مقالات متنوعة

مؤمن الغالي : مولانا المحترم عوض النور وزير العدل..


لك التحايا والسلام والتوقير والأحترام..
وعذراً شاسعاً ونحن نطوي المساحات.. ونحرق المراحل ونقفز بالزانة حتى نصل إلى ربوة سيادتكم الشاهقة.. فأنت وبحكم منصبك الرفيع تملك مفاتيح واحة العدالة الرحيبة التي يحفى بها المواطن ويدخل تحت مظلتها آمناً عندما تدلهم الخطوب ويلوح الخطر إذاً دعني أقدم عذري وأنا أحد الرعية لأقتحم قلعة العدل الشاهقة..
مولانا وزير العدل..
اليوم أقدم أمامك «شكوتي وشكري» ولكن قبل الإبحار في لجة النهر لا بد من كلمات يجب أن تقال ونحن في الضفاف..
أولاً: وقبل ذاك الإبحار الذي آمل أن يكون سلساً وآمناً وعلى أعيد لك كلمات كنت قد كتبتها في هذه المساحة.. بعد أن تسنمت موقعك ذاك الرفيع.. وبعد أسابيع قليلة من جلوسك على ذاك المقعد الخطير.. ولا بأس من إعادة بعض ملامحها أو جزء من خلاصتها فقد إجتاحني فرح طفولي بل بت في زهو طير طليق ونحن نرى إنك قد أفتتحت عهدك بباقة رائعة من القرارات بل لقد أعدت لنا بعض الأمل لنفوسنا بعد أن لفنا اليأس وظلت حياتنا كحل من الإحباط والأبواب تنسد امام أعيننا والطرق تنبهم امام خطواتنا.. أنعشتنا نسمات منعشة وأنت تفتح في جرأة وبسالة وثقة ملفات يتفجر من احشائها اللهب حتى إنزرع في أفئدتنا يقين راسخ لا يزعزعه ظن وأمتلأنا بالأسف كله بثقة لا يخلخلها شك في أن تلك الملفات المشتعلة بالجحيم والتي تحرسها بل يطوقها الخطر محيطاً بها إحاطة السوار بالمعصم لن يتم فض مظروفها ويزال شمعها الأحمر إلا في ذاك اليوم الرهيب عندما تصير الجبال كالعهن المنفوش والناس كالفراش المبثوث حيث يقف الناس في وجل وفزع وهم يواجهون العدالة المطلقة التي لا مكان لها في الأرض مطلقاً وأبداً.. فيم غشيتنا عندها موجات من الأمل وسحب من التفاؤل ونحن نردد أن عهداً جديداً ومنيراً.. قد بدأ وغرقنا في بحر العشم ونحن نردد:
ستصفو الأيام بعد كدرتها
وكل دور إذا ما تم ينقلب
مولانا وزير العدل..
واهم بل حالم من ظن ولو للحظة واحدة أعتقد للمحة أن مهمتك سوف تكون سهلة يسيرة وأنك سوف تسير على أرض معبدة وواقعي ومنطقي من تيقن أنك سوف تجتاز دروباً صعبة وسوف تسلك مسالك وعرة بل سوف تجتاز غابة من غابات يتربص فيها الشيطان.. وها أنت يا مولانا تواجه أول امتحان نأمل لك فيه النجاح.
وبكرة نبدأ….