محمد عبد الماجد

الخريف يريد تغيير النظام !


(1) > افهم ان يهدد الخريف (مدينة الصحافيين) بالوادي الاخضر – المدينة انشئت في (وادي) – معروف ذلك حتى من اسمه (الوادي الاخضر). > وافهم ان تحدث اضرار كبيرة في (الكرياب) بشرق النيل. > وافهم ان يحاصر النيل جزيرة (توتي). > وافهم ان تتجمع مياه الامطار في نفق (عفراء) ونفق (جامعة الخرطوم). > وافهم ان تحاصر مياه النيل الابيض قرى القصيرة وام عشر العقليين في محلية جبل اولياء. > وافهم ان ينجرف (لوري) في خور (الكماديب) في محلية القلابات بولاية القضارف. > وافهم ان يهدد الخريف محلية همشكوريب. > افهم كل ذلك. > لكن بربكم قولوا لي كيف لفيضان النيل أن يهدد الحكومة الإلكترونية؟ – حيث اظهرت د. تهاني عبد الله وزيرة الاتصالات قلقاً بالغاً من تسرب مياه النيل الأزرق الى مركز البيانات الوطني، مما يؤدي الى تعطل الحكومة الإلكترونية. > وما جدوى (إلكترونيتها) اذا كان تسرب مياه النيل يمكن ان يهددها ويعطلها. > الأمطار ومشتقاتها من فيضانات وسيول يمكن أن تهدد الحكومة بسبب الأضرار البالغة التى يحدثها الخريف. > لكن كيف للحكومة الإلكترونية أن يهددها خطر فيضان النيل؟ (2) > تخيلوا ان (برج الاتصالات) في موقعه هذا على ضفاف النيل الازرق كلف الحكومة السودانية (30) مليون دولار…تكلفته الآن يمكن ان تكون ضعف هذا المبلغ. > يتكون البرج من (29) طابقاً بارتفاع يصل الى (110) متر اضافة الى سارية يبلغ طولها (30) متراً، كأعلى مبنى في السودان. > مع ذلك – وبعد كل هذا الصرف – والدراسات والتكلفة العالية و(الطول والرفعة) ..برج الاتصالات هذا يهدده فيضان النيل الأزرق. > بل يهدد الحكومة الإلكترونية كلها القابعة أجهزتها أسفل البرج. > يمكن لنا قبول أخطاء هندسية في نفق جامعة الخرطوم. > او في نفق عفراء. > او في استاد المريخ. > كيف لنا قبول اخطاء هندسية في هذا الصرح الشامخ؟..الذي يحتوى على اجهزة تُشكّل بداخلها الحكومة الالكترونية. > قبل تصريحات وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. تهاني عبد الله كنت اظن ان (الراكوبة) وحدها التى لا تشكر في الخريف. > الآن اكتشفت ان (برج الاتصالات) ايضاً لا يشكر في الخريف. > وكنت أظن أن الخطر من ذلك على الحكومة بشكلها التقليدي فقط – لم أكن اظن ان الخطر يمكن ان يحدق بالحكومة الإلكترونية ايضاً. (3) > السؤال الذي يطرح نفسه ان كان (البرج) بموقعه الجغرافي هذا غير مُأمن ومجهز للحفاظ على مركز البيانات الوطني – لماذا توضع فيه هذه الأجهزة وخطر (الفيضانات) يمكن ان يهددها ويعطل اجهزتها؟ > الذي اعرفه ان (النيل الأزرق) يسبق (برج الاتصالات)..اي ان برج الاتصالات انشئ بعد مرور النيل الازرق بتلك المنطقة. > والذي اعرفه ان للنيل الازرق فيضان سنوي في فصل الخريف – النيل الازرق لم يفض فجأة. > اجهزة بهذه الحساسية يفترض أن توضع في منطقة لا يصلها الخطر ولا يهددها فيضان او سيول. > الوزيرة اشارت في تصريحاتها امس الاول الى ضرورية انشاء مصدات، (ترس) حول برج الاتصالات لحماية المركز حتى لا تتسرب المياه لقاعدة المبنى..(ان كانت الحكومة الإلكترونية تنتظر الخريف لوضع مصدات حول برج الاتصالات فإننا نعذر حكومتنا في ما يحدث في مدينة الصحافيين في الوادي الاخضر). > العمل في برج الاتصالات بدأ منذ عام 2005م وانتهى العمل فيه عام 2010م – كيف يهمل انشاء تلك (المصدات) منذ ذلك الزمن وهو بهذه التكلفة العالية ..ويحفظ بداخله اهم المعلومات والبيانات التى تشكل نظاماً إلكترونياً حديثاً يتجه نحوه العالم كله. (4) > مياه الأمطار كانت قد غمرت فناء قبة الإمام المهدي وهددت تراث بيت الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان. > الأمطار تهدد هذه الصروح بعد أكثر من قرن. > هذا يوضح ان الخلل فينا ..وليس في الصروح. > فيضان النيل في السنوات الماضية البعيدة كان يصل حتى موقع استاد الهلال الحالي – مع ذلك لم نسمع بوثيقة تاريخية واحدة عن تهديد الخريف لقبة الإمام المهدي أو لبيت الخليفة عبد الله التعايشي. > يحدث ذلك رغم التطور الذي حدث في أجهزة الإرصاد الجوي، وفي المباني وفي مكافحة الأضرار، والتعامل مع الأمطار والسيول والفيضانات. (5) > يبدو ان (الخريف) يريد تغيير (النظام) – ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعرب في تصريحات في البرلمان امس الاول عن قلقها من توقف الحكومة الإلكترونية. > لا ادرى ما هو جدوى (تكنولوجيا المعلومات) – اذا كانت (مطر) يمكن ان تهدد الحكومة الإلكترونية. > ليس غريباً من بعد هذه (التكنولوجيا) ان نعود للخيش والشوالات والردم والحفر (وعجبوني الليلة جوا ترسوا البحر رجعوا). > الحكومة الإلكترونية في حاجة إلى أن تترسوا لها النيل.