رياضية

الحجامة… موضة أم طب بديل في عالم الرياضة؟


بعد أن ظهرت كدمات حمراء على أجساد بعض الرياضيين الأميركيين في الألعاب الأولمبية “ريو 2016″، تحدث العالم عن هذه الطريقة الغريبة لمساعدة الرياضيين في تقديم أداء أفضل، والتي تُعرف بالحجامة ، فهل هي موضة أم طب بديل في عالم الرياضة؟

تعريف الحجامة
الحجامة هي طريقة لعلاج الآلام والإجهاد الذي يصيب الجسد، ومن أقدم الأساليب الطبية التي استعملت في العصور القديمة، وهي نوع من كاسات الهواء الحامية توضع على مكان مُحدد من الجسد.

ويعود أصل الحجامة إلى الصينيين القدماء الذين كانوا يستعملون هذه التقنية، وتستعمل عبر وخز الإبر لفتح منافذ الطاقة في الجسد، والتي لو انسدت تسبب الأمراض، في حين استعملها أيضاً الأشوريون عام 3300 قبل الميلاد، قبل أن يأتي الإسلام ويقرها، ليُسميها الإسلام “الحجامة النبوية”، لأن النبي محمدا (ص)، حث العرب على استعمال هذه الطريقة وحدد أوقاتها وطرق استخدامها.

ولمعرفة دور الحجامة بشكل مفصل، فإنه في جسم الإنسان دورة دموية عبر الشرايين، ودورة وريدية وأخرى ليمفاوية، ووظيفة الليمفاوية هي تصريف ما ينتجُ من تكسير الخلايا، وعندما يحدثُ الأمر يبدأ المرض بالظهور، وهو ما شرحه النبي (ص) ووصف الأمر بالأخلاط (خليط المرض الذي يسير في الدورة اللمفاوية).

وعن النبي محمد (ص) فإن الحجامة تجعل الخليط يتكسر ويمر بسهولة في المجرى الدموي، ثم تبدأ الدورة الوريدية بالحركة وتصرفُ هذه الأخلاط فيزول المرض بشكل نهائي. ورغم أن الحجامة كانت محصورة في العالم العربي فقط، إلا أنها بدأت تظهر في البلدان الأجنبية مثل ألمانيا وأميركا.

أهمية الحجامة
بحث العلماء الألمان عن أهمية الحجامة النبوية التي جاءت في الأصل من عند العرب، وحاولوا معرفة إن كانت تشفي من الأمراض أو أنها مجرد أساليب طبية تراثية من نسج الخيال. وأظهرت النتائج أن نقرة القفا (التي تقع بين أعلى الرأس والرقبة قبل الوصول إلى الجسم)، يمر عبرها 72 هرمونا عبر الغدة النخامية وتتوزع على غدد الجسم بكامله.

وهنا يأتي دور الحجامة التي لو وضعت على موضع نقرة القفا تشفي من حوالي 72 مرضاً، وذلك بحسب النتائج والدراسات التي أجراها علماء ألمان من مدرسة بدأت تعتمد طب “الحجامة” وتُعرف بمدرسة الـ”FASK”.

وبحسب الطب، فإن قلب الإنسان ينبض حوالي 1000 مرة كل 24 ساعة، ويضخُ ستة ليترات من الدم عبر 96 ألف ميل من الأوعية الدموية، وهذه الليترات تحتوي على تريليون خلية وسبعين مليون خلية، وذلك لأن سبعين مليون خلية تستبدل في كل ثانية وتتجدد في جسم الإنسان، في وقت يُحافظ فيه الجسم على حرارته الطبيعية (37 درجة) من خلال 4 ملايين فتحة هوائية، وهي التي تغزي الجسم بالأوكسجين.

ولذلك فإن استخدام تقنية الحجامة سيُسهل عمل كل ما ذُكر في الأعلى، الأمر الذي يعني أن وظائف الجسد بأكملها ستعمل بشكل سليم ومنتظم بحسب التكوين البشري، وبالتالي تنشط مراكز الحركة في الجسم والخلايا العصبية الساكنة تعود إلى العمل.

أنواع الحجامة
هناك ثلاثة أنواع من الحجامة: أولاً الجافة التي تُستعمل عادة لمرضى السكري والذين يعانون الكثير من المضاعفات في الجسد وخصوصاً الأطراف. النوع الثاني هي الحجامة بالتشريط، حيثُ توضع فيها الكاسات على أماكن مُحددة من الجسد ويتم سحب الهواء، فتظهر بقع زرقاء كبيرة، لذلك يتم تشريط البقع بشكل خفيف، وبمجرد نزول الدم يشعر المريض بالراحة.

وأخيراً الحجامة الانزلاقية، وعادةً تستعمل في حالات يكون فيها الإنسان مصاباً بانزلاق غضروفي طاول جزءا كبيرا من الظهر، ثم يوضع زيت على الجسم، بعد ذلك يوضع الكأس ويبدأ المعالج بتحريكه من مكان إلى آخر، ولهذا السبب سُميت بالانزلاقية.

الاستخدام الرياضي
بعد كل ما شُرح في الأعلى بطريقة علمية، فإنه من الطبيعي أن تكون الحجامة النبوية تقنية حديثة لتطوير العمل البدني لدى الرياضيين، وبالتالي التخفيف من الإرهاق والجهد المبذول في المباريات والمنافسات الرياضية، وهو الأمر الذي استعمله الرياضيون الأميركيون مؤخراً وبدت البقع الحمراء على أجسادهم.

وإجراء الحجامة على جسد الرياضي سيمنحه قوة أكثر، لأن وظائف الجسم والأعصاب ستعمل بشكل أفضل، وبالتالي يُصبح الأداء الرياضي أفضل، لأن الجسم سليم وكل وظائفه من الرأس حتى القدمين تعمل بقوة، لأن الدورة الدموية تغزي كل الخلايا بشكل متوازن.

العربي الجديد