سياسية

فصل العاصمة من الخرطوم.. فك ارتباط طويل الأجل


يرجع تاريخ تأسيس الخرطوم كعاصمة قومية إلى العقود الأولى من القرن التاسع عشر، أثناء فترة الحكم العثماني المصري في السودان، حيثُ أتخذت عاصمة للبلاد، وتتميز بموقعها الإستراتيجي في وسط السودان، حيث التقاء النيل الأزرق بالنيل الأبيض، الذي جعل منها منطقة جذب سياحي تزخر بالمعالم الطبيعية والأثرية، ومحور نقل وإتصالات محليّة وإقليمية، العاصمة القومية المدن الثلاث الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، منذ أن كان الحكم مركزياً، وبعد أن تحول الى لا مركزي إلا أن الخرطوم أصبحت ولاية وتشمل سبع محليات من بينها المدن الثلاث، فوجود الوزارات الاتحادية، والمؤسسات القومية، والمستشفيات المركزية، والجامعات القومية، التي كانت السبب الأساسي للهجرة للخرطوم بكثافة، مما أصبح يشكل عبئاً ثقيلاً على الخرطوم كولاية، فمساحتها تبلغ 22.122 كم2 وعدد سكانها تجاوز الـ(8) ملايين نسمة حسب تعداد (2008) الأخير .

وبرزت المطالبات بنقل العاصمة الى أية منطقة، أو فصل الخرطوم كعاصمة من الولاية، أكدها بالأمس رئيس المجلس التشريعي لولاية الخرطوم المهندس صديق الشيخ، وشدد في حديث للزميلة (الرأي العام) على أهمية أن يكون للعاصمة القومية تسمية وتحديد جغرافي، لكنه أكد أن الخطوة لا يمكن أن تتم إلاعبر قانون اتحادي، ومطالبة المجلس التشريعي سبقتها مطالبة من لجنة قضايا الحكم والحوار الوطني.. وأوصت بفصل العاصمة عن الولاية، ومنذ أن تولى الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين مقالد الولاية، اشتكى من الضغط على الولاية، وأن الولاية تتحمل أعباء المركز، وقدم احصائية كبيرة للوافدين من الولايات الأخرى بحثاً عن الخدمات.
الخبير الاستراتيجي بروفيسور محمد سليمان ابو صالح أقر بأن الولاية تتحمل أعباء ثقيلة جداً وصرفاً كبيراً، بسبب وجود الحكومة الاتحادية والمؤسسات القومية بها، فضلاً عن قرارات الدولة السياسية المتمثلة في استقبال الأجانب، والمتضررين من الحروب في الدول الأخرى، وقال أبو صالح لـ(آخر لحظة): القرارات السياسية تكلف الولاية كثيراً وتكون على حساب المواطن.. مشيراً الى أن 40 %من الصرف لجهات خارج الولاية.. ومن بين الحلول التي وضعها أبو صالح اختيار موقع جغرافي محدد داخل الخرطوم، ليصبح العاصمة القومية منفصلاً عن الولاية.. لافتاً الى أن الدستور ينص على أن تكون العاصمة قومية.. وقال إن واشنطن عاصمة قومية منفصلة لأمريكا، بيد أن أبوصالح أكد أن الحكومة لم تتخذ اي قرار بهذا الخصوص، وقال: كل مافي الأمر مجرد اقتراحات وآراء شخصية .
*عبء مزدوج:
أما رئيس لجنة التشريع بالمجلس التشريعي مولانا علي أبو الحسن رحب بمقترح فصل العاصمة، وقال إنه قدم في ورشة الحكم المحلي بالولاية، وقال إذا نُفذ سيعمل على تخفيف الضغط الكبير الذي تتحمله الولاية، وستكون لها خصوصيتها وتتمتع بالخدمات كغيرها من الولايات الأخرى.. منوهاً الى أنها تتحمل عبئاً مزدوجاً، مما ينعكس سلباً على مواطنها، وقال: الخدمات التي تقوم بها ولاية الخرطوم يأخذها القادمون من خارج الولاية ويقتسمونها مع المواطن الأصلي.
*أمر مستحيل:
بالمقابل قطع الخبير الاقتصادي د. الكندي يوسف باستحالة فصل العاصمة من الولاية جغرافياً، لجهة أن الولاية متداخلة مع العاصمة، ولا يمكن تحديد حدود جغرافية لأي منهما.. بيد أنه حصر الحل في نقطتين أساسيتين وقال في حديثه للصحيفة: إن فك الارتباط بين العاصمة والولاية، يمكن أن يحدث بإحدى طريقتين الأولى أن تطلب حكومة ولاية الخرطوم دعماً من الحكومة الاتحادية لمواجهة الضغط على الولاية، أو أن تقوم الحكومة الاتحادية بمبادرة لدعم الولاية في كافة الخدمات الاجتماعية، والتعليمية، والصحية، والمياه والكهرباء والطرق، وأن تخصص فريقاً يحدد الثقل السكاني للحكومة الاتحادية داخل ولاية الخرطوم، وعلى ضوئه توضع الميزانية لها.

اخر لحظة


تعليق واحد

  1. يعنى عواصم الأخرى احسن من الخرطوم لا تأكدوا أموال الولايات الأخرى بالباطل