مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : مقررات (بنفا) ووصول لام أكول


> تعيين تعبان دينق نائبا أول لسلفاكير يقابل بالرفض المغلظ في الخرطوم أمس الأول.. > فمجتمع وقطاعات (بنفا) يؤيدون استمرار د. رياك مشار قائدا أوحد لأبناء النوير والمعارضة جمعاء في جنوب السودان. > والآن يظهر في الخرطوم قادما من أديس أبابا من نتوقعه أن ينوب من حيث الظهور الإعلامي على الأقل في قيادة المعارضة الجنوبية عن مشار. > هو الدكتور لام أكول.. التقيناه في مطار أديس أبابا في ذات رحلتنا المتوجهة إلى الخرطوم.. يبدو عليه الاستياء من حكومة الوحدة المؤقتة المفخخة بتصميم (الايقاد) لبنودها. > وأكول تقدم باستقالته من حكومة جوبا كوزير للزراعة.. وهو رغم كبر السن يتحمس لتقوية وتوحيد صفوف المعارضة للتخلص من حكومة سلفاكير.. وبالتالي التخلص من صيغة اتفاق (ايقاد) المفخخ.. فهو سر تجدد الكارثة أو تجديدها.. بالأحرى. > وكان بعد أن انشق لام أكول عن قرنق وكذلك مشار عادا إلى الخرطوم.. كان أكول قد كون حركة استقلال جنوب السودان.. والآن يعود أكول مرة أخرى وجنوب السودان مستقل.. فهو هذه المرة إذن يقود حركة إنقاذ جنوب السودان. > وأكول يصل الخرطوم في نفس اليوم الذي عقد فيه بـ(داون تاون) في قاعة المناسبات بالكنيسة الإنجيلية في الخرطوم فعاليات مؤتمر مجتمع (بنفا) بالسودان. > وأعلن فيه المؤتمرون بصورة واضحة رأيهم الرافض للخروقات التي قام بها رئيس حكومة جنوب السودان، كتعيين تعبان دينق، مخالفا بذلك بنود اتفاق (الإيقاد) . > > وأكد المؤتمرون تأييدهم، لموقف السودان الرافض لتعيين تعبان نائبا أول بديلا لد. رياك مشار، والموقف النبيل لحكومة السودان الرافض لاستقبال تعبان رسميا في الخرطوم بعد تعيينه. > لكن تعبان كان يقول بعد تعيينه بأنه سوف يترك المنصب لمشار إذا عاد إلى جوبا.. وطبعا إذا عاد إلى جوبا فإن المثير الذي يتوقعه هو اغتياله. > لذلك كان من المفترض أن يفكر تعبان في موقف آخر يعالج مشكلة قائده الأعلى مشار بدلا من الاستفادة من مصيره المتوقع للاستمرار في المنصب الذي لم يقره اتفاق (الايقاد). > وقد أجمع كل مجتمعات النوير المنضوية تحت مجتمع (بنفا) على رفض قرار سلفا كير بتعيين تعبان دينق قاي كنائب أول لرئيس الجمهورية. > ورفض زيارة تعبان دينق إلى جمهورية السودان باعتباره غير شرعي. ولكن هل سيفكر تعبان في زيارة الخرطوم.؟ > وأكد شباب النوير تأييدهم الكامل والوقوف خلف القائد العام للجيش الشعبي وزعيم الحركة الشعبية الدكتور ريك مشار تينج ضورغون.. وهذا يعني نظرا لوجود مشار خارج جوبا أن تعبان نفسه قد أصبح مثل سلفاكير وقواته هدفا للمعارضة. > وكل سلاطين مجتمع (بنفا) بالسودان أجمعوا على عدم التعامل مع المدعو تعبان دينق باعتباره العدو الثاني وراء سلفا كير، فهو بذلك قد أصبح بالفعل هدفا سياسيا للمعارضة. > وحتى المسلمين من أبناء النوير في هذا المؤتمر أجمعوا على عدم التعاون مع حكومة تعبان دينق وجيينق كانسل باعتبارهما العدو الأول للسودان وشعب جنوب السودان. > وأجمع المؤتمرون على ضرورة لم شمل الجنوبيين لمواجهة نظام سلفا كير بكل ماهو متاح. > والمرأة بـ(بنفا) تؤكد أيضا عدم التعامل مع نظام سلفا كير ويجب طرده لأنهم الآن يرفضون السلام. > والمؤتمرون أجمعوا أيضا على وحدة صف أبناء النوير خلف دكتور ريك مشار تينج باعتباره المنقذ الوحيد لشعب دولة جنوب السودان ولا بديل له. > وفي الختام شكر المؤتمرون حكومة السودان لموقفها الداعم للسلام.. ورفضها استقبال تعبان في السودان كنائب أول لسلفاكير. > كذلك أثنى المؤتمرون على مواقف (إيقاد) الرافض للخروقات التي حدثت من جوبا، وموقفها الداعم لتنفيذ اتفاقية السلام. > لكن للأسف فإن سبب استئناف المشكلة بصورة أسوأ هو صيغة اتفاق (الايقاد).. فهي لم تتطرق إلى هيكلة الجيش بحيث يكون وطنيا قوميا موحدا.. لا يأتيه الانشقاق من بين يديه. > فلو تعاملت (ايقاد) بأخلاق جيدة مع مشكلة الجنوب الحالية، لما صاغت هذا الاتفاق بهذه الصورة.. لكن أخلاقها هي أخلاق واشنطن التي رأينا أثرها من قبل في اتفاق نيفاشا.. غدا نلتقي بإذن الله..