محمد عبد الماجد

اليده في (الماء) أصبح أكثر وجعة من اليده في (النار)


(1) > الأمطار حوّلت الميناء (الجوي) في الخرطوم الى الميناء (البحري) – قد لا تجد فارقاً كبيراً بين (الأمطار) و (المطار). > يمكن لإدارة المطار أن تعتذر بالغلطة المطبعية وفطنة القارئ التي لا يفوت عليها ذلك. > قديماً كانت كل الأخطاء تترك لفطنة القارئ – بما في ذلك الاحتجاب لظروف فنية. > نفق جامعة الخرطوم أثبت أن الطريق الى جامعة الخرطوم يشترط تعلُّم (السباحة) أولا.ً > نفق عفراء ..يؤكد أن مشكلتنا ليست الأمطار وإنما التخطيط الهندسي للشوارع. > الوحل في شارع الأسلفت كان أمراً مستحيلاً في الماضي..الآن يمكن أن تغرق في شارع الأسلفت. (2) > الكتابة عن الخريف والاعتراضات على الحكومة أضحى أمراً غير مجدٍ. > الصحافة تعيد انتقاداتها للسلطة في كل خريف. > ولا حياة لمن تنادي. > يفترض أن نتجاوز هذا المربع. > لم يعد مجديّا ًأن تكون الصحافة مجرد (ترس) للاعتراض. > مهمة الصحافة ليست توجيه الانتقادات فقط – تبقى الصحافة في الكثير من الإشكاليات جزءاً أصيلاً من الأزمة. > وربما هي جزء كبير من السلطة. > هي على الأقل السلطة الرابعة ، يجب ألا تكتفي بتقديم الانتقادات والملاحظات. > في يد الصحافة أكثر من ذلك. > كأن (الانتقادات) ترفع عنا حرج القصور. > الضريبة التي يقدمها الإعلام يفترض ألا تكون عبارة عن كتابات وكلمات وتنظيرات. > نحتاج من الصحافة السودانية أن تقدم بعض التطبيقات العملية. > أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي بتتطبيقاتها المختلفة ووسائلها المتعددة ،أصبحت قادرة على أن تقوم بهذا الدور النقدي علينا أن نتقدم الى الأمام وأن نتحرر قليلا ًمن تلك (الأعمدة) المتجمدة. (3) > في ظل الأوضاع التي يعاني منها السودان في ولاياته المختلفة والأضرار الكبيرة التي سببتها الأمطار والسيول والفيضانات ينتظر أن تقوم الصحافة بدور أكبر من الانتقادات التي توجهه للسلطة. > نحن نعيد الأسطوانة في كل عام. > ولا جديد غير الدعوة الى الحيطة والحذر. > وصورة وتعليق. > ولا شيء تقدمه السلطات للناس غير الدعاء بأن يجعلها الله أمطار خير وبركة. > الخير يأتي بالعمل والبركة تتمثل في الاستفادة من هذه الخيرات التي تنزل من السماء. > يفترض من الصحافة السودانية أن تدفع ضريبة رسالتها بشيء من العمل. > ما الذي سوف تقدمه الصحافة للمتضررين غير (الانتقادات) التي توجهها للسلطة؟. > يجب أن تسيِّر كل صحيفة على الأقل قافلة طبية أو خدمية للمتضررين ، لتكون الصحافة شريكاً للمجتمع الذي يمثل زادها وسلاحها الذي تقاتل به. > صحيفة (اليوم التالي) قامت في أحد المواسم الخريفية بتسيير قافلة خيرية لإحدى المناطق المتضررة ، وكان هذا أمر جميل منها. > نحتاج الآن أن نطبق هذا العمل الخيري. (4) > لن يضير العاملين في الصحافة السودانية لو تبرعوا بأجر يوم من راتبهم الشهري – هذا أبسط ما يمكن أن يقدم للقارئ الكريم. > الأمر لن يرفع الضرر ولن يجبره ، ولكن المشاركة يمكن أن تجعل رسالة الصحافة أكثر عمقاً. > نحن نحتاج لمثل هذه الخطوات قبل حاجة المتضررين أنفسهم. > هذا أمر تحتاجه الصحافة نفسها .. لا بد من أن تصبح الصحافة جزءاً أصيلاً من المجتمع تحس بوجعه وتقدر احتياجاته بدلا ًمن أن تكون جزءاً من السلطة. > القارئ الكريم نفسه يمكن أن يشارك في ذلك الأمر ..إن ارتفع سعر الصحيفة في اليوم الذي يحدد لدعم المتضررين الى (5) جنيهات من أجل أن يكون للمتضررين (2) جنيه من سعر الصحيفة في يوم واحد محدد ومعلن عنه يمكن أن يخفف ذلك من الكثير الأوجاع ..على الأقل سوف يرفع حس المشاركة والإحساس بالآخرين. (5) > أتمنى أن أرى قوافل صحافية بقيادة الطيب مصطفى وحسين خوجلي وإسحاق أحمد فضل الله وأحمد البلال الطيب وعثمان ميرغني والطاهر ساتي ومزمل ابوالقاسم تقدم دورها (الرسالي) في ميدانها الصحافي. > الصحافة السودانية قادرة على أن تقدم الكثير من الحلول والأفكار، وقادرة كذلك أن تكون شريكاً أصيلاً في الوجعة. > الموضوع أكبر من كلمات تكتب. > وأعظم من صور تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي. > القارئ هو العنصر الأهم في عالم الصحافة – ونحسب أن القارئ الآن يحتاج الى الدعم والمساندة. > هناك ركن اساسي في الصحافة ينهد ويغرق ..فهل من معين؟.