مقالات متنوعة

حسن فاروق : الهلال يعود اكثر قوة


كتبت عقب خسارة فريق الهلال القاسية لمباراته الدورية امام فريق هلال الابيض علي ارضه ووسط جمهوره باربعة اهداف مقابل هدفين، ان عدم التزام الفريق الازرق بالراحة السلبية الاجبارية هو الذي تسبب في تلك الهزيمة التي لم يعرفها علي ملعبه منذ سنوات ليست بالقليلة، وذكرت من خلال هذه المساحة انه الفريق الوحيد من فرق الدوري المممتاز، الذي لم يعرف طعما للراحة السلبية، ليؤثر ذلك علي مردود اللاعبين البدني، ليأتي الاداء اقل من المتوقع،وهو امر طبيعي في مثل هذه الحالات، ولكن في المقابل سيدفع الفريق ثمنه غاليا مزيدا من النزيف في النقاط، والذي وصل بعد نتيجة مباراة امس الاول امام فريق الاهلي شندي الي خمس نقاط (خسارة وتعادل)، وقد يتواصل النزيف في المباريات القادمة في حال استمر الاداء علي ماهو عليه.
يبدو ان الجهاز الفني بقيادة الروماني ايلي بلاتشي، انتبه اخيرا الي خطورة الوضع البدني والفني للفريق فقرر منح اللاعبين راحة سلبية لمدة ثلاثة ايام، مستفيدا من عدم مشاركته في الاسبوع الحالي للدوري الممتاز، ليواجه بعدها فريق الرابطة كوستي الخميس القادم علي ملعب استاد الهلال، قد تبدو الفترة الممنوحة لراحة اللاعبين قليلة مقارنة مع الارهاق الذي يعاني منه اللاعبين، ومع ذلك تعتبر في تقديري جيدة، اذا وضعنا في الاعتبار، استحقاقات الفريق في الدوري التي لاتسمح باكثر من الايام الثلاثة في افضل الاحوال، ولكن لتكتمل الفائدة من الراحة السلبية الممنوحة للاعبين من الجهاز الفني، تحتاج في المقابل الي التزام كامل من اللاعبين بها، ليعودوا الي التدريبات الاحد القادم بشهية مفتوحة واقبال كبير، ساعتها يمكن ان نتحدث عن نقلة نوعية في اداء الفريق، وان الهلال عاد الي عروضه القوية ونتائجة المقنعة، ويمكن ان نتابع كل ذلك امام فريق جيد مثل الرابطة كوستي، الذي يعتبر حسب متابعتي له من الفرق المحترمة وبه عدد من النجوم المميزين، لتقع المسؤولية كاملة علي اللاعبين في الراحة السلبية اكثر من الجهازين الفني والاداري، وهذا يتطلب عقلية احترافية منهم، بالابتعاد الكامل عن ممارسة الكرة وليس كما يحدث عندنا بمجاملة الاصدقاء في مباريات او مهرجانات، وقضاء ساعات طويلة في ( المشاوير والمجاملات والزيارات)، والا فإن الفائدة المتوقعة من راحة الايام الثلاثة السلبية، قد تتحول الي كارثة تخصم من رصيد الفريق المزيد من النقاط، ورغم صعوبة التحكم في حركة اللاعبين بعد منحهم الفترة المذكورة، الا ان المتابعة من الجهاز الاداري للكرة مطلوبة، ولديهم بكل تاكيد طرق للتواصل مع اللاعبين يعلمونها، تجعلهم تحت المتابعة.
رغم قناعتي ان الهلال يدفع حاليا ثمن اخطاء ادارية فادحة في عملية الشطب والتسجيل من الموسمين السابقين، تسببت في خسارته للدوري الموسم الماضي، ولازال يدفع هذا الثمن بالمعاناة الحالية، الا ان التعاقد مع المدرب الروماني ايلي بلاتشي قد يكون خطوة في طريق عودة الفريق، ويحتاج الامر كما ذكرت في هذه المساحة اكثر من مرة الي صبر ومنحه الفرصة الكاملة لاعادة الفريق لمنصات التتويج من جديد من خلال الدوري الممتاز وكأس السودان.