تحقيقات وتقارير

المعارضة + الحكومة – الاحترابات= 1


من المعلوم تماما ان اى حكومة وظيفتها توفير الامن لمواطنيها حتى ينعم مجتمعها بالاستقرار ويجد المأكل والمشرب والكساء وخدمات الصحة والتعليم والارشاد والتثقيف والترفيه واقامة علاقات طيبة مع العالم الخارجى ..
ومن المعلوم ايضا ان اى حكومة فى العالم لها معارضة تنتقدالاداء العام من اجل تصويب الحكومة (ربما يكون جارحا احيانا ) وبلغة الرياضيات ,اذا جمعنا ايجابيات اى حكومة وطرحنا منها سلبياتها سيساوى النقد الهادف البناء للمعارضة مع طرح سلبيات المعارضة حينما يميل الى التسلح والتمرد السلبى , وبالتالى تصبح المعادلة النهائية (المعارضة + الحكومة_ الاحترابات = 1 وهو الوطن لان الهدف الاخير ان يصبح الوطن عزيزا امنا مستقرا .
تأكيدا لما سبق فقد نادت الحكومة الجميع الى (كلمة سواء ) تعالوا فى مائدة واحدة لنتفق على كيف يحكم الوطن .. وسميت هذه الدعوة (الحوار الوطنى) وجلس الجميع الا قليلا من ابناء الوطن , ناقشوا هموم الوطن الست ( هويته وسلامه واقتصاده وتشريعاته وعلاقاته الخارجية وامنه) وتوصلوا الى رؤى محددة صيغت فى توصيات معينة ..وحتى يلحق بها ما تبقى من ابناء الوطن تم الاتفاق على ان يكون العاشر من اكتوبر القادم موعدا للسودان الواحد ان يكون باكتمال جميع ابناءه جالسين سويا , يضيفون الى ما سبق .
وتفصيلا مختصرا وقعت فى الحادى والعشرين من مارس الماضى الحكومة على خارطة طريق الالية الافريقية وتختصر اعلاميا ب (خارطة امبيكى) اشارة الى ثامبو امبيكى رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوى ..و كانت الخارطة قد طالبت باستئناف فوري للمفاوضات حول إقليم دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، للاتفاق على وقف الأعمال العدائية وإطلاق النار، على أن يتزامن ذلك مع اتفاق يؤدي لإيصال المساعدات للمتضررين من الحرب بشكل عاجل. ودعت إلى تشكيل لجان مشتركة لضمان تنفيذ اتفاق وقف النار والترتيبات الأمنية والإجراءات السياسية، على أن تُناقَش القضايا السياسية ذات الطبيعة القومية في سياق الحوار الوطني. وشددت الخارطة على ضرورة الاعتراف بالحوار القائم في الخرطوم، وفي الوقت نفسه أقرت أنه ليس شاملاً بشكل كافٍ، واقترحت لقاءً يجمع الأطراف المشاركة في الاجتماع الحالي ولجنة السبعة الخاصة بالحوار الوطني في أديس أبابا لتعرض الأخيرة ما توصلت له من توصيات، وتأخذ ملاحظات تلك القوى –
ثم وقع قادة تحالف “نداء السودان” الذي يضم أحزابا سياسية معارضة وحركات مسلحة في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا امس الاول على خارطة الطريق التي اقترحتها الوساطة الافريقية والممهدة لحل المشكلات السودانية عن طريق الحوار والتفاوض. في وقت أكد فيه الوسيط الافريقي انه سينظر في شواغل التحالف خلال اجتماعه مع ممثلي الحكومة السودانية.
وكان التحالف المعارض قد تحفظ على توقيع الخارطة التي عرضتها الوساطة الافريقية في مارس الماضي بسبب بعض بنودها المتعلقة بأولويات التفاوض والدخول في الحوار الوطني لكنها عادت ووقعت على الوثيقة بعد تلقيها وعدا من الوسيط الافريقي تامبو مبيكي بالنظر في هذه التحفظات.
وقد عقدت قوى نداء السودان اجتماعا منفصلا فيما بينها استمر لعدة ساعات قبل ان تدخل في اجتماع مع الوساطة الافريقية تكلل بالتوقيع على الوثيقة حيث وقع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ورئيس حركة العدل والمساواة جِبْرِيل ابراهيم ورئيس حركة تحرير السودان أركو مني مناوي ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال مالك عقار. كما وقع عن الوساطة الافريقية رئيسها تامبو مبيكي.
كان التوقيع احتفالا أقيم بفندق (رديسون بلو) تحت رعاية المجتمع الدولي شهده ممثلون عن الاتحاد الأفريقي والإيغاد والامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي وبريطانيا والعشرات من الشخصيات السودانية من السياسيين والقادة العسكريين .
تامبو مبيكي الوسيط الافريقى قال ان توقيع المعارضة على خارطة الطريق هو خطوة في الاتجاه الصحيح ، وتحدث المهدي وجبريل وعقار عقب مراسم التوقيع واعتبروا التوقيع فرصة جيدة لبدء حوار جاد وشامل لكل المشكلة السودانية ،
و تهدف خارطة الطريق والتي تتكون من سبعة بنود وثمانية تفريعات جانبية الى تمهيد الطريق لبدء التفاوض حول وقف الاعمال العدائية بين القوات الحكومية والمتمردين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق .
وقال تحالف “نداء السودان” في بيان مشترك انه ولتحقيق عملية حوار دستوري قومي وشامل فإنه يطالب الوساطة الافريقية بضرروة قيام اجتماع تحضيري قبل المشاركة في الحوار الذي يجري حاليا في الخرطوم. وأضافت ان الهدف من الاجتماع هو التأكيد علي أولوية وقف الحرب وتوصيل المساعدات للمواطنين المتضررين في مناطق النزاعات كمدخل ضروري لبدء عملية حوار سياسي. كما أكد التحالف ان الاجتماع التحضيري سيناقش كيفية كفالة الحريات الاساسية وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين السياسيين .
نعم نعيد القول بأن الحكومة والمعارضة اذا اتفقتا على ان الوطن يسع الجميع مع تجنب استخدام اى وسيلة سالبة غير الحوار والتفاوض فأن الحكومة ايضا يمكن ان تسع الجميع طالما ان الفعل السياسى المشترك يهدف الى ان يكون الوطن موحدا امنا مطمئنا شبعانا كاسيا وهذا ليس ببعيد او مستحيل حتى نقدم للعالم تجربة سودانية خالصة النوايا واضحة المعالم .

كتب – سعيد الطيب
الخرطوم 9-8-2016م (سونا)