تحقيقات وتقارير

حلم النيل.. نافذة جديدة لتعليم أطفال الدرداقات.. دعم ومساندة


اصطفوا وهم يرتدون الزي الموحد باللون الأخضر ويحملون حقيبة مختومة بديباجة وشعار (منظمة اليونسيف)، وتبدو على وجوهم المتعبة لمحة من الفرح بالرغم من حرارة الطقس التي جعلت حبات العرق تتلألأ على جبينهم، وهم يبدون أول يوم دراسي بمركز (حلم النيل لتعليم أطفال الدردقات)، فغالبهم هجر مقاعد الدراسة لسنين طويلة بسبب الظروف الاقتصادية وحرصهم على توفير لقمة عيش كريمة بالرغم من أعمارهم الصغيرة وأجسادهم النحيلة.
(220) طالباً أو أكثر من أصحاب الدرداقات بالسوق المركزي شمبات كانوا (الثلاثاء) الماضي يجلسون في قاعدات الدراسة – بحسب قرار معتمد محلية بحري حسن محمد حسن إدريس في مارس الماضي بإلغاء رسوم (الدرداقات) مقابل التزام الأطفال بارتياد فصول الدراسة بالسوق، حيث التزمت محليته بتكاليف الدراسة وتوفير كل المستلزمات مجانا.
حلول مبتكرة
في حفل تدشين افتتاح مركز (حلم النيل) قال إبراهيم محمد الحسن نائب المدير التنفيذي لشركة زين: يجب على محليات الخرطوم أن تخرج عن النمطية وأداء الواجب فقط، وذلك بإيجاد الحلول المبتكرة التي تخدم المجتمع والمواطن. وأضاف: “خلال زيارتي للمركز وجدت تلميذاً متوفقاً على زملائه، وتشجيعاً له قامت شركة زين بسداد قيمة الدرداقة، وفي إطار الدعم والتشجيع للطلاب بالمركز أعلن اتحاد الشباب ببحري التزامه بصيانة جميع الدرداقات وتوفير ورشة ثابتة لصيانتها”.
فتح جديد
بالنسبة لمعتمد بحري فإنه “لا يمكن أن تعتمد المحلية على تحصيل رسم مالية عبارة عن 15 جنيهاً من الأطفال يومياً، وهم ينحدرون من عائلات فقيرة وكادحة لذلك قام بإنشاء فصلين للدراسة داخل السوق المركزي شمبات لاستيعاب الأطفال العاملين بـ (الدرداقات)، حتى يتأهلوا تعليمياً وينخرطوا في المجتمع بشكل مفيد بدلاً من الاعتماد على عمالة الأطفال. وقال إنه سيتابع استمرارهم بنفسه ويستفسرهم عن المضايقات التي يتعرضون لها. ويرى وزير الحكم المحلي حسن إسماعيل أن مهنة العمالة ليست مستقبلية، لذلك لابد من وجود سلاح آخر (التعليم(. أما التعليم المدرسي أو تعلم المهنة. ووجَّه رسالة إلى المسؤلين بأن مالاً يُجنى من عرق الأطفال المتسربين من المدارس ويدخل ميزانية المحليات (غير مبروك). وحذر المحليات من فتح العطاءات لتشغيل الأطفال وجمع مال من تعبهم.
تعميم التجربة
إسماعيل أكد سعيه مع والي الخرطوم لتعميم تجربة بحري في تعليم أصحاب الدرداقات من الأطفال على كل المحليات. وقال “نحن المسؤولين ما بنرضي القصة دي لاولادنا لذلك ما بنرضاها لأولاد غيرنا، لأنها منقصة). وقال ممثل برنامج محو الأمية إن هناك قرابة المليون تتراوح أعمارهم بين السابعة والخامسة خارج التعليم. محمد عمر يبلغ من العمر أربعة عشر عاما التقته (اليوم التالي) بالقرب من مكان الاحتفال بالسوق المركزي حيث بدأت عليه علامات السعادة. وقال إنه انقطع عن الدراسة لأكثر من أربع سنوات وهو أكثر سعادة بأنه عاد لدراسته ليحقق أمنية والدته التي كانت حريصة على إكمال تعليمه، ولكن بسبب الظروف هجرها وأنهم ملتزمون بالحضور لساعتين يوميا بالمركز للدراسة.

الخرطوم – عرفة وداعة الله
صحيفة اليوم التالي


‫2 تعليقات

  1. نعم المعتمد والله..هذه هي الافكار المبدعة التي نبحث عنها.