مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : عن التناقض .. هل أقلعت (نداء السودان)!؟


> قوى المعارضة المسلحة الآن والمسلحة سابقا ..وتحت اسم نداء السودان ..تجد نفسها أمام دفاع وطني ..يقوده الرئيس كقائد أعلى للجيش . > وأمام حوار وطني يرعاه الرئيس كرئيس للجمهورية وراعي الرعية ومسؤول من رعيته ما دام هو الحاكم الآن ..سواء أكان حكمه منتخبا أو أمرا واقعا . > السؤال هنا هل الأفضل أن تواجه المعارضة المسلحة ومن خلفها المعارضة المسلحة سابقا الدفاع الوطني في مناطق الحروب المعروفة ..أم الأفضل لها أن تلاقي راعي الحوار الوطني المسؤول عن رعيته.!؟ > وهو طبعا شخص واحد ..هناك وهنا ..ولا يمكن إقصاؤه وهو رئيس الدولة من رعاية الحوار الوطني ..ليتسلمها السماسرة المخمورون . > ولعل سبب التناقض الذي وقعت فيه مكونات تجمع نداء السودان ..وآخره تسمية نداء السودان نفسه باعتبار أن منطلقه المناسب هو الخرطوم ..هو ترددها بين التعامل مع الحكومة كقائدة للدفاع الوطني ..أو كراعية للحوار الوطني . > ومثال لذلك تصريحات متناقضة أدلى بها رئيس حركة العدل والمساواة الجديد الدكتور جبريل إبراهيم ..شقيق رئيسها السابق الدكتور خليل إبراهيم، عليه رحمة الله. > في اليوم الثالث من شهر يناير من هذا العام، صرح جبريل إبراهيم للإذاعة السودانية بموافقتهم على الحوار الوطني دون شروط. > وأكد ضرورة الحوار مع الحكومة وأن حركته سوف تدخل الحوار بدون شروط . > وهذا الموقف طبعا جعل رئيس الجمهورية البشير يمدد فترة وقف إطلاق النار ..وهذا كان مكسبا لحركة جبريل، لأن إطلاق النار من جانبهم قد توقف أصلا بسبب الهزيمة المرة في قوز دنقو . > بل إن الهزيمة قد نقلت موقف الحركة من مواجهة الحكومة كقائدة للدفاع الوطني إليها في مربع رعايتها للحوار الوطني . > لكن في مارس من العام ذاته ..أي بعد ثلاثة أشهر تقريبا يروح جبريل إبراهيم نفسه معلنا لراديو (دبنقا) بأن حركته لن تدخل الحوار الوطني إلا في إطار منظومة نداء السودان في إطار المؤتمر التحضيري الشامل . > وهذه المرة يشترط إذن ..وكأنما يوزع التصريحات حسب اتجاهات المؤسسات الاعلامية ..وكأنه يقول :لا تستوي إذاعة (أم درمان) وإذاعة (دبنقا) ..والأخيرة بخطها المعروف لا تهضم الحوار الوطني ..ولا تعترف بنجاح الدفاع الوطني . > أيضا لا تستوي مواجهة الدفاع الوطني ..ومشاركة الحوار الوطني . > ولكن برنامج الدفاع الوطني بنجاحه وتفوقه هو الذي قام بتوريد المعارضين المسلحين حاليا مثل حركة العدل والمساواة.. والمسلحين سابقا مثل حزب الأمة القومي إلى برنامج الحوار الوطني ..والبرنامجان تحت قيادة ورعاية الحكومة في وقت واحد . > ولو لم تنهزم قوات التمرد وتنكسر شوكتهم لما تسهلت عملية الانتقال من مواجهة الدفاع الوطني إلى مشاركة الحوار الوطني ..ليخلو الجو لقادة تمرد جدد تعدهم دول الاستكبار ليظهروا هناك بعد الاحتفال هنا بجني ثمار الحوار الوطني ..ويرثوا خدمة إذاعة (دبنقا). > وهذا يعني أن برنامج الدفاع الوطني لا غنى عنه.. ويبقى أهم من برنامج الحوار الوطني الذي يمكن أن يعتدي على مكتسباته التآمر الأجنبي على البلاد . > وقصة زيارة إبراهيم عبود لواشنطن هي التي توضح لنا أن التآمر الأمريكي على السودان قد بدأ حينما رفض عبود لجون كنيدي الرئيس الأمريكي آنذاك مساعدة واشنطن للسودان . > كان كل رئيس دولة إفريقية يزور واشنطن يقدم للرئيس ورقة مطالب لمساعدة بلاده . > كنيدي دهش من رد عبود ..بعد أن سأله ما هي مطالب بلادك ..بعد أن وجده قد تأخر في تقديم ورقة المطالب . > داخل الكونجرس قال الرئيس الأمريكي لمن سمعوا ولم يسمعوا بالسودان إن الخطر علينا ليس من الاتحاد السوفيتي ( موسكو )ولا من الصين.. بل من السودان.. الذي لا يطلب رئيسه سوى الصداقة والعلاقات الدبلوماسية المتكافئة . > والجنيه السوداني كان يساوي أكثر من ثلاثة دولارات أمريكية . > لذلك فإن برنامج الدفاع الوطني أهم من برنامج الحوار الوطني ..هكذا يمكن أن تكون المؤامرة مفهومة . غدا نلتقي بإذن الله..