علوم و تكنلوجيا

“سنابستغرام”… لماذا نسخت فيسبوك “سناب تشات”؟


بخطوة لا جدل في أنّها سرقة فكريّة بحتة، أضاف تطبيق “إنستاغرام” يوم الثلاثاء الماضي، ميزة القصص stories مستنسخاً الميزة التي اشتهر بها تطبيق “سناب تشات”.
تقوم “الستوريز” على نشر مقاطع فيديو (10 ثوانٍ) أو صور للمتابعين، تختفي بعد 24 ساعة. حيث قام “إنستاغرام” بنسخ الميزة الناجحة من “سناب تشات”، مستخدماً أيضاً الاسم نفسه. ويتوجّه هذا التحديث إلى المستخدمين الذين يريدون نشر الصور والفيديو، من دون الاكتراث لعدد الإعجابات، بالإضافة إلى محبّي الخصوصيّة، التي تضمنها إجراءات تحديد الجمهور، ومسح المحتوى بعد يوم من نشره.

اختلافات النسختين
لا يبدو الرئيس التنفيذي لـ”إنستاغرام”، كيفين سيستروم، خجلاً بهذا النسخ، فهو بنفسه، أرجع رصيد “الستوريز” لمنافسه، في حديث لـ”وول ستريت جورنال” قبل أيام. لكنّ استنساخ الميزة إلى “إنستاغرام” تضمّن بضعة تعديلات في الشكل، تتفوق على تلك الخاصة بـ”سناب تشات”. واعتمد التطبيق على إحدى أبرز مشاكل منافسه، أي تلك التي تتمثل في قول مستخدمين إنّهم لا يعرفون كيف يستخدمونه وبأي طريقة، فبسّط “إنستاغرام” الموضوع للجميع، لتكون التجربة أسهل على مستخدميه الذين جرّبوا “سناب تشات” ولم يتكيّفوا مع جوّه.
وتتّضح أبرز الفروقات بين التطبيقين، في الصفحة الرئيسيّة، فعزّز “سناب تشات” عمليّة خلق المحتوى، عن طريق إظهار الكاميرا في الصفحة الرئيسيّة، بينما عزّز “إنستاغرام” عمليّة مشاهدة المحتوى والتفاعل معه، عبر إظهار القصص والصور على الصفحة الرئيسيّة.

وبحسب تحليل موقع “ذا نيكست ويب” التقني، فإنّ “إنستاغرام” وضع جميع التسهيلات، كي يعرف المستخدم إلى ماذا ينظر، وكيف يمكنه متابعة الاستخدام، ما يفتقد غالباً في “سناب تشات”. كما وضع “إنستاغرام” عبارة “أرسل رسالة” أسفل كلّ منشور في القصص، بدل عملية تمرير الشاشة swipe لإرسالها في منافسه. لكنّ الفرق هنا، هو أنّ رسائل سناب تشات تختفي بعد قراءتها، بينما تبقى رسائل “إنستاغرام” موجودةً في خانة direct.
إلى ذلك، طرح “إنستاغرام” عدداً من الخطوط fonts غير المتوفرة في منافسه. كما سهّل عمليّة معرفة من يرى المنشورات، عبر لائحة يُمكن الضغط على كل اسم فيها والذهاب لصفحته (profile) ومعرفة المزيد عن الشخص.
أما أقوى ميزة في “إنستاغرام”، فهي تواجد عدد كبير من الأصدقاء والمعارف عليه، ما يجعل قوة المنشورات وقدرة وصولها إلى جمهور أكبر، ما يفتقده “سناب تشات” بدوره، فمستخدموه يجب أن يبدأوا من الصفر في عملية جمع متابعين. كما تسمح هذه الميزة في “إنستاغرام”، بالتواصل الأكبر مع المعارف، ومعرفة ما يفعلون في حياتهم بطريقة أكثر قرباً من الصورة الجامدة التي تُشارك عادةً على التطبيق. وسياسة جمع المعارف، جزء من سياسة “فيسبوك” العامة، التي تقترح أصدقاء على المستخدم، وترسل له إشعارات بانضمام أصدقاء جدد للمنصّة.
ميزة وحيدة لم تتضمّنها “ستوريز” إنستاغرام، المتمثلة في الفيلترات التي يتيحها “سناب تشات”. وتُعدّ تلك الفيلترات عامل جذب قويّا للمستخدمين، لكنّها أيضاً تعمل على “تحسين المظهر”، ما يجعل تصوير مقاطع الفيديو الشخصية على “إنستاغرام” أكثر واقعيّة وحقيقيّة، بحسب رؤية “ذا نيكست ويب”.

“فيسبوك” والقضاء على “سناب تشات”
ولا شكّ أنّ الميزة تستحقّ الجدل الواسع الذي أثارته. فشركة “فيسبوك” مستعدّة لفعل كلّ ما يمكنها، لتسيطر على السوق، وانطلاق “سناب تشات” بهذه الطريقة، يُمثّل خطراً بالنسبة إليها، خصوصاً أنّ عدد مستخدمي “إنستاغرام” لا يزال 500 مليون نشط شهرياً، بينما بينما يملك “سناب تشات” أكثر من 150 مليون مستخدم نشط يومياً.
ويرى دانيال روبرتس، المحلل الاقتصادي في “ياهو”، أنّ “إنستاغرام” احتاج أن يُصحّح الثغرة التي تجعل المستخدمين ينشرون صورةً واحدة في اليوم، ويكتفون بذلك، بينما يجعل “سناب تشات” مستخدميه يعودون لنشر المزيد.
تملك “فيسبوك” ثلاثة خيارات: تقليد سناب تشات، الاستحواذ عليه، أو القضاء عليه. بدأت “فيسبوك” بنسخ مميّزات “سناب تشات”، بعد فشل المفاوضات لشراء التطبيق، مقابل ثلاثة مليارات دولار عام 2013. وبحسب “فورتشن”، أطلقت “فيسبوك” تطبيق Poke للتراسل، الذي يُتيح مسح الرسائل فوراً بعد قراءتها، وهو ثاني ميزة يشتهر بها “سناب تشات”. وPoke الذي وُلد عام 2012، أغلق عام 2014. كما أطلقت الشركة ميزة الرسائل الخاصة على “إنستاغرام” عام 2013، ثم أطلقت التطبيق الذي فشل، Slingshot، حيث نسخت الشركة في هذه المحاولات ميزة الخصوصيّة، أو ميزة مسح الرسائل.

العربي الجديد