مقالات متنوعة

عبد الله الشيخ : المُنشار


إذا كان رفض الانقلاب قد أصبح من أدبيات التنظيم..ماذا يمكن أن تقول لهذا الأخ الكريم الذي تحوّل فجأةً إلى داعية ديمقراطية، يؤك تمسكه بالتداول السلمي للسلطة، ويرفض بصورة قاطعة، أسلوب الإنقلاب العسكري..؟ ماذا تقول إذا تحوّل الانقلاب المزعوم إلى عمل مضاد ، تتعزز بموجبه سلطة الخليفة “عبد الحميد الثالث”، الذي انتهز الفرصة و توّج نفسه سلطاناً في الطرف الجنوبي من أوربا ، بينما بعض رعاياه في الداخل، يمنّون أنفسهم، باستعادة مجد السناجك..؟ ما لم يحققه بالديمقراطية ، يحققه السلطان بالانقلاب..وماهو الانقلاب، إن لم يكن في تحقيق الأمنيات العذبة بتصفية حسابات الحاكم مع الدولة العميقة، ومع الجيش ، والقضاء ، والخدمة العامة،، إلخ..؟ ما هو الانقلاب غير تأليه الذات، وفرض التمكين واحكام القبضة البطريركية..؟
جماعتنا هذه، شددت على رفضها لذلك لانقلاب، مؤكدةً على “ديمقراطية متجذرة” في داخل التنظيم..! ويا بلد، ما دخلِك شر.. الخليفة الأخير ، طلع كوز شاطر جداً..إنه يفتح مسالك الهجرة من كل بلاد العالم، الى دولتهم المزعومة، بما في ذلك دواعش الدكتور بن حُمّيدة، وفي ذات الوقت يتحدث عن الاستقرار والسلم الدوليين..الخليفة كالمنشار، يأكل طالِع ونازِل..الخليفة استفاد جملة وتفصيلاً من الانقلاب الذي وقع عليه، وتمكّن عملياً بتصفية المعارضين، والاعداء ،خاصة الجنرالات والعلمانيين، حيثما وجدوا.
الخليفة يشارِف على حلمه الكبير، بتصفية ركائز الدولة المدنية ، ليكرِّس فوقها سلطة التنظيم، التي ليس بعدها إلا سلطته هو.
الاسلامويون حيث كانوا، لديهم من البراغماتية ما يكفي لالتهام أي رقعة جغرافية ، أو التخلي عنها، لتحقيق مفهوم التنظيم الدولة، التي تتعصّب بالأمن والاقتصاد والقوة الباطشة.
المنهج واحد، والاسلوب نفسه، والتقية النفعية ، وكثرة الضحايا لا تعني التخلي عن الأحلام/ الأطماع الكبيرة .. السلطة هي مبتغاهم وهي محرقتهم..! عقب انقلاب الانقاذ، ضربوا بعضهم بعضاً ، لكنهم بموجب ذلك الضرب المتبادل ، أضافوا لسلطتهم عمراً جديداً.. تكشّفت بعض الاعيبهم ، لكن نظامهم لم يعدم الوسيلة في الوصول إلى مراكز التأثير الدولي.
الفشل المدوي على كافة الأصعدة ليس كافياً لايقاف مشروعهم الذي أُحيط به في مصر، فلم يعد له قشة أمل يتعلق بها غير هذا الخليفة ، الذي يوشك أن يُجاهد الحركات الجهادية المتطرفة، لأنها ربما تسحب منه الاضواء. لقد احرجته تلك الحركات وهو يمضي بهمة عالية نحو التمكين، في بلد له تراث تليد في الحكم العسكرى. تلك الدولة ليست مصر، ومصر ليست تونس، وتونس ليست ليبيا… إلخ ,, و قصور اسطنبول التي شهدت من الانقلابات ما هو أكثر من تلك التي وقعت في بلاد السودان، لا يضيرها اصطناع حدث مثل هذا..
ما العمل، إذا كان الجيش هو حارس العلمانية في تلك البلاد..؟ بمثل هذه اللعبة الخطرة تفارق دولة الخلافة سِكة الاستقرار ويتأجل انضمامها إلى الجسد الأوروبي..إلى ذلك، و يصبح نقد الاخوان للحدث ، تعبيراً عن الانتهازية والخواء المبدئي والفكري ..الانقلاب الذي أثار استغراب العالم، أكد بوضوح تعطُّش الخلفاء لإراقة كل الدماء، و أكد كذلك ، أن ازاحة مرسي، كانت من لطف الله علينا..تلك الحركة المباركة جاءت في وقتها ، ولولاها لدان الشرق للأخوان ، من لدُن أردوقان، إلى بوكو حرام..!