تحقيقات وتقارير

العاقل لم يتعظ بحديث الأرصاد!!


على الرغم من أن هيئة الأرصاد نبهت قبل أيام عن هطول أمطار غزيرة وفيضانات ولكن لا أحد من المسؤولين عمل احتياطات لهذا التحذير ولا المواطنين أنفسهم، فنحن في السودان كل شيء عندنا مفاجأة ولو كنا نعلم أن العيد مرصود ومعروف ورمضان معروف تاريخه ومناسبة الفرح، زواجاً أو ختاناً كلها معلومة ومعروفة ولكن لا نرتِّب حالنا إلا بعد وقوع الحدث.
فالأمطار التي شهدتها ولاية الخرطوم صباحاً حذرت هيئة الأرصاد منها وحددت بأنها ستكون أمطاراً غزيرة وعلى المواطنين الذين يسكنون في مجاري السيول أو في المناطق المنخفضة عليهم مغادرتها ولكن لا حياة لمن تنادي، فانهمر المطر بغزارة لم نشهده إلا في أمطار(1988) التي جاءت في نفس الزمن تقريباً أمطار نهارية وتواصلت ليل نهار وأحدثت من الخراب والدمار مازال الناس يذكرون التاريخ واليوم والدمار الذي حدث، وماذا حل بالمواطنين الذين كانوا يسكنون مرزوق بأم درمان والمواطنين الذين سكنوا في مجاري السيول وحتى المواطنين الذين بنوا بنايات مسلحة ولكن السيول عملت فعلتها في تلك المنازل وحولتها إلى خرابات خاصة مناطق الحارات التاسعة ومرزوق والثلاثة عشر والأربعة عشر الثورة والأمبدات وتلتها أمطار 1964م.
إن أمطار أمس سنعرف نتائجها اليوم، كم منزل انهار وكم عدد المواطنين الذين شردتهم تلك الأمطار والسيول؟.. المحليات تصرف سنوياً مليارات الجنيهات ولكن بدون أي فائدة، نفس المجاري تعود إليها الأنقاض قبل أن تهطل الأمطار ونفس المجاري يغلق كل مواطن أي مجرى أمام منزله حتى يمكِّن سيارته من الدخول وعندما تأتي الأمطار والسيول لا تجد طريقة للتصريف فيتضرر السكان من فعلة هذا الرجل الذي ظنَّ أنه الوحيد الذي يسكن الحي أو المنطقة، فالميادين أصبحت مرتعاً للمياه، فكل مياه الأمطار التي لا تجد تصريفاً تنزل على الميادين، فلا المحلية وفرت ساحبات لشفط المياه ولا المواطنون تعاونوا فيما بينهم وعملوا على تصريفها، ستلاحظون كل شخص في منطقته، ماذا فعلت تلك الأمطار به وبجيرانه، هل تحركت المحلية؟ وهل تحرك السكان لسحب تلك المياه؟ أم أنهم ظلوا يتفرجون إلى أن تحل بهم الكارثة؟ ومن ثم يتحركون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن قبل أن تقع الكارثة يجب أن يتعاون الجميع بتصريف تلك المياه وأن تعمل المحليات خطة مستقبلية لمجابهة فصل الخريف حتى لا يتكرر هذا المسلسل (البايخ) سنوياً.

المجهر السياسي