؤول وارتقت داخل نفسه حالة الغضب وبات اقرب للغليان او كما يقول: لم اتصبب عرقاً في تلك اللحظة خوفاً منه، بل غضباً وحُرقة على ما آلت اليه الطريقة التي تدار بها الدولة. ويضيف « تصببت عرقاً واشتعلت غضباً من طريقتهم, ومساءً داخل احد الفنادق الكبيرة في جوبا وصلت مجموعة خاصة الي استقبال الفندق وطلبت من موظفة الاستقبال مغادرة موقعها فوراً لجهة ان المجموعة ستجري تدقيقاً في اسماء النزلاء وستقوم لاحقاً باجراءات ضد احدهم, غادرت الموظفة والتهمت عيون المجموعة اسماء النزلاء وحصرت نفسها في الطابق الثاني رقم الغرفة (…) وصعدت اليها فوراً , فتحت الباب بعنف لتجدها خالية وسط ملامح اخلاء مضطربة اظهرت ان صاحبها غادرها على عجل, اخذ احد افراد المجموعة جهازه اللاسكلي وشرع يتحدث الى احد قياداته بأن المتهم هرب وغرفته خالية, دقائق اخرى وبحثت المجموعة فيما تبقى من حاجيات قاطن الغرفة ثم ما لبث في المغادرة حتى تناهى الى مسامعها جلبة بالاسفل, هرول الجميع لاستقبال الفندق ليجدوا مجموعة اخرى ترتدي الزي العسكري في انتظارهم, انتحى قائدي المجموعتين جانباً ودار بينهما حديثاً قصيراً ثم انصرف الجميع على متن سياراتهم الى قيادتهم, هناك على طريق آخر كانت سيارة المسؤول تنهب الطريق هروباً للبحث عن ملاذ مما يجري, خرج المسؤول اخيراً من جوبا وهو لايصدق حتى انه تلقى تهديداً بالموت حالما لم يحدد موقفه من جناحي الرئيس ونائبه الاول في غضون 48 ساعة, تلك هي الرواية الاخيرة لما بات يحدث في دولة الجنوب وانقسمت الدولة التي تعاني من اشد المخاطر والانهيار الفعلي لناحية فجوة قاتلة الي ثلاثة تيارات متصارعة احدها هو تيار الرئيس وثانيها تيار نائبه الاول وتيار ثالث يستجمع في نفسه الآن وهو خليط من المثقفين والعسكريين غير الراغبين في القتال تحت راية التيارين السابقين او تياري سلفا كير ومشار. اشتباكات متفرقة شهدت مناطق متفرقة بدولة الجنوب منذ السبت الماضي وحتي أمس تجدد المواجهات المسلحة بين قوات الحكومة وقوات المعارضة بقيادة د.رياك مشار., واظهرت تقارير متفرقة ان قوات مشار قامت بالسيطرة على مدينة الناصر التي تعتبر المكان الاستراتيجي للعمل العسكري, فيما يحيط الغموض بمصير ملكال التي تنقسم منذ ايام الحرب الى قسمي سيطرة بين الطرفين وتسيطر الحكومة على الجزء الخاص بالمطار فيما تسيطر قوات تابعة للفريق جونسون الونج الحليف الرئيس لمشار في أعالي النيل على الطرف الآخر. ووقعت اشتباكات عنيفة امس الاول غربي مدينة جوبا بالقرب من منطقة « لوري» وسط فرار الاهالي, وتقدمت قوات مشار حتي وصلت لمزرعة قيل انها تتبع للرئيس شخصياً غير أن مسؤولين في جوبا نفوا ذلك وقالوا إن المنطقة تحتضن عدداً من المزارع الاستثمارية الحكومية ولا يمتلك الرئيس مزرعة هناك. بالمقابل اعلنت المعارضة قطع طريق جوبا – يي ونشرت قواتها بمنطقة كاتيجري. حرب «لير» وفي ولاية الوحدة قال السكرتير الإعلامي لحاكم ولاية الوحدة من جانب المعارضة وريال فوك، إن القوات الحكومية قامت بمهاجمة مواقع تمركز قواتهم بالقرب من منطقة لير مسقط رأس زعيم المعارضة رياك مشار صباح الاثنين الماضي. مواجهة وانشقاق وتجري في الاثناء محاولات واسعة النطاق وصراع محتدم بين د. مشار والقيادي تعبان دينق بُغية اقناع قيادات عسكرية كبيرة في المعارضة للانضمام اليهما, وبالفعل انضم قياديين كبيريين في بانتيو لجناح تعبان, فيما يواصل مشار جهوده لاقناع قبريال تانج وبيتر قديت بالعودة بجانب مساعٍ مع قاركوث قاركوث احد ابرز القيادات العسكرية في جنوب السودان. حصار الفارين ذكرت مؤسسات دولية انسانية أن طرفي الصراع في دولة الجنوب يوسعان من عملية حصار رهيب على الفارين من المواجهات خاصة الذين يغادرون الى يوغندا وغيرها, وقالت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن حوالي 60.000 شخص فروا من دولة جنوب السودان منذ تصاعد العنف خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ في مؤتمر صحافي «جلبوا لنا تقارير مزعجة جداً، والمجموعات المسلحة التي تعمل على الطرق المؤدية الى أوغندا تمنع الناس من الفرار» «والجماعات المسلحة تنهب القرى وتقتل المدنيين وتقوم بالتجنيد القسري من الرجال والصبية في صفوفها»، وأضافت ان معظم الفارين يتجهون الى يوغندا المجاورة. سلاح الوحدة واظهرت تسريبات أن الجيش الحكومي تلقى كميات ضخمة من الاسلحة والذخائر في ولاية الوحدة تمهيداً لشن حرب واسعة على قوات المعارضة في الولاية, ووثقت صوراً لجنود يفتحون عدداً من الصناديق ان الحكومة تعد بالفعل لحرب شعواء لحسم التمرد في الوحدة, وتسلمت قيادة الجيش هناك 1300 صندوقاً مليئاً بالسلاح والذخيرة. غدار دموعك هنا في الخرطوم كشفت الحكومة عن اخضاع تعيين نائباً اول للرئيس بدولة الجنوب بدلاً عن, د. «رياك مشار, للدراسة والبحث. ففيما ذكرت أن تعيينه خروج على الاتفاقية, وربما لا تجد مجالاً للتعامل مع أية حكومة تخرج على اتفاق سلام الجنوبيين, نبهت الى ان الاتحاد الافريقي والايقاد اعتمدا الاتفاقية, وحكومة الوحدة الوطنية الاخيرة طبقاً للاتفاق. وقال وزير الدولة بالخارجية عبيد الله محمد للصحافيين عقب لقاء رئيس مفوضية مراقبة تنفيذ وتقييم اتفاق الجنوبيين «جيميك» بالرئيس البشير ببيت الضيافة أمس الاول, قال ان الاتحاد الافريقي والايقاد اتفقا على دعم حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها تمثل الجنوب واضاف « اي جسم موازٍ يعتبر خروجاً على الاتفاقية ومن هذا المنطلق لا اعتقد ان السودان سيكون سعيداً باستقبال شخصية خارج اطار الاتفاق». طرد « جيميك» هدد المتحدث باسم الحكومة في جوبا مايكل مكوي بمنع دخول لجنة الرصد والتقييم لاتفاق السلام (JMEC) الى بلاده. وقال مكوي إن الوقت حان لعودة البعثة او « لا يعودوا فلسنا في حاجة اليهم». واتهم في الوقت نفسه اعضاء المجموعة بخدمة اهداف اخرى – لم يحددها, وقال ان حكومة بلاده قادرة على حرمانهم من دخول جوبا. وتأتي تصريحات بعد قوت قليل من اجتماع لشركاء جميك بالخرطوم, وذكر أن البعثة تتعامل بعدوانية مع حكومة بلاده خاصة مطالبة الشركاء بإرسال قوات افريقية اليها, واضاف في تصريحات أمس « يذهبون ويتآمرون في الخرطوم باسم JMEC ويذهبون ويقولون ويطالبون بوقف شن هجمات على قوات رياك مشار. وتابع : وقال هناك في الخرطوم يطلبون تدخل ويدعون الرئيس سلفا كير لوقف ملاحقة رياك مشار وثم يذهب الناس إلى أديس أبابا لإجراء محادثات «, واضاف : لماذا يتم تهميشنا ويقيمون المؤتمرات خارج جوبا؟». خروج لام وتقدم وزير الزراعة بحكومة الجنوب د.لام أكول باستقالته من منصبه كوزير بحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية بالجنوب، ومن منصبه في مفوضية المراقبة والتقويم لاتفاق السلام بدولة الجنوب (جميك)، ومن رئاسة حزبه (التغيير الديمقراطي)، وجزم بعدم وجود اتفاق سلام الآن في الجنوب وقال إن الاتفاقية في عداد الموتى، متهماً سلفا كير بالتسبُّب في انهيار الاتفاق بتورطه في أحداث جوبا الأخيرة ولإبعاده مشار. وقال أكول (لا يمكنني بضمير مرتاح أن أخدم تحت هذا النظام)، في ذات الوقت أطلق سلسلة تحذيرات لحكومة سلفا ولجيشه الذي يطارد مشار ويطلبه حياً او ميتاً، وقال (المارد خرج من القمقم ولن تكون الضحكة الأخيرة من نصيبهم) ، مؤكداً أن الشعب الجنوبي لن يتحمل هذا النظام القاسي الشمولي المرتكز على الإثنية. وبخروج لام اكول اكثر السياسيين المتمسكين بالحلول السلمية لازمة الجنوب تبدو الصورة في منتهاها هنا ان البندقية هي صاحبة الكلمة الاخيرة عقب رفض الطرفين للانصياع لتنفيذ الاتفاق الخاص بالسلام واصرارهما على اقتناص الآخر وفرض السيطرة المطلقة والنهائية أحد المعسكرين.

الانتباهة


‫4 تعليقات

  1. نحن سكان الجنوب الاصليين وليس لنا فروع فى يوغندا ولا الحبشة ولا افريقيا الوسطى الكل يطلع برة وسنحكم الجنوب بيد من حديد الى ان نسترجع ما سرق منا فى وقت الغفلة

  2. يا مطر عز الحريق.يا مشاوييير الطريق. مبروك عليك يا انجليينا احكمي بيد من حديد.

  3. يوغندا واثيوبيا دول فيها امن واستقرار لان كل القبائل متعايشين
    ولكن انتى يا انجلينا عليكي بالهروب المره دى الى الخرطوم لانك ممنوعه من دخول كمبالا ولا اديس ابابا

  4. سبحان الله نفس الخطاب السياسي لمؤتمر الوطني اثنا حربهم مع الجنوب و التعليقهم علي تقارير المجتمع الدولي و المنظمات و كان يقابله الحركة الشعبية بالتهكم و السخرية ….
    انقدو جنوب كوردفان و النيل الازرق و جبال النوب من مضير مشابه لجنوب علي يد الحركة الشعبيه قطاع الشمال