تحقيقات وتقارير

من يحاسب الصحفيين؟!


ليس كل من نال درجة علمية رفيعة يمكن أن يصبح حكماً في قضية متعلقة بتلك الجهة، فالدرجات العلمية مكانها قاعات الدرس، ولكن هنالك فنون في مهن مختلفة لا يدركها إلا من مارسها، فمهنة الطب مهنة رفيعة، فلن يصبح الجراح جراحاً ناجحاً إلا إذا مارس العمل لفترة طويلة من الزمن، وقام بالتخصص في إجراء عمليات القلب والزائدة الدودية وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى تخصص لفترة عملية طويلة، وكذا الحال.. فلن يتمكن المهندس من بناء عمارة متعددة الطوابق وبصورة سليمة وغير معرضة للسقوط إلا لمن أجاد هذه الصنعة وتمرس عليها. وكذا الحال في كل المهن التي تحتاج إلى خبرة عملية. والصحافة لا تقل أهمية من تلك المهن ولذلك لن يصبح الصحفي صحفياً ممتازاً إلا إذا مارس المهنة وسعى في دروبها بالحصول على الأخبار من مصادرها وأجرى التقارير الصحفية الممتازة والحوارات الجيدة، فلن ينفع الأستاذ الجامعي أن يكون صحفياً ما لم يمارس المهنة وكذلك خريجو كليات الإعلام لن نطلق عليهم صحفيين إلا إذا مارسوا المهنة وعانوا ما عانوا في دروبها، ولذلك الصحفي هو المعني بهذه المهنة ولا أحد آخر يجب أن يتولى مقعده مهما كان، إلا إذا كانت له خبرة طويلة في ممارسة المهنة، ويجب ألا يمنح حق محاكمة الصحفيين لجهة لا علاقة لها بهذه المهنة المقدسة، لأن من مارس المهنة يعرف مطباتها ومواطن الصالح من الخطأ، فالصحفي الممارس يعرف أهمية الخبر وأهمية السبق الصحفي وهذه لا يعرفها إلا من مارس المهنة، أما الذين لا يمارسون المهنة يعتبرون سلاقين بيض.
والصحفي دائماً حريص على أخذ المعلومة من مصادرها، ولكن ليس بالضرورة أن يكشف هذا المصدر إذا ادعت جهة ما عدم صحة الخبر، وليس من حق الصحفي إثبات معلوماته لجهة ما إلا إذا كانت الجهة المعنية هي مصدر الخبر، فإذا كذبت الخبر أو صححته فتكون هي المعنية، ويمكن للصحفي أن يثبت لها صحة معلوماته، ولكن أن تدعي جهة ما أو تريد أن تأخذ حقاً ليس من حقها فهذا يخضع للجهات المتخصصة في المهنة وليس المتهجمين عليها أو الذين وضعتهم الظروف في تلك المقاعد من باب المجاملة، فمقاعد الصحفيين في أي جهة يجب أن تكون للصحفيين الذين مارسوا المهنة لعشرات السنين فاكتسبوا الخبرة العملية ويستطيعون أن يبينوا الصواب من الخطأ، لأن التجربة تمنحهم الفصل في الأمور الشائكة، وليس من حق اللجان أن تصدر أحكاماً قبل أن تكون لها المعرفة الكاملة بالمهنة المعنية، فمهنة الطب مجلس التخصصات الطبية لا يستطيع أن يأتي بغير طبيب ليفصل في قضية طبيب ارتكب خطأ طبياً، وكذا الحال بالنسبة للصحفيين، فلا يحق لأية جهة أن تعاقب صحفياً وهي ليست لها علاقة أو ممارسة في الميدان الصحفي ولفترة طويلة من الزمن، يجب أن تكون اللجان المشكلة لمحاسبة الصحفيين من الصحفيين أنفسهم وليس من الدخلاء عليها.

المجهر السياسي


تعليق واحد

  1. غايتو “بعض” الصحفيين ماخدين راحتهم الكاملة بعد ده كلو يقولو ليك مافي حرية ….
    بعد الله ما كان في زول بيعرف يأدب الصحفيين غير الزعيم نميري رحمه الله
    عندنا صحفيين لازم يتجلدو جلد غرايب الابل الليل و النهار لكن البلد هاملة …..
    لكن سائل ربي يجينا حاكم عسكري مسلم ملتزم و نظيف أقوى من نميري و أحسن منه رحيم بالمؤمنين و أي زول ماسك محلاتو و عارف حجمو… و سوط عذاب مسلط على كل من يحيد عن الأدب قيد أنملة
    فكما قال السلف قديماً فيما معناه : (إن الله ليزع بالسيف و السلطان ما لا يزع بالقرآن )
    حتى يعود كل شيءٍ إلى نصابه الصحيح و يعود المثل السائد قديماً حقيقةً كما كان ” الموية الحارة ما موية قعنج ”

    ————————————————————————————————————–
    التوقيع:
    الصارم البتار على أهل الشرك و الأشرار !!!

    قال الأخ زول (حفظه الله) :
    قل اللهم صل وسلم على سيدنا محمد كل يوم عشر مرات صباحا ومساءا تدرك شفاعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم باذن الله !!! شفاعه مضمونه 100% لا شق ولاطق ان شاء الله لان شفاعه الصالحين غير مضمونه