تحقيقات وتقارير

أسواق الخرطوم والخريف .. أوضاع بيئية متردية


تلقت «الإنتباهة» العديد من الشكاوى عن غياب المحليات في ما يتعلق بنظافة الاسواق وتجفيف مياه الامطار، مما اضطر التجار لدفع اموال من جيوبهم لدخول عربات الشفط. فكانت جولة (الإنتباهة) أمس فى كل من سوق بحرى والسوق المركزى بالخرطوم جنوب والسوق الشعبي أم درمان لتفقد الاحوال. غياب تام التاجر عز الدين عبد الله بالسوق المركزى الخرطوم أشار الى الغياب التام لمحلية الخرطوم عن نظافة السوق، وقال: الآن المياه راكدة بكميات كبيرة جداً والمحلية بعيدة كل البعد عن عملية تجفيف المياه الراكدة، مما اضطر التجار لدفع اموال لتجفيف المياه على ان تلتزم المحلية بعد جمع الرسوم من التجار كافة. وقال عز الدين إن عدداً من التجار اتفقوا على دفع مبلغ 1750 جنيهاً لتجفيف مساحة تقدر بـ 400 متر فقط للمحلية التي لم تلتزم حتى الآن بردم المكان، وتراكمت مياه الأمطار لتختلط بمياه الصرف الصحى التى خرجت من منهول داخلي موجود فى منتصف السوق، وعمت المكان روائح كريهة جداً، ومنذ هطول الامطار لم يأت اى مسؤول لتفقد الاوضاع المزرية فى السوق. وقال ان كل الاماكن التجارية والمحلات الاخرى دفعت لمحلية الخرطوم رسوماً مالية ضخمة مقابل شفط المياه من السوق ولم توف المحلية بعهدها وانحصر عملها في الشوارع الرئسية فقط. والموقف داخل السوق حدث ولا حرج، مشيراً الى ان المحلية تأخذ رسوم النفايات 55 جنيهاً شهرياً من المحلات التجارية دون أن تقدم أية خدمات، ويعاني التجار حالياً من تراكم المياه وتوالد الباعوض والحشرات فى داخل السوق، وبالأمس أتى محصل المحلية لأخذ الرسوم من التجار لشفط المياه وقام التجار بطرده لأن المياه مازالت مكانها. مخالفة صريحة اما التاجر احمد ابراهيم فقد اشار خلال حديثه لـ (الإنتباهة) الى وجود فوضى من قبل المحلية تتمثل فى ان محلية الخرطوم تأخذ الرسوم مقابل شفط المياه داخل السوق، وهذا يعتبر مخالفة لأن المحلية هى المسؤولة عن تقديم الخدمات للمواطن مجاناً او بأخذ رسوم رمزية. والغريب فى الامر ان الآليات التى تستخدمها المحلية للنظافة هى آليات الدولة جلبت من اجل خدمة المواطن. وقال ان السوق المركزى الآن غارق في مياه الامطار والاوساخ والروائح النتنة الكريهة. قلة الزبائن ابراهيم ادم صاحب طاحونة بالسوق المركزي كان شارداً ببصره في المياه الآسنة امام محله ويفكر في كيفية التخلص منها بعد ان ماطلتهم المحلية في شفطها وتراجعت مبيعاته لأن المواطنين باتوا لا يصلون اليه بسبب المياه ذات الرائحة الكريهة فضلاً عن توالد الباعوض، وان مسؤولي المحلية يأتون للسوق في اليوم اكثر من (10) مرات ويرون مناظر المياه المقززة دون اية معالجات، وانما التحصيل هو هدفهم الوحيد . واضاف ان مسطبة المحل غرقت تماماً، وان ضابط الصحة بالمحلية اكد لهم عدم وجود ميزانية للشفط بالرغم من انها تتحصل رسوم العرض الخارجي والنفايات كل شهر، وبالفعل قمنا بعمل (تبرعات) لردم الشارع مع بقية المحلات، ولكن بعد ان قام اصحاب المحلات في الشارع الآخر بتصريف المياه اصبحت المياه تحجز امام محلاتنا. بيئة متردية ومن جهته قال صاحب محل لحوم بالسوق ان المحلية قامت بسحب برميل النفايات وبات الباعة يرمون النفايات في الارض وعلى قارعة الطرق المسفلتة في منظر كئيب خلف بيئة متردية جداً, واتهم المحلية بشفط مياه الشوارع الريئسة التي يمر بها المسوؤلون فقط. مطبات وحفر ومن داخل السوق العربي بالخرطوم التقينا بابو سن محمود مسؤول تنظيم الحافلات الذي كشف عن وجود مشكلة تصريف بالموقف، وان الفريشة تسببوا في تضييق مساحةالموقف، داعياً لحل الاشكاليات، وعزا عدم توفر المواصلات لرداءة الطرق. وقال ابو سن ان الموقف اصبح عبارة عن بركة مياه إلى جانب كثرة الحفر والمطبات، الأمر الذي يسبب خللاً في حركة الحافلات وبالتالي عدم توفر المواصلات لرداءة الطرق. سوق بحري تاجر الفاكهة بسوق بحرى محمد عبد الرافع قال ان التجار قاموا بتصريف المياه من اموالهم الخاصة، وبقية المياه جفت دون اي تدخل من المحلية. وقال التاجر ابراهيم الامين ان الاوساخ كثيرة جداً والمسؤولون (ما شغالين)، وهنالك غياب كبير للمحلية التي اتهمها بالتقصير التام، مؤكداً عدم توفر مصارف المياه في سوق بحرى رغم ان المحلية تأخذ رسوماً شهرياً من كل تاجر بواقع (20) جنيهاً للنظافة واصحاح البيئة، ولكن على ارض الواقع لا يوجد شيء يذكر، وعاب على لجنة السوق ان دورها اصبح معدوماً تماماً لمتابعة قضايا ونظافة السوق، مطالباً بتغيير اللجنة الحالية لأنها لا تخدم المواطنين. ممنوع من التصريحات توجهنا الى احد اعضاء لجنة السوق ورفض ان يصرح للصحيفة، وقال إنهم ممنوعون من قبل المحلية من ان يدلوا باى تصريح للصحافة، ورغم ذلك اعترف بغياب المحلية عن تقديم الخدمات بالسوق. إغلاق الشوارع التاجر ادريس اتهم الفريشة بأنهم السبب في تراكم الاوساخ والنفايات بسوق بحري بسبب اغلاقهم الشوارع. وأضاف ان المحلية اعترفت بأنها فشلت بعجزها عن محاربتهم، وقال ان السوق بالداخل غرق بالمياه بسبب عدم وجود تصريف، ووصف وجود المساطب الحديثة بانها (مناظر فقط) وتعمل الامامية منها اي التي تطل علي الشوارع والاخري فارغة ولا توجد اية فائدة منها، وكل تاجر قام بردم المساحة الموجودة امام محله فقط بحوالى (3) الى (4) صفائح رمل، والسوق لا تتوفر فيه اية مواصفات وتنعدم الصحة ايضاً. أنانيون التاجر بسوق بحري احمد آدم قال ان بعض التجار (أنانيون) لانهم يقومون بنظافة محلاتهم ورمي الاوساخ بالشارع العام في ظل وجود امطار الخريف، وقال ان الرسوم التي يدفعها التجار لا تسد رمق عامل واحد من عمال النظافة، وانهم قالوا لهم ان يقوموا بشراء (قلاب تراب) لردم الحفر والمياه الراكدة. السوق الشعبي أم درمان أبدى مجموعة من تجار السوق الشعبي بام درمان تذمراً واضحاً من تكدس النفايات في السوق وتجمع المياه في الشوراع وتطايرها علي المارة . وقال صاحب سفريات عرجون بالسوق الشعبي ود حمد ان الشوارع مليئة بمياه الامطار والمحلية تتجاهل شفطها والوضع البيئي بالسوق الشعبي كارثي، فضلاً عن نفايات الخضروات وتراكمها وعدم نقلها مما يتسبب في روائح كريهة. المحلية تنفي ومن جهته نفي مصدر مأذون بمحلية الخرطوم تحصيل رسوم بغية شفط مياه الامطار الراكدة. وقال ان العملية تتم من ضمن مسؤوليات المحلية ومهام غرفة طوارئ الخريف، وطالب بضبط اي شخص من المحلية يقوم بتحصيل رسوم من اجل الشفط لانه ان كان موظفاً سيتم فصله من العمل، وان المحلية تقوم بايجار التانكر وتسدد له كافة الرسوم، ولم ينف أن هناك بعض التجاوزات من اصحاب التانكر الذين يستغلون حاجة المواطنين.

الانتباهة


‫2 تعليقات

  1. فقط لو ركزت حكومة الولاية على الاسواق والشوارع الرئيسية التي بها زحام في الخريف وغير الخريف لاصبحت عاصمتنا جمياة..

  2. النظافة سلوك شخصى قبل ان يكون حكومى , لماذا لا يضع اى تاجر ولو شوال سااى يضع فيه مخلفات بضاعته بدل رميها بالطريق امام متجره , اغلبنا لاحظ هذه الملاحظة خاصة فى مواسم الاعياد ..